ﻋﻘﺪﺕ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ، ﻧﺪﻭﺓ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻛﺘﺎﺏ : ” ﺍﻟﻌﻨﻒ … ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ … ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ” ، ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻫﻼ ﺭﺷﻴﺪ ﺃﻣﻮﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ” ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ” ، ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻮﺵ ﻭﺃﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺭﺷﺎ ﺗﺪﻣﺮﻱ .
ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ، ﻋﺮﺿﺖ ﺃﻣﻮﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺂﺯﻕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮﺏ ﺧﻄﺎﺏ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻻﻟﻬﻲ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻨﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻨﻔﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻀﻰ ﺍﻟﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻜﻔﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﺗﻤﺨﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻌﺒﺜﻲ .”
ﻭﺧﻠﺼﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻪ ” ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﺕ ﻭﺗﺄﺻﻴﻞ ﻭﻋﻲ ﻭﻗﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ” ، ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ” ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺭﺳﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ، ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻠﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ .”
ﻋﻠﻮﺵ
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻮﺵ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ” ﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ – ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ – ﻟﻢ ﺗﺄﺕ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﺎﻫﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ . ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﻨﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻻﺻﻼﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ” ، ﻭﻧﻔﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ” ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻔﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭ ﺑﺮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻔﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ” ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺍﻥ ” ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ، ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻮﺭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ .”
ﺍﻷﻣﻴﻦ
ﻭﻋﺮﺽ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻻﻥ ” ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻧﺎﻃﻘﺎ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻭ ﻣﻤﺜﻼ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ، ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺷﺮﻋﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻩ ﻭﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ” ، ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺍﻥ ” ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺰﺍﺑﺎ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻹﻳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻄﺎﺑﻘﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ . ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﺒﺲ ﺑﺎﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ، ﻋﺒﺮ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ .”
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ، ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻭﻗﻌﺖ ﺃﻣﻮﻥ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ