لعلّها من المرّات النادرة التي تنفع فيها صرخة نائب معارض في تحريك أجهزة الدولة، وإعلان حالة من الاستنفار الوزاري والإداري، للتخلص من فضيحة النفايات التي اقتحمت شاطئ كسروان، متسللة من مطمر «برج حمود»!
مبادرة النائب سامي الجميّل الجريئة في الكشف عن «طوفان» النفايات على رمال الذوق فضحت عشوائية المعالجات الجارية لأزمة بيئية خطيرة، أصبحت تشكّل خطراً داهماً، على صحة اللبنانيين، وتهدد بكارثة تلوث مناخية، تشمل الثروة البحرية، ومياه الأنهار والآبار الجوفية!
ردّة فعل أهل السلطة على زيارة الجميّل إلى «شاطئ النفايات»، أكدت واقع العجز والتقصير الذي تتخبّط فيه السلطة، في التصدّي لقضية تحوّلت إلى هاجس يومي، يقضّ مضاجع اللبنانيين، ولا يبدو في الأفق وجود حل جذري وعصري لها!
ولم تنفع حملة الاتهامات الانتخابية التي شنتها أوساط السلطة ضد النائب الجميّل، في صرف أنظار المواطنين عن مشكلة انتشرت في مختلف المناطق اللبنانية، ولم تفلح كل المحاولات في إيجاد الحلول المناسبة لها، لا على مستوى المعالجة المركزية، ولا بالنسبة لرمي المسؤولية الى المجالس البلدية!
ولم يعد خافياً أن أزمة النفايات دخلت بازار الصفقات من الأبواب العريضة، سواء عندما بدأ البحث عن مواقع المطامر الجديدة في المناطق النائية، لا سيما في عكار، أو عند وصول الخطط المطروحة إلى اقتراح إنشاء المحارق الحديثة، التي تحوّل الزبالة إلى طاقة كهربائية، سواء في نطاق العاصمة بيروت، أم بالنسبة لاتحاد البلديات في أكثر من منطقة!
ولأن الحلول تمرّ، عادة، من بوابة الصفقات، فقد سُدّت السُبل أمام القطاع الخاص للمشاركة في إنشاء المحارق المتطوّرة، والمساهمة في تنفيذ المشاريع الكفيلة بإنقاذ البلاد والعباد من شرور أخطر كارثة تلوّث عرفها لبنان!
وفي ظل سياسة التخبّط الحالية، أصبح توسيع مطمري «الكوستا برافا» و«برج حمود» هو الخيار الأفضل عند أهل الحل والربط، ولو أدت العواصف إلى نشر النفايات على طول الشواطئ اللبنانية، وتحوّلت إلى سلاح جديد في الانتخابات المقبلة!
نون – عن اللواء