ومن بين القطع الخمس رأس ثور رخامي أبيض أعاره جامع تحف إلى متحف “متروبوليتان ميوزيوم اوف ارت” (“ميت”) في نيويورك.
ويقدر سعر هذا التمثال بحوالي 1.2 مليون دولار ويعود إلى العام 360 قبل الميلاد تقريبا. وعُثر عليه على ما يبدو خلال حفريات في ستينات القرن الماضي قبل أن يسرق خلال الحرب الأهلية.
واختفت هذه القطع الخمس التي عثر عليها في “موقع الإله أشمون”، إله الشفاء وتجدد الحياة لدى الفينيقيين، في ميناء صيدا، من مستودعات للآثار في مدينة جبيل شمال بيروت.
وقد “حطت لاحقا في سوق الآثار الدولية”، على ما جاء في بيان لوزارة الثقافة اللبنانية.
وقال وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري خلال مراسم أقيمت في المتحف الوطني في بيروت: “إننا ملتزمون قدر المستطاع باسترداد العديد من القطع التي سرقت من لبنان خلال الحرب”.
غطاس خوري يتفقد القطع
وأشار الوزير إلى حملة “تراثنا ليس للبيع” التي أطلقها لبنان قبل فترة بالتعاون مع اليونسكو، مشدداً على أن “الهدف من هذه الحملة إنما يقضي في التصدي للاتجار غير المشروع بالآثار”.
وثلاث من القطع الخمس مستعادة من الولايات المتحدة ولا سيما تمثالان نصفيان يعودان إلى القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد.
وعثر على تمثال نصفي يعود للقرن الخامس قبل الميلاد في غاليري فنية في المانيا فيما ضبطت الجمارك اللبنانية تمثالا رخامياً أبيض يمثل شابا متشحا برداء طويل ويحمل نقوشا فينيقية في كانون الثاني/يناير في مرفأ طرابلس في شمال لبنان.
ورصد أحد أمناء متحف بيروت التماثيل المسروقة وتعرف عليها باستخدام موقع “آرت لوس” الذي يسجل القطع الأثرية المسروقة.
ومن بين الشخصيات الأساسية التي ساهمت في إعادة التماثيل الأثرية إلى لبنان مساعد المدعي العام في مانهاتن ماثيو بوجدانوس، وهو جندي سابق في حرب العراق قاد التحقيق في عمليات نهب في المتحف الوطني في بغداد خلال الفوضى التي عمت البلاد بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين.
وقال بوجدانوس الذي حضر مراسم الكشف عن التماثيل في بيروت يوم الجمعة إن الغضب من عمليات النهب في العراق وسوريا ومخاوف من استخدام تهريب الآثار في تمويل الجماعات المتطرفة دفع عدة دول للعمل معا لوقف الأمر.
وأضاف بوجدانوس في حديث لوكالة “رويترز”: “نتج عن ذلك اهتمام أكبر وتدقيق أكبر وموارد أكثر، وهي أمور كانت مطلوبة بشكل ملح من أجل محاربة تلك الشبكة العالمية سيئة السمعة”. وقد ساهم مكتب بوجدانوس في استعادة آلاف من القطع الأثرية المسروقة في السنوات الماضية.
وخلال الحرب اللبنانية تعرض الكثير من المواقع الأثرية للنهب. ولم يسلم المتحف الوطني الذي كان يقع على خط التماس الذي قسم العاصمة اللبنانية إلى شطرين، من الأضرار. ومن بين أكثر من 500 تمثال نهبت من “معبد أشمون” لم يتم التعرف إلا على عدد قليل وإعادته إلى لبنان.
وقد تبقى القطع الأثرية المنهوبة مختفية لعقود قبل أن يبدأ مهربون في بيعها لجامعي التحف، كما أن الطبيعة الدولية لسوق تجارة الآثار تؤدي إلى زيادة صعوبة مهمة تعقب القطع المفقودة.
وقال غطاس إن لبنان ساعد في وقف شحن الكثير من القطع الأثرية الأجنبية عبر بيروت. ويمثل لبنان بوصفه دولة مجاورة لسوريا نقطة عبور رئيسية للقطع المسروقة من هناك.