منذ نشر كتاب مايكل وولف “نار وغضب” المثير للجدل وردود الفعل تتفاعل حول مصداقية كل ما جاء فيه، خصوصا بعد تشكيك مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز” ماجي هيبرمان التي أشارت إلى أن بعض الاقتباسات غير دقيقة.
وأمثلة أخرى هي تراجع المستشار السابق للرئيس ستيف بانون، الذي فتح للكاتب أبواب البيت الأبيض ومكنه من إجراء ما يقرب من 100 مقابلة وثقها وولف بالكتاب، حيث اتهم بانون ابن الرئيس دونالد جونيور بالخيانة بعد لقائه محامي روس، وقال إنه سيتكسر مثل البيض أمام الملأ عندما يعرف القراء ما قام به، لكن بانون تراجع عن تصريحاته واعتذر لابن الرئيس، ما أدى إلى إعلان مؤسسة برايت بارت الإعلامية اليمينية الاستغناء عن خدمات بانون كرئيس للتحرير.
وقالت متحدثة باسم مكتب السيدة الأولى، إن ما جاء في الكتاب حول بكائها ليلة فوز زوجها لأنها لم تكن ترغب في المنصب هو غير صحيح، ما دعا المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إلى وصف الكتاب بأنه نسج من الخيال ويحتوي على أكاذيب خطها كاتب مغمور فاشل، حسب وصفها.
وشكك وولف بالصحة العقلية للرئيس، ما دفع الرئيس للسماح للصحافيين بالبقاء لأكثر من خمسين دقيقة لتصوير لقائه مع المشرعين في لقاء غير مسبوق كان مفتوحا لوسائل الإعلام، وهدد محامو الرئيس بمقاضاة الكاتب قضائيا.
ويقول دان ماهافي من مركز دراسات الرئاسة والكونغرس، إن البيت الأبيض أراد أن يدحض ادعاءات وولف بأن الرئيس يعاني من مشاكل عقلية أو حالة من النسيان، لذا سمح بعرض التفاوض بينه وبين مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين حول قانوني الهجرة أمام الصحافة، في خطوة غير مسبوقة، وأن التساؤلات تركزت على السماح لمايكل وولف بالدخول إلى الجناح الغربي من البيت الأبيض، وإجراء لقاءات مطولة مع مسؤولين، لكن مايكل وولف يقول إن كل المقابلات موثقة، وإنها كتبت بدقة.
وانتقد بعض الإعلاميين المخضرمين دقة المعلومات وبعض الاقتباسات التي جاءت بالكتاب على أنها غير صحيحة لكنهم لم يشككوا بالمحتوى.
وشنت لجنة الحزب الجمهوري حربا مفتوحة على الكاتب، واتهموه بعدم النزاهة والحصول على المعلومات بطرق ملتوية، بينما قال الرئيس ترمب إنه سيدرس التضييق على قوانين التشهير، وهي الأكثر تسامحا في الولايات المتحدة .