افتتح، ظهر اليوم، مركز الهيئة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء والانسجة البشرية، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، ونقيب الاطباء في بيروت البروفسور ريمون صايغ واعضاء مجلس النقابة، في المقر السابق لنقابة الاطباء في بعبدا، في حضور النائب الدكتور عاطف مجدلاني، النائب الدكتور سليم سلهب، الوزير السابق الدكتور محمد جواد خليفة، النائب السابق ناظم خوري، المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار، نقيب الاطباء في طرابلس والشمال عمر عياش، نقيبة الممرضات والممرضين ناهد يزبك ضومط ومهتمين.
عون
بعد النشيد الوطني، تحدثت الاعلامية ماغي عون فقالت: “نفتتح اليوم بحضوركم الكريم هذا المركز، الذي نأمل ان يكون باب أمل لتطور برنامج وهب وزرع الأعضاء في لبنان، لما يقدم هذا البرنامج من فائدة لعلاج المرضى والاكتفاء الذاتي الوطني على صعيد الوهب”.
ثم عرضت لعدد من الاستفتاءات والنشاطات التي قامت بها الهيئة والتي كان لها الأثر الكبير في نشر ثقافة وهب وزرع الأعضاء في لبنان:
– عام 2006: استفتاء عن وهب الاعضاء والانسجة في لبنان على 2500 شخص أظهر ان 52% هم مع الوهب و22% من الرافضين له، وذلك بسبب الدين. لذلك عملت الهيئة بتعاون كبير مع رجال الدين على نشر ثقافة الوهب. وكانت لقاءات متكررة على مدار 5 سنوات (2010-2015) مع كل المراجع الدينية في لبنان والتي أسفرت في ايار سنة 2016 عن إصدار الفتاوى والرسائل الكنسية وتوقيع ممثلي الطوائف على بطاقات وهب الأعضاء في حضور الوزير وائل أبو فاعور.
– بين عامي 2015 و 2017، أطلقت الهيئة حملاتها الاعلامية المرئية والمسموعة من تقدمة SAATCHI AND SAATCHI, PIKASSO PRINTWORKS و GRAPHTEC و JWT
شارك فيها عدد من الوجوه الاعلامية والفنية المعروفة (ندى بو فرحات، برناديت حديب، شربل زيادة، بديع أبو شقرا، دارين حمزة، بولا يعقوبيان، رودي رحمه، سنا نصر، مازن ابو كيوان، زاهي وهبة). كما اطلقت دعايتين مرئية ومسموعة من تمثيل اهالي الواهبين وملصقات على الطرقات في كل لبنان.
– توزيع “البوستر” الخاص بكل الحملات الوطنية على المدارس الرسمية والخاصة والجامعات والكليات والصيدليات والمستشفيات.
في العام 2015 وقعت الهيئة بروتوكول تعاون مع اللجنة الاسقفية لراعوية الصحة ممثلة بالمطران مارون عمار لنشر ثقافة وهب الاعضاء على رجال الدين وكل الرعايا والمدارس والجامعات التابعة لها.
– تنظيم مؤتمرين عن علاقة الاديان بموضوع وهب الاعضاء بالتعاون مع جامعة القديس يوسف وكلية العلوم الدينية فيها.
– في أيار من العام 2015 أقامت الهيئة حفل تكريم لاهالي الواهبين، وتليت صلاة عن نفس الواهبين نصها ممثلو الطوائف اللبنانية مجتمعين بناء لطلب الهيئة وهي صلاة دعاء مشتركة، الاولى من نوعها في العالم، وقد ترجمت الى اللغتين الفرنسية والانكليزية وسجلت في وزارة الاقتصاد والتجارة باسم الهيئة التي ستعمل أيضا على تسجيلها في الاونيسكو.
– اشتركت الهيئة الوطنية في ماراتون بيروت (2005-2015) ونالت أفضل لباس عن عام 2012، كما اشتركت في عدة مؤتمرات دولية في اوروبا واميركا والشرق الاوسط حيث نشرت الانجازات التي حصلت على الصعيد الطبي والاخلاقي والقانوني لوضع البرنامج اللبناني لوهب وزرع الاعضاء والانسجة ونتائجه بين سنة 2010-2014.
وقالت: “لا بد من الاعتراف انه مع كل هذا الجهد، بقي تعاطي الاعلام خجولا مع الحملات الاعلانية الوطنية، اذ ان الدعايات لم تعرض بالكثافة المطلوبة، ولا في الأوقات الملائمة، على أمل ان تولي الجهات الاعلامية الاهتمام الكامل لهذا البرنامج الصحي الوطني، الذي من شأنه ان يخفف من أعداد الوفيات على لائحة الانتظار الطويلة”.
وختمت: “تقديرنا وشكرنا لكل ام واب واخت واخ وزوج وزوجة وأولاد، وهبوا اعضاء احبائهم، لانه لولاهم، لا يمكننا التكلم اليوم عن وهب أو زرع أو برنامج وطني”.
اسطفان
ثم تحدث نائب رئيس الهيئة الدكتور انطوان اسطفان، مشيرا الى الانجازات الاساسية التي حققتها الهيئة التي انشئت بموجب قرار وزاري. وقال: “من مهامه اللجنة: وضع ضوابط لوهب الاعضاء من الاحياء بدعم من وزارة الصحة العامة وبالتعاون مع نقابتي اطباء لبنان في بيروت وطرابلس، حيث يتم تعيين لجنة طبية ولجنة اخلاقية لدراسة الملفات بدقة منعا لاي متاجرة ولحماية البرنامج الوطني للوهب وسمعة الطب في لبنان. كما تمت مشاورات مع عمداء جامعات الطب والتمريض في لبنان برعاية نقابة اطباء لبنان لادخال مادة وهب الاعضاء وزرعها في المنهج وفي امتحانات الكولوكيوم، وقد اصدرت وزارة التربية والتعليم العالي قرارا بذلك”.
اضاف: “كما عقدت الهيئة مؤتمرات طبية اشترك فيها أطباء من اوروبا واميركا والشرق الاوسط. كما وضعت شبكة تواصل للمنسقين في المستشفيات مع الهيئة الوطنية لتنفيذ عمليات وهب وزرع الاعضاء والانسجة. اضافة الى تأمين العلاج لمرضى الكلى والقلب والكبد ومرضى القرنيات”.
صايغ
وألقى النقيب صايغ كلمة، اعتبر فيها “ان وهب الاعضاء معجزة حقيقية بحد ذاتها، استطاع فيها العلم تسجيل انتصار جديد في معركة الالم المتواصلة في حياة الانسان، وكان لهذا الحدث الطبي العلمي النقلة النوعية في اعادة بث الحياة لدى المجتمع بجميع مكوناته”.
وقال: “بهذا الانجاز تحقق الهدف الاسمى في إعادة النبض الى أعضاء باتت علميا غير قابلة للحياة. ونحن في النقابة نطمح لأن تكون ثقافة التبرع بالأعضاء ثقافة عابرة للمناطق وللطوائف، أي أن نصل إلى مرحلة يكون فيها كل إنسان متجردا من هويته كي يصبح فردا واهبا في المستقبل، لأن الواهب يمكن أن يصبح متلقيا في أي لحظة بسبب الظروف وبفعل الحاجة”.
اضاف: “لقد دخل لبنان عالم زرع الاعضاء منذ عام 1990، وقام أطباء لبنان ولا يزالون بأعمال رائدة في حقل الطب والجراحة وفي الميادين الطبية كافة، ونظم شبابنا حملات عديدة من أجل نشر التوعية وبث روح التضامن والتآخي بين اللبنانيين من أجل زيادة عدد المتبرعين. وقد أدت النقابة واجبها في الخطوات الاولى عبر الجمعية اللبنانية لاستئصال وزرع الكلى والاعضاء، وتتابعت المسيرة بتشكيل الهيئة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء عام 1999 برئاسة وزير الصحة، وبدأت دعوة الخبراء الاجانب لتدريب الفرق اللبنانية من اطباء وممرضات باشراف فريق اسباني متخصص، وأقمنا المؤتمرات العلمية بمشاركة من رجال دين من مختلف الطوائف سعيا لتذليل بعض المعوقات التي كانت تقف حاجزا أمام فكرة الوهب”.
وتابع: “غير أن هذا التطور الذي بات ملموسا للجميع والانجازات التي تحققت في مجتمعنا اللبناني ما زال في طور البداية مقارنة مع الدول الاوروبية، ونحن بحاجة مستدامة الى دعم الدولة من حيث مواصلة التشريعات وتحديثها وحماية الاسس الاخلاقية في هذا الموضوع الحساس، وبالتالي العمل على نشر ثقافة الوهب من خلال تكريس فكرة وهب الاعضاء في مناهج المدارس والجامعات”.
وأعلن “ان تضافر الجميع من مسؤولين حكوميين وجمعيات أهلية وقطاعات طبية وتربوية وقانونية لإنجاح هذا الهدف لهو أمر ضروري للغاية، كما ان على المستشفيات والجهاز التمريضي أن يكونوا بكامل الجهوزية للتعاون، إلا أن إنقاذ حياة شخص تبقى الرسالة الاولى للطبيب وتقع على كاهله وحده إدارة هذا الملف الانساني. ان بلوغ المستوى الامثل لحصائل زرع الخلايا والانسجة والاعضاء يجب أن تستند الى القواعد العلمية والاخلاقية بدءا من اختيار المتبرع لغاية متابعة الحالة على الامد الطويل، وينبغي على وزارة الصحة أن ترصد برامج الزرع لحالة كل من المتبرع والمتلقي لضمان حصولهما على الرعاية الملائمة”.
وختم، مشددا على “أن يتسم تنظيم وتنفيذ كامل أنشطة التبرع والزرع وكذلك نتائجها بالشفافية والوضوح على أن يتم في الوقت ذاته ضمان الحماية الدائمة لسرية وخصوصية الاشخاص”، شاكرا الوزير حاصباني “على كل تجاوب يبديه إزاء هذا الملف والى الفريق الكامل المتكامل من رجال دين أطباء وقانونيين وإداريين على جهودهم وطول أناتهم في إدارة هكذا مواضيع شائكة تمس الانسان بفرحه إذا كان متلقيا وفي حزنه في حال كان الواهب فقيدا عزيزا”.
حاصباني
واخيرا، تحدث الوزير حاصباني فقال: “يرتقي المرء الى ذروة انسانيته حين يعطي بمحبة ومجانية وبصمت، خصوصا لمن لا تربطه به سوى الانسانية. من هنا، فإن وهب الاعضاء أنبل ما يمكن ان نقدم عليه، لا بل فعل شراكة بمنح الحياة وزرع الامل لمن استفرد به المرض. وهب الاعضاء ثقافة يجب تعميمها في مجتمعنا لخلق حالة وعي لأهميتها، ونحن كوزارة صحة نصب جهدا كبيرا على حملات التوعية في مختلف الصعد الصحية إيمانا منا ان الوعي يقطع نصف الطريق على المرض”.
وتابع: “لقد تعرفت على القيمين على الهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية منذ سنة تقريبا، عندما استلمت مهام وزارة الصحة العامة، وقد وجدت ان العمل الذي يقومون به وفق معايير عالمية مع كل ما يحيطهم من عقبات قانونية وتحديات مالية ولوجستية هو فعلا عمل جبار يستحق التقدير. وبناء على قناعتي الشخصية بهذه القضية الانسانية، قررت مواكبة الهيئة بكل الإمكانات المتوافرة للمساعدة على تحقيق هدفها الاساسي ألا وهو، الاكتفاء الذاتي. لذلك قررت:
أولا: منحها المساهمة المالية المقررة بأسرع ما يمكن لإيقاف نزف البرنامج الوطني الذي تعرض له سابقا، خصوصا خلال السنوات 2014-2016.
ثانيا: تحديث المعايير والضوابط المعتمدة في لجنة الاخلاقيات التي وضعت بالتنسيق مع الهيئة الوطنية.
ثالثا: تعديل القوانين الحالية لتواكب عمل الهيئة والتطور الذي حصل لبرنامج وهب وزرع الاعضاء والانسجة البشرية، ووضع وهب الأعضاء ضمن الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة العامة”.
وقال: “قناعتي، أن هذا البرنامج يجب أن ينجح ويستمر بالتطور بالرغم من كافة التحديات والصعوبات. لذلك أعدكم، أنه سيتم دراسة المشروع المالي الذي قدمته الهيئة الوطنية، وسيصار الى منحها المساهمة المالية اللازمة لزيادة عدد العاملين فيها ولتعيين اللجان الضرورية، من أجل تطوير البرنامج بصورة أفضل وأشمل لمواكبة البرامج العالمية”.
اضاف: “كما أنني أعدكم بتعيين من يلزم للعمل مع الهيئة على دراسة:
– تعديل أسعار عمليات زرع الاعضاء، ليتسنى لجميع المرضى الحصول على علاجهم خصوصا في بلدهم، وعدم خسارة الاعضاء الموهوبة التي تكون الوسيلة الوحيدة لإنقاذ حياة بشرية.
– تعديل كلفة انعاش المتوفى دماغيا وكلفة استئصال الاعضاء وكيفية تسديد فاتورة المستشفى والمنسقين والاطباء والجراحين الذين يقومون باستئصال الاعضاء”.
وتابع: “كلنا يعلم ان برنامجا وطنيا كهذا يتطلب توعية المواطن وتدريب العاملين في القطاع الصحي وبذل جهود الجميع، من مستشفيات وأطباء وممرضين وممرضات ورجال دين وإعلاميين ومدارس وجامعات ونقابات وعلى رأسهم الحكومة مجتمعة. سأعمل جاهدا على تأمين الحافز اللازم للمستشفيات والأطباء والممرضين، ليعملوا يدا بيد مع الهيئة الوطنية لتحقيق زيادة الوهب وتأمين العلاج لكل مرضانا بمساواة وعدل”.
واضاف: “قبل الختام، أود أن أتوجه الى المواطن اللبناني المعني الاكبر بوهب الاعضاء والانسجة. لم أكن أعلم كفاية عن هذا الموضوع قبل سنة من اليوم، لكنني عندما نظرت لاول مرة في أعين أطفال كانوا يواجهون اما الموت او الحياة اذا وجد وتوفر لهم واهب الاعضاء. وبعدها نظرت في وجه طفل حصل على قلب من طفل اخر وهبه اياه بعد مماته بموافقة الاهل ورايته مليئا بالحياة والمحبة والسعادة، حينئذ عرفت الاهمية الحقيقية لوهب الاعضاء، فأتمنى عليكم جميعا وعندما تفكرون في ملء الاستمارة التي تهبون بها اعضاءكم بعد مماتكم او تتبرعون بها لاعضاء احد افراد عائلتكم بعد مماته، يكفي وانتم تقومون بهذا القرار ان تنظروا في وجه اقرب طفل لكم وتفكرون مليا وتأخذون الخطوة، لأنه بوهب الاعضاء لا تنقذون حياة واحدة فقط بل يمكن ان تنقذوا الكثير الكثير ونحن في أمس الحاجة لذلك في لبنان، لنخفف عناء الموت عن الاسر ونطيل بحياة الانسان ونخفف الضغط الاجتماعي والانساني ولا سيما حين نرسل مرضانا الى دول الخارج ليحصلوا على اعضاء وهبها اجانب خارج لبنان وهي متوفرة هناك وليست متوافرة في لبنان”.
وختم متمنيا “أن يوفقنا الله في هذا المسعى الإنساني والوطني لما فيه خدمة المواطن المريض في مجتمعنا، واتمنى لهيئة وهب الانسجة التوفيق كل التوفيق ودمتم”.
توزيع دروع
وختاما وزعت الدروع التقديرية على كل من نقيب الاطباء، المديرة العامة لنقابة الاطباء نادين حداد ولاعضاء النقابة، والتقطت الصور التذكارية، وأقيم حفل استقبال للمناسبة.