على نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للرياض المتوقعة غدا، يتوقف مستقبل مسار العلاقة بين المملكة العربية السعودية ولبنان لجهة اما العودة القوية الى الساحة اللبنانية دعما سياسيا واقتصاديا وانمائيا يترجم في مؤتمرات الدعم الدولي للبنان اعتبارا من الشهر المقبل، او استمرار الانكفاء السعودي- الخليجي وبقاء الامور على ما هي عليه من جمود.
واذا كان جزء من زيارة الموفد السعودي الملكي نزار العلولا لبيروت يتمحور حول كيفية تثبيت دعائم الدولة من خلال دعم المشروع السيادي والخط الذي لطالما ساندته المملكة، باعتبار ان الوصول الى الاستقرار الثابت والنهائي غير ممكن من دون الدولة، في ظل سعي القوى المناهضة لهذا الخط لابقاء لبنان ساحة مفتوحة امام النزاعات الاقليمية عبر انخراطها في حروب الغير خارج لبنان من دون “شور ولا دستور”، فإن ذلك لا يعني في اي حال التدخل السعودي المباشر على الخط الانتخابي المباشر وفق ما يروج البعض، كما تقول اوساط سياسية مطلعة على ابعاد وخلفيات زيارة العلولا الذي تسلم ملف لبنان من وزير شؤون الخليج سامر السبهان، ما يفتح الباب تاليا على زيارات متتالية للمسؤول السعودي الجديد لبيروت، خصوصا اذا سارت رياح زيارة الحريري على ما تشتهي سفن المملكة. وتؤكد ان اي حركة سعودية في الاتجاه اللبناني ما هي الا من منطلق الحرص على الاستقرار في لبنان ومشروع الدولة فيه. وتبعا لذلك، يمكن ادراج هذا الاهتمام في الخانة التي تخدم الهدف المشار اليه.
الا ان سرعة تلبية الحريري للدعوة السعودية يُستشف منها، وفق الاوساط، ايجابية معينة، تشي بإمكان طي صفحة “الزغل السياسي” التي حكمت العلاقة الحريرية- السعودية اخيرا التي انسحبت على العلاقة الرسمية بين الدولتين المهتزة اساسا بفعل مواقف وممارسات حزب الله، وفتح اخرى جديدة تفترض انطلاقتها ملاقاة رئيس حكومة لبنان الخطوة السعودية بالايجابية نفسها لجني ثمارها سياسيا وفي مؤتمرات الدعم الموعودة.
اما ما يتردد عن ان احد اهداف الزيارة السعودية اعادة لمّ شمل فريق 14 اذار، خصوصا ان لقاءات المسؤول السعودي شملت امس في السفارة قياديين شكلوا رأس حربة في الفريق السيادي،بعدما زار العلولا معراب واجتمع الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في جو ودي وعائلي، كما وصفته مصادر معراب،ساده تفاهم تام حول النظرة العامة للأمور في لبنان والمنطقة، فليس بعيدا عن الواقع وفق الاوساط ما دام نبض وروح 14 اذار القائم شعبيا على رغم دفنه سياسيا، يتلاقى ومشروع الدولة القوية التي تدفع المملكة نحوها وتضع كل جهدها لتقويتها. بيد ان هذا الاحياء دونه عقبات لا يستهان بها خصوصا بعدما نسج الحريري تحالفات مع قوى في المقلب الاخر في مقدمها التيار الوطني الحر يستعد لترجمتها عمليا في الانتخابات النيابية، فيما تموضع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في الوسط، وذهب حزب الكتائب الى ضفة المعارضة ليبقى حزب القوات وحيدا يغرد في سرب 14 اذار على رغم تفاهمه مع التيار الوطني الحر.
وايا تكن النتائج التي ستترتب على زيارة الحريري للمملكة فإن الرياض اكدت عبر موفدها لمن التقاهم من الفريق الآذاري ان إحياء ١٤ آذار مسؤولية لبنانية تتوقف على هذا الفريق بالذات وتحديدا القوات والمستقبل، اللذين يشكلان عصبه الاساس وشريانه الحيوي اذا ما قررا اعادة ضخ الدم فيه.
المركزية