وذكرت الصحيفة أن الهدف من تخفيض عدد الطيارين هو توفير مليارات الدولارات التي تنفق سنويا في رواتب الطيارين وتكاليف التدريب.

ولكن مع اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH370 وتحطم طائرة جيرمان وينغز في السنوات القليلة الماضية، فإن هذا المقترح لن يمر دون الحصول على ثقة الجمهور وضمان السلامة.

وألقي الضوء على فكرة الطيار الواحد خلال معرض سنغافورة الجوي الذي أقيم هذا الأسبوع.

نقل البضائع

وقال تشارلز توبس نائب رئيس قسم الأبحاث والتكنولوجيا في شركة بوينغ للغارديان:” نحن ندرس ذلك، ومن المرجح أن نطبقه في نقل البضائع”.

وذكر أن الأمر قد يستغرق عقدين لإقناع الركاب في الصعود على متن طائرة يقودها طيار واحد.

وقال مدير العمليات في شركة إس تي إيروسبيس،  جيفري لام، إن الاهتمام بهذه الفكرة أصبح عالميا، و”أعتقد أن بعض  مشغلي طائرات الشحن يراقبون بعضهم البعض في هذا المجال، فإذا أقدمت إحدى الشركات على تنفيذ تلك الخطوة، فستتبعها الشركات الأخرى، لأنه لا أحد يريد أن يكون متخلقا عن أمر سيوفر النفقات”.

معضلة الأمان

ورغم أن بعض الطائرات التجارية الصغيرة يمكن أن تطير جوا بواسطة طيار واحد، فإن الطائرات التجارية التي تحمل الركاب والبضائع تتطلب اثنين من الطيارين من أجل التحكم بالرحلة، وهو ما يؤمن حماية عند عجز أحد الطيارين عن القيام بمهامه ويساهم في تخفيف أبباء القيادة.

وبعد تحطم طائرة جيرمان وينغز في عام 2015، في رحلة قام خلالها الطيار بإغلاق قمرة القيادة على نفسه والاصطدام عمدا في جبال الألب، فرضت منظمة الطيران تعليمات بضرورة تواجد طيارين اثنين في قمرة القيادة طوال وقت الرحلة.

لكن تم التراجع عن هذه التعليمات بعد عامين بعدما وجد أنها لم تضف كثيرا في مجال سلامة وأمن الطيران.

وقال كيفن شوم المدير العام لهيئة الطيران المدني السنغافورية ان تكنولوجيا الطيران تقدمت بما فيه الكفاية لإتاحة الفرصة خلال الخمس سنوات القادمة لتطبيق فكرة طيار واحد في قمرة القيادة.

لكنه أشار في الوقت ذاته أن الأمر بات يتعلق بالعوامل الإنسانية مثل العجز البدني والإلهاء والشعور بالتعب، وهو ما سيحتاج وقتا من أجل التغلب عليه.

وتم تصميم طائرات إيرباص وبوينغ  لتطير بواسطة طيارين، ويعني الاستغناء عن أحد الطيارين تجديد قمرة القيادة، واستحداث المزيد من الأنظمة الآلية.

ووجد الطيارون الأميركيون الذين تم اختبارهم في قمرة محاكاة بطائرة بوينغ 737  أن عبء العمل “غير مقبول” حتى في ظروف الطيران العادية، ناهيك عن احتمال حدوث خطأ ما.

ومن جانبه، قال رئيس الاتحاد الاسترالي للطيارين ديفيد بوث، وهو طيار في فيرجن استراليا: “لقد قلت ذلك.. نحن لسنا معنيين بهذه المفاهيم التجريبية.. فهي مدفوعة فقط بالتكاليف”.

وساهم وجود 5 طيارين على متن طائرة عملاقة من طراز إيه 380 تابعة لشركة كوانتاس إيروايز، في إنقاذها والهبوط بها بسلام في سنغافورة عام 2010 بعدما تعطل محركها.

وقال المدير التنفيذي للشركة، آلن جويس، إنه لا يخطط لتبني هذه المقترحات في المستقبل المنظور، مضيفا أنه لا تزال هناك مشكلة بالتصور العام لهذه المقترحات وأنها ستستمر بعض الوقت فيما يخص الرحلات التجارية.