يوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس/آب سنة 1896 تفاجأ أهالي زنجبار على وقع خبر وفاة السلطان حمد بن ثويني البوسعيد حيث جاءت وفاة الأخير في ظروف غامضة مما رجح إمكانية تسميمه على يد أحد المقربين منه، على إثر وفاة السلطان السابق حمد بن ثويني البوسعيد، استولى أحد أقربائه والمدعو خالد بن برغش على الحكم معلناً نفسه سلطاناً على منطقة زنجبار وتزامنا مع ذلك عبرت بريطانيا عن رفضها القاطع تولي السلطان الجديد الحكم معلنة تأييدها للسلطان حمود بن محمد الذي كان قادرا على خدمة مصالحها بالمنطقة بشكل أفضل.
بناء على عدد من الاتفاقيات التي وقعت بين بريطانيا وزنجبار في حدود منتصف ثمانينات القرن التاسع عشر فرض الإنجليز على زنجبار بندا يقضي بضرورة حصول السلطان الجديد على دعم القنصل البريطاني عند تعيينه، وعلى إثر وفاة السلطان السابق حمد بن ثويني البوسعيد رفض القنصل البريطاني دعم السلطان خالد بن برغش مفضلا اعتلاء حمود بن محمد المؤيد لطموحات الإنجليز عرش زنجبار.
واعتبرت بريطانيا تولي خالد بن برغش للعرش خرقا لاتفاقياتها السابقة المبرمة مع زنجبار واستغلت ذلك ذريعة لتمهل السلطان الجديد (خالد بن برغش) مهلة زمنية لتسليم السلطة ومغادرة القصر على إثر صدور التحذيرات البريطانية رفض السلطان خالد بن برغش التنحي عن عرش زنجبار وبدل ذلك أقدم الأخير على تكوين قوة عسكرية تضمنت عددا من العبيد والسكان المحليين وأمر بتحصين القصر وإقامة دفاعات على الشواطئ استعدادا لأي تدخل عسكري بريطاني محتمل.
في حدود الساعة التاسعة صباحا يوم السابع والعشرين من شهر أغسطس/آب سنة 1896 انقضت المهلة المقدمة من قبل الإنجليز للسلطان خالد بن برغش من أجل مغادرة القصر وبعد مضي دقيقتين فقط عن موعد نهاية المهلة (في حدود الساعة التاسعة ودقيقتين صباحا) فتحت السفن الحربية البريطانية نيران مدفعيتها تجاه القصر والدفاعات وعلى الشواطئ كان التدخل البريطاني مدعوما بحوالي ألف مقاتل زنجباري مساند للإنجليز.
لم تدم الحرب الزنجبارية – الإنجليزية طويلا حيث استمرت لمدة 38 دقيقة فقط وفي حدود الساعة التاسعة وأربعين دقيقة صباحا توقف القصف البريطاني، وأسفرت المعارك عن مقتل وإصابة حوالي خمسمائة جندي زنجباري من قوات السلطان خالد بن برغش بينما لم تتجاوز الخسائر البريطانية جنديا واحدا أصيب مع بداية العملية العسكرية.
خلال هذه الحرب حقق البريطانيون نصرا ساحقا حيث فر السلطان خالد بن برغش نحو القنصلية الألمانية واحتمى داخلها قبل أن يغادر لاحقا نحو إحدى المستعمرات الألمانية بشرق إفريقيا وفي غضون ذلك أقدم البريطانيون على تنصيب حمود بن محمد سلطانا وقد جسد هذا الحدث بداية التدخل البريطاني المباشر في زنجبار.
(العربية.نت)