أقام حزب “القوات اللبنانية” في معراب، حفل تخريج دورة الكوادر السياسية الرابعة لرؤساء المراكز، والذي ينظمه جهاز التنشئة السياسية في الحزب، في حضور الأمين المساعد للشؤون الإدارية المحامي فادي ظريفة، رئيس جهاز التنشئة السياسية المحامي شربل عيد، مدير أكاديمية الكوارد الدكتور ميشال عواد، منسق منطقة عاليه المهندس بيار نصار، منسق منطقة جبيل شربل أبي عقل، منسق منطقة صور فؤاد عودة وعدد عدد من أعضاء المجلس المركزي ورؤساء المراكز.
وألقى رئيس الحزب سمير جعجع كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم في الذكرى الـ24 لتفجير كنيسة سيدة النجاة التي سيذكرها التاريخ اللبناني إلى أبد الآبدين، لأن قيام السلطة بتفجير إحدى الكنائس من أجل أن توقع بأحد الأحزاب السياسية فقط لأنه معارض، ما هو إلا واقعة فريدة من نوعها في تاريخنا اللبناني”، مشيرا إلى أنهم “لا يزالون حتى اليوم يحاولون الإيقاع بهذا الحزب المعارض، إلا أنني لا أعرف لماذا لم يعد لديهم القدرة على تفجير الكنائس، ولكنهم للأسف يحاولون بطرق أخرى القيام بذلك على خلفيذة أن هذا الحزب غير مناسب لهم في المجالات كافة”.
أضاف: “لا أفشي سرا عندما أقول إن السلطة القائمة هي التي فجرت الكنيسة، فأنا منذ اللحظة الأولى أدركت ما كان يخطط لنا، وذلك بمجرد أنه تم اتهام القوات مباشرة لحظة وقوع الإنفجار بالرغم من أن لا علاقة لنا بهذا الانفجار”، مشيرا إلى أن “ما قامت به السلطة بالإتهام المباشر للقوات كان من أجل تغطية الفاعلين الحقيقيين، وهم تلك السلطة بحد ذاتها، والإستفادة من ذاك التفجير من أجل إلباس التهمة بالقوات اللبنانية، وحل الحزب وسوق قادته إلى السجون وهروب من بقي منهم خارجها”.
وأكد أن “ما سبق كان مجرد نظرية غير مثبتة بالنسبة لنا إلى حين اجتماعي منذ أربع أو خمس سنوات بإحدى الشخصيات في 14 آذار، إذ إن قسما من هذه القوى كانت في حقبة تفجير الكنيسة تنقسم بين ساكتة أو متعاونة مع النظام الأمني السوري – اللبناني، للأسباب المعروفة، وخلال اللقاء أطلعتني هذه الشخصية على أنها التقت أحد المسؤولين الأمنيين في سلطة الوصاية في الحقبة التي تلت تفجير الكنيسة، وسأل المسؤول الأمني في حينه إن كانت السلطة جادة في أن اللبنانيين سيصدقون أن القوات هي التي فجرت الكنيسة؟ فأجاب المسؤول الأمني تلك الشخصية بالقول: “إن كنت تعلم بوجود حية داخل الحائط هل تنتظر خروجها من الحائط ولدغك أم تجد الطريقة من أجل الدخول إليها وإجبارها على الخروج من مخبئها والقضاء عليها؟”، مشددا على أن هذه الرواية كافية لتأكيد ما كان لدينا كنظرية في أن سلطة الوصاية هي التي أقدمت على تفجير كنيسة سيدة النجاة ما أوقع عدد كبير من الشهداء والجرحى والمتضررين يومها وكل هذا فقط من أجل محاولة الصاق التهمة بالقوات، والقيام بما قاموا به لأن القوات كانت في نظرهم حية الأمر الذي لا شك فيه ولنا الفخر أن نكون حية على سلطة مماثلة”.
وأضاف: “هم يعرفون أننا ننتظر الوقت الملائم من أجل التحرك ولم يكونوا يريدون السماح لنا بانتظار الوقت الملائم من أجل التعامل مع سلطة الوصاية بالشكل الذي كان يجب أن يتم التعاطي به معها، لذلك انقضوا على القوات أولا وقاموا بما قاموا به، إلا أنه في نهاية المطاف فقد بقت القوات ورحلوا هم”.
من جهة أخرى، تناول جعجع في كلمته ملف الانتخابات النيابية، لافتا إلى أن “الانتخابات تذكره بمرحلة الدراسة، إذ إن التلاميذ كانوا ينقسمون إلى قسمين، بعض يذاكر يوميا فيما الآخرون ينتظرون إلى ما قبل الامتحان من أجل المذاكرة. إلا أن التلاميذ الذين كانوا يتفوقون هم الذين كانوا يقومون بالمذاكرة يوميا، فيما الباقون كانوا يجدون صعوبة في اجتياز الامتحان، وإن اجتازوه فبفارق بسيط عن المعدل، وعملية نجاحهم مرتبطة بالحظ فقط”.
وتابع: “إن الإنتخابات النيابية كما الإمتحان، صحيح أن على الجميع مضاعفة الجهود في الأشهر الأخيرة قبلها، إلا أن هذه الجهود هي من أجل استثمار العمل الذي كانوا يقومون به في الثماني سنوات الأخيرة، فإن كانوا قد قاموا بعمل جيد فبجهودهم المكثفة سيتمكنون من استثمار هذا العمل والوصول إلى نتيجة جيدة، وخلافا لذلك، ومهما عززوا الجهود الآن، لن يصلوا إلى أي نتيجة إيجابية”، مشددا على أن “القوات اللبنانية من الأحزاب التي كانت تذاكر بشكل يومي”.
ولفت جعجع إلى أن “دور رؤساء المراكز في الماكينة الإنتخابية محوري وأساسي إلا أن الدور الأهم الذي يجب عليهم القيام به هو المذاكرة بشكل مستمر على مدى السنوات الأربعة بمعنى أنهم إن كانوا يسهرون على أعضاء المركز وأهالي قراهم ويتعاطون معهم بالشكل المطلوب ويساعدونهم قدر المستطاع”. وقال: “إن المفهوم الشائع في أن على كل رئيس مركز أن يكون لديه مخصصات بملايين الدولارات من أجل إعطاء الناس المال كلما احتاجوا هي نظرة خاطئة جدا وقد أدخلت إلى السياسة في لبنان خلال السنوات العشرين المنصرمة إلى حد أن العمل السياسي أصبح يكاد يتحول إلى مجرد توزيع الأموال والذي يوزع أكثر هو من يربح”، منتقدا هذا الأمر الوضع الذي ما هو إلا تشويه كبير للعمل السياسي ولا سيما للإنتخابات النيابية”.
وأوضح جعجع أن “ما يطلبه المواطن هو أن نكون إلى جانبه وأن نسعى قدر المستطاع لمساعدته، فإن تمكنا من ذلك فهذا أمر جيد جدا، إلا أنه في الحال المعاكسة فمجرد أن يرى المواطن أننا بذلنا قصارى جهدا وأبدينا كل نية إيجابية في مساعدته وشاركناه لحظاته الحرجة فهذا أكثر من كاف بالنسبة له”، طالبا من رؤساء المراكز “أن يقوموا بالمذاكرة اليومية” تبعا لما ذكره آنفا.
وأعلن أنه سيكون لـ”القوات اللبنانية” مرشحون في الأغلبية الساحقة من الدوائر، “والمرشحون المفترضون هم من حملة التغيير الفعلي وليس بالقول فقط، والإصلاح في العمق وليس بطرق أخرى، وهؤلاء المرشحون سيكونون على شاكلة نواب القوات الحاليين ووزرائها، ونتمنى على رؤساء المراكز تكثيف جهودهم وعملهم باعتبار ان الإنتخابات المقبلة ستحدد مسار البلاد في السنوات الأربع المقبلة”.
وتابع: “يمكننا ان نلجأ إلى النق والتشكي من زحمة السير والكهرباء والمياه والموازنة العامة وأي أمر آخر، إلا أن هذا الأمر لن يجدي نفعا، فيما المجدي هو الفعل فقط. والتأثير الفعلي في هذه المسألة لا يتطلب جيوشا جرارة وإنما مجرد أن يدلي المواطن بصوته لمصلحة أشخاص أكفياء للوصول إلى الندوة البرلمانية، فهذا سيؤثر كثيرا على الواقع”.
وذكر بأن “القوات اللبنانية استطاعت بتأثيرها المحدود أن تغير الكثير في المسار السياسي العام، فإذا أصبح لديها تمثيل أكبر وبالتالي تأثير أكثر يمكنها أن تغير أكثر في الواقع العام”.
ودعا جعجع إلى “إزالة المفهوم القائم أن لا إمكان لإصلاح هذا البلد، فهناك إمكان كبير للإصلاح، ولكن هذا الامر مرتبط مباشرة بالمواطنين الذين عليهم الاقتراع لمصلحة المصلحين لا اللجوء إلى النق طيلة أربع سنوات، ليعودوا ويقترعوا للنواب الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم”.
وشدد على أن “الانتخابات المقبلة مهمة جدا لأنها المدخل الأساسي للتغيير الذي لا يتطلب في لبنان حرق الدواليب أو إقفال الطرقات والتمرد، وإنما جل ما يحتاج اليه هو التصويت على النحو المطلوب، باعتبار أن لبنان بلد ديموقراطي بكل ما للكلمة من معنى، وإذا لم نستفد من هذه الديموقراطية فالملامة ستقع علينا لا على السياسيين”.
وقال: “بعض الناس يلعنون السياسيين مئات المرات في اليوم الواحد، وبالرغم من أن هؤلاء السياسيين يستحقون اللعنة عشرات الآلاف من المرات، إلا أن من يلعنهم عليه ألا ينسى أنه هو من اقترع لهم وأتى بهم إلى سدة الحكم. من هذا المنطلق اللعنة لا تفيد بشيء، إلا أن الاقتراع بالشكل الصحيح هو المدخل للتغيير”، مشيرا إلى انه إذا ما كنا نشيد منزلا نحتاج إلى مهندس لذلك فإن كان هذا المهندس غير كفوء فعندها علينا استبداله بمهندس آخر وليس بمحام أو طبيب، وبعض الناس في لبنان يطالبون بتغيير جميع السياسيين ويقومون بتغيير المهندس بمحام أو طبيب”.
وختم جعجع: “أشكر رئيس جهاز التنشئة والمسؤول عن الأكاديمية والأساتذة والمحاضرين والإداريين ومن تعبوا من أجل تخريج هذه الدورة التي تتطلب الكثير من التعب والجهد المضني”.
وكان اللقاء استهل بكلمة الدفعة المتخرجة التي ألقتها طليعة الدورة منتورة غالب، تلاها كلمة لمدير معهد الكوادر الدكتور عواد الذي شرح عن المشاريع المستقبلية للمعهد، شاكرا الهيئة العامة وجعجع على الدعم الذين يقدمونه للأكاديمية. وفي الختام قدم جعجع توزيع الشهادات للمتخرجين، كما قدم جهاز التنشئة السياسية درعا تكريمية لرئيس “القوات”.