جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / تيار المستقبل يواجه صعوبات كبرى في طرابلس المنية الضنية
10-03-18-yasser_329358_large

تيار المستقبل يواجه صعوبات كبرى في طرابلس المنية الضنية

يواجه تيار المستقبل صعوبات كبرى في دائرة طرابلس – المنيه – الضنية في وجه الرئيس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي والنائب فيصل كرامي حيث يسيطرون على الاصوات مما يضعف تيار المستقبل الذي يحاول لملمة شارعه.
في هذه الدائرة احد عشر مقعدا قريبة من العاصمة بيروت 8 سنة وعلويا ومارونيا وارثوذكسيا واحدا.
قوى الثامن من اذار تركز تحالفاتها. من الفاعليات السنية في الدائرة ومن «الاحباش» والمردة والعلويين، وحصلت هذه القوى وفق الماكينة الحزبية على ما نسبته ثلاثون بالمئة من اصوات الناخبين، وفق احصاءات انتخابات عامي 2005و 2009. وتدعي هذه الماكينات، ان اوضاعها الشعبية تحسنت عما قبل، نتيجة المتغيرات السياسية الداخلية والاقليمية.
في المقابل تمركزت قوى 14 اذار وتحالفاتها، في كل الاستحقاقات بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي وتيار المستقبل واللواء اشرف ريفي والمجتمع المدني. وبالنسبة لهذه القوى، طالما اعتمدت في طرابلس وهذه الدائرة على رافعة الميقاتي والصفدي، اذ يتبين ان الفارق في اخر انتخابات ضمن مرشحي اللائحة الواحدة 30 الفا من اصوات الناخبين، لمصلحة ميقاتي والصفدي. حيث فاز نائب المستقبل الاساسي سمير الجسر بـ 42 الف صوت فيما فاز الصفدي بـ 71 الفا والميقاتي بـ 70 الف صوت، وهنا تظهر بوضوح نتائج هذا الاستحقاق، طالما انعكست التحالفات ونتائجها وفق القانون الجديد.
ما هي نقاط الضعف عند تيار المستقبل ؟
– السبب الاول ان محمد الصفدي خارج المعادلة وخارج الترشيح، وبالتالي اي ماكينة انتخابية لن تعمل بجهد كما لو زعيمها هو المنافس، وهذا ما سينعكس على نتائج تيار المستقبل، و14 اذار.
– السبب الثاني: هو جماعة المجتمع المدني التي باتت تشكل لوائحها المنفردة او المستقلة عن لوائح المستقبل وقوى 14 اذار، وهنا الجزء الثاني من ضياع القوة الناخبة.
– ونقطة الضعف الثالثة عند تيار المستقبل في انفصال الوزير اشرف ريفي عنه. وتشكيله حيثية طرابلسية، وخوضه الانتخابات بشعارات عام 2005. ولا يبدو اطلاقا ان هناك اي عملية تجانس بينه وبين المستقبل والفاعليات الاخرى، لكن الفارق ان اللواء ريفي، سيخوض معركة كسر عظم في وجه تيار المستقبل ومرشحيه في هذه الدائرة.
– والضعف الرابع: الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يملك حاصلين انتخابيين في هذه الدائرة ويملك قوة تجييرية . لكن سيستفيد من غياب الصفدي لمصلحته وجذب الناخبين والانصار، كونه يعمد الى ترشيح شخصيات من الارث الطرابلسي، من هذه الدائرة ونأى بنفسه عن المستقبل وقوى 8 اذار داخلا المعركة بـ 28 الف صوت، اي بحاصلين انتخابيين تقريبا.
– والنقطة الاساسية الخامسة: هي فيصل كرامي، الذي بهذا القانون من المتوقع ان يفوز بمقعده النيابي، بتحالفاته السياسية والانتخابية التي يعتمد فيها على المردة والاحباش وجبهة العمل الاسلامي والتوحيد الاسلامي ومختلف قوى الثامن من اذار، اضافة الى الكتلة الناخبة العلوية التي تقدر بسبعة الاف صوت.
بالطبع الكتلة العلوية تحتاج الى انضباط وفق ماكينات 8 اذار، كونها ما تزال في الخط السياسي الوطني والعروبي، وقادرة على ايصال مرشحها واعطاء الحاصل، او المساهمة بقوة فيه، طالما تعطي فيصل كرامي ما يقارب ستة الاف صوت.
طبعا ترتيب الاقوياء في دائرة طرابلس هي على الشكل الاتي:
– ميقاتي وتحالفاته
– تحالف قوى الثامن من اذار بتحالف كرامي وفرنجية والاحباش والقوى الاخرى
– تيار المستقبل.
– اشرف ريفي .
-المجتمع المدني مع ارجحية قوية لحصد الرئيس ميقاتي لاصوات المستقبل السابقة، اضافة الى اصوات الصفدي. فيما يتوزع الاخرون مع باقي القوى، وهنا تترتب نتائج انتخابية واضحة، خصوصا ان حضور الصوت التفضيلي في المعركة سيمنحها ابعادا اخرى قد لا يتوقعها البعض.
و يأتي دور تيار المردة وسليمان فرنجية، الذي يرشح شخصية على لائحة كرامي، لكن الواضح ان فرنجية سيمنح اصواته التفضيلية لفيصل كرامي، وهو ما يقارب 3000 صوت تفضيلي.
عندما يجري عرض هذه الوقائع. يمكن التوقف امام المشهد الحقيقي الذي يعيشه تيار المستقبل. فعلى سبيل المثال ان النائب محمد كبارة ترشح هو ونجله، في هذه الدائرة على قاعدة، اذا اعطى المستقبل اصواته التفضيلية له يكمل المعركة، واذا لم يفعل المستقبل ومنحها الى سمير الجسر، يستكمل نجله المعركة بدلا منه، وهذا ما يشير الى ثغر في ادارة العملية الانتخابية، هذا بالاضافة الى الازمة المالية في المستقبل، في حين ان خصومه الاخرين يملكون القدرة المالية في الانتخابات.
كما ان هناك الحالة الجديدة، اي كثرة المرشحين واللوائح التي ستساهم بقوة في حصد اصوات كثيرة من وجه المستقبل و14 اذار، كما في الساحة العلوية حيث هناك مجموعة كبيرة من المرشحين، وايضا فقدان تيار المستقبل لناخبين اساسيين في تحالفاته. اي الميقاتي والصفدي.
كل هذه المعطيات الدقيقة والواقعية في دائرة طرابلس المنية الضنية، تعطي فرصة كبيرة لجماعة 8 اذار، التي ما تزال تحافظ على وحدة صفها مقابل تشتت كامل في صفوف 14 اذار وفق ما تمت الاشارة اليه، وهي ما ستفتح الباب لفرص فوز هام لـ 8 اذار الى جانب فوز الميقاتي، لكن بشرط ان تحسن قوى 8 اذار شروط ادارة المعركة، وعدم التشتت، وحفظ الصوت العلوي.

(الديار)