لم يتوقع أن تكون فتاة صفه هذه التي تبلغ اليوم 29 عاماً والتي وجدت مع إخوتها الـ 12 في إحدى المناطق فيكاليفورنيا، عذبت وسجنت وقيدت إلى السرير، لا بل منعت لأيام وأشهر من الاستحمام، أو حتى دخول الحمام لقضاء حاجتها.
فقد تبين لهذا الشاب الثلاثيني بعد أن شاهد مأساة الإخوة الـ 13 التي هزت كاليفورنيا والعالم بأسره، إثر العثور عليهم الأسبوع الماضي من قبل الشرطة في حالة يرثى لها، دون طعام، ووسط كم من الأوساخ، حيث عمد والداهم (ديفيد ولويس توربين) إلى حبسهم، أن الفتاة الكبرى جينيفر توربين كانت معه في الصف الثالث ابتدائي.
وفي بوست على حسابه الخاص على فيسبوك كتب طه، قائلاً إن الفتاة المسكينة كانت دوماً هزيلة، ومضطهدة من قبل بقية التلاميذ، فالجميع كان يهرب من الجلوس بجانبها بسبب رائحتها الكريهة.
وفي وصفه لتلك الفتاة المسكينة، قال إنها ظلت مضطهدة لسنوات، وكانت دوماً ترتدي نفس الثياب تقريباً، كما أنها كانت دائمة الاتساخ، وكأن ثيابها خرجت للتو من “الوحل”
كما روى كيف سخر الصف برمته من جنيفر، حين طلبت منها المعلمة أن تزيل ربطة شعرها.
بعد ذلك العام، انتقلت جنيفر بعيداً، ونستها المدرسة والأولاد، إلا أن المآسي لم تنسها، بل كانت تعذب على ما يبدو في زاوية ما في منزل والديها عديمي الرحمة.
إحساس ساحق بالذنب
إلى ذلك، عبر زميل جينيفر السابق عن أسفه لما عانته تلك الفتاة من قبل زملائه في المدرسة، وتمنى أن يكون كل الأشخاص الذين كانوا يوماً ما في وضع جينيفر، في وضع أفضل.
وقال: “كنت أتمنى لجنيفر أن تكون قد استخدمت كل تلك الإهانات التي ألقيناها عليها، والعزلة التي قدمناها لها، والنظرات السيئة التي أعطيناها من أجل شق مسار ناجح في الحياة”.
وتابع: “لقد قرأت كل ما كتب عن عائلة جينفير، ولا يسعني إلا أن أشعر بإحساس ساحق بالذنب والعار”. وأضاف أن الدرس المدوي الذي يمكن استخلاصه من تلك القصة الحزينة، هو درس بسيط، أن نكون لطيفين، وأن نعلم أطفالنا أن يكونوا لطيفين، إذا رأوا شخصاً معزولاً أو منبوذاً.