كلما اقترب الموعد المحدد لاقفال باب الترشح واعلان اللوائح الانتخابية سادت اجواء من الترقب والانتظار لما تحمله الايام القادمة من تحالفات بين القوى والاقطاب، على الرغم من ان التسريبات تؤكد ان كل قوى السياسية ترى مصلحتها في تشكيل لوائح منفردة بمعزل عن العلاقة الودية التي تربط قوى ببعضها البعض.
وخلال ايام ستشهد مدينة طرابلس بدء اعلان لوائحها الانتخابية وقبل هذا التاريخ سيعقد اجتماع ثنائي يضم الوزير فيصل كرامي والرئيس ميقاتي للاتفاق على خوض المعركة الانتخابية سواء حليفين او لكل منهما لائحة مكتملة. حتى الاخبار التي تسربت ان الرئيس ميقاتي سيشكل لائحته بمعزل عن الوزير فيصل كرامي فان كل الاحتمالات تبقى واردة حتى عقد هذا اللقاء بحيث ستوضع النقاط على الحروف ولتحديد امكانية التحالف بينهما سواء بتشكيلة واحدة او بلائحتين مستقلتين لكن بالاتفاق بينهما، اضافة الى انه يسود اعتقاد في اوساط الوزير كرامي ان طابورا خامسا دخل على خط العلاقة المتينة بين ميقاتي وكرامي بقصد الايقاع بينهما لكن طبيعة العلاقة الوثيقة كفيلة بافشال مخطط هذا الطابور وانه حتى لو لم يشكلا لائحة سويا الا ان ذلك لا يقطع في الود اي علاقة بين الاثنين.
وعلى الرغم من انطلاق معظم الماكينات الانتخابية في الدائرة الشمالية الثانية، الا ان هذه الماكينات لم تنجح بعد في تحديد الصوت التفضيلي باستثناء احصاءات بعض الماكينات الانتخابية التي كشفت حجمها الانتخابي، فماكينة الرئيس نجيب ميقاتي تشير احصاءاتهاالفوز بثلاثة مقاعد ومن الصعب الفوز بمقعد رابع لان نسبة الحواصل في الاقضية الثلاثة تغير كل المعادلات والحسابات ففي الوقت الذي يتمتع فيه الرئيس نجيب ميقاتي بشعبية واسعة في مدينة طرابلس الا انه في الضنية والمنية اختلفت هذه الحسابات بعد مراجعات دقيقة لكل القوى عن حجم قوتها في الضنية والمنية وكشفت اوساط ان مصلحة كل القوى السياسية التفرغ لمعركة طرابلس واختيار مرشحين عن الضنية والمنية لا يملكون حيثية شعبية واسعة حتى لا يسهم في خسارة مقعد سني في طرابلس.
واشارت الى ان تيار المستقبل لا يزال يمثل شريحة واسعة في الضنية والمنية اضافة الى حيثية شعبية للوزير كرامي. ويذكر انه في انتخابات 2000 حصد الرئيس الراحل عمر كرامي 10 الاف صوت من الضنية وبالنسبة للرئيس ميقاتي فان تمثيله في الضنية والمنية يتعلق بالتحالفات وقوتها الشعبية.
اما بالنسبة للوزير السابق فيصل كرامي فان اوساط ماكينته الانتخابية تشير الى ان الاحصاءات التي اجريت مؤخرا من قبل المؤسسات والشركات المعنية بالاستفتاء تؤكد احتمال فوز كرامي بثلاثة مقاعد خصوصا انه سيشكل لائحة مكتملة من نخبة المجتمع الطرابلسي ممن يتمعتون بحضور وسمعة جيدة وسوف تضم اللائحة مرشح جمعية المشاريع الخيرية طه ناجي وتقدر اصوات المشاريع بحوالى 5 الاف صوت اضافة الى مرشح تيار المردة رفلي دياب وهناك من يشير الى ان غالبية اصوات العلويين ستصب لصالح كرامي اضافة الى اصوات القوى والاحزاب الوطنية وبذلك يكون كرامي امن الحاصل الانتخابي.
وتحدثت اوساط فيصل كرامي موضحة انه مرتاح لخوض هذه المعركة ولمس ذلك من خلال الجولات واللقاءات اليومية والاحتكاك بشكل مباشر مع المواطنين وان واقعه الانتخابي ناتج عن ارث سنوات راكمها والده الرئيس الراحل عمر كرامي مما بات في طرابلس كتلة ناخبة تصب (بلوك) في صندوقة كرامي واللائحة التي يكون فيها او لائحته الخاصة المستقلة.
اما بالنسبة لتيار الحريري فان المصادر تشير الى احتمال فوز الاخير باربعة مقاعد نظرا الى حيثية المستقبل في الضنية والمنية رغم الخلافات الداخلية الكبيرة في التيارالا انه يعتبر الاول في هـذه الاقضـية رغم مزاحمة الرئيس ميقاتي له واستطاعته التمدد بنـجاح في الضنية والمنية اضافة الى مزاحمة اللواء ريفي فيها.
اما بالنسبة للوزير ريفي فان الاوساط تشير الى ان الاخير يعمل على تأمين مقعد ثان له بعد تطمنيات اكدت له فوزه باكثر من مقعد. وباتت لائحة اللواء ريفي شبه مكتملة وتضمه الى جانب وليد قمر الدين وعبد المنعم علم الدين ونظام مغيط وناجي غمراوي والدكتور البير عازار عن المقعد الماروني وبدر عيد عن المقعد العلوي واحتمال انضمام نعمة محفوض عن المقعد الارثوذكسي.
اما بالنسبة للمجتمع المدني فان تشرذم هذه القوى وعدم تشكيلهم لائحة موكدة سيضعف تمثيلهم ويكون له نتائج ايجابية على باقي القوى.
(الديار)