جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أخبار المشاهير / إليسا: الصورة المرفوضة!
اليسا

إليسا: الصورة المرفوضة!

كتبت رنا اسطيح في صحيفة “الجمهورية”: ينشغل البعض بإحصاء عدد معجبي إليسا على هذا الموقع أو ذاك ويُدوزن هجومَه عليها أو مهادنتَه لها، بحسب الأجواء السائدة وما تقتضيه رياح السوشال ميديا المتغيّرة. وفي حفل نهاية العام صورتان متناقضتان برزتا للنجمة اللبنانية، ففي الساعات الأخيرة من عام 2017 انتشر لها فيديو وهي ترفض التقاط صورة مع إحدى المعجبات، أما مع الساعات الأولى من 2018 فانتشرت صور المصالحة التي جمعتها مع النجمة المصرية شيرين بعد ما حُكي عن جفاء بينهما. وفي الحقيقة يُحكى الكثير ولكن ما تقوله إليسا نفسها في كلتا الحالتين قليل، ولكنه معبّر!

في الأيام الماضية وهي الأيام الأولى من العام الجديد، انتشرت بشكل كبير موجةٌ من الانتقادات الموجَّهة بحق النجمة اللبنانية إليسا على خلفية فيديو انتشر من كواليس حفلتها الأخيرة لرأس السنة صُوِّر تحديداً قبل دقائق من اعتلائها المسرح.

في تلك الدقائق القليلة التي كانت خلالها الفنانة اللبنانية متّجهةً لتحيي حفل ختام العام، وهي تدندن على الأرجح في ذهنها كلمات أغنيتها الافتتاحية للراحلة الكبيرة وردة الجزائرية “وحشتوني”، وربما تفكّر بالكلمات الأولى التي ستفتتح بها حفلتها، وما إن اقتربت من البهو المؤدّي إلى مدخل المسرح حتى اعترضتها سيّدة ترغب بالتقاط صورة معها، فما كان منها إلّا أن مالت بجسدها عنها فيما تولّى رجل الأمن المرافق لها إبقاء السيّدة بعيدةً لتكمل إليسا طريقها بسلام نحو المسرح.

هذه الحادثة قامت الدنيا عليها ولم تقعد، وانهالت الاتّهامات على إليسا بالكبرياء والغرور ورفض التقاط الصوَر مع المعجبين، فهل أخطأت إليسا؟ ربما. وهل يحقّ لها أن ترفض التقاط صورة مع أحد المعجبين؟ بالتأكيد، والأسباب قد تكون كثيرة ومبرَّرة.

كل ذلك قد يحقّ للنجمة اللبنانية، ولكن ما لا يحقّ لها هو أن تختم عامها بأداء سيّئ مثلاً أو تفتتح حفلتها بكلمات غير موزونة، في حين أنّ عشرات الهواتف مصوّبة نحوها وتنقل وقائع الحفل بالبث المباشر على السوشال ميديا أو تحتفظ بها لنشرها لاحقاً، وهو ما يجعل أقلّ سقطة أو هفوة بمثابة مادة دسمة للصفحات الصفراء، وهذا وحده يشكّل عنصرَ ضغط إضافي بات يواجهه الفنان قبل الصعود إلى خشبة المسرح لبدء أيِّ حفل.

وفي وجه الهجوم الشرس من المنتقدين، اكتفت اليسا بالقول “فيما يتعلّق بالفيديو الذي أخذ كثيراً من وقت الناس المتفرّغين، جمهوري يدرك تماماً احترامي له وموقفي تجاهه، لا أكثر ولا أقلّ”.

لم تعتذر إليسا أو تتراجع أو تنجرّ إلى التبريرات التي كانت أضعفت موقفها وحوّلت حقّها البديهي برفض التقاط صورة في لحظة معيّنة إلى أزمة مع معجبيها، بل تعاملت مع الموقف بهدوئها المعتاد واكتفت بإعادة التأكيد على ثوابت العلاقة التي تجمعها بجمهورها وهي المحبّة والاحترام.

ولعلّ هذا الاحترام ناجم بالدرجة الاولى من الصورة المتماسكة التي بنتها إليسا في عيون محبّيها طوال سنوات وهي صورة ثابتة في رفضها الازدواجية، فهي في فنّها ومواقفها وتصريحاتها واضحة وبعيدة من النفاق الفنّي الذي نراه في ازدواجية الكثير من النجوم، أما خيار تأييدها أو رفضها فتتركه حُرّاً للجميع، ولعلّ الصورة المرفوضة بالنسبة إليها بالدرجة الأولى هي صورة الفنانة التي تبذل الكثير وتدّعي الكثير من أجل استمالة الجمهور. إليسا ليست بحاجة لكلّ ذلك لأنه يأتيها تلقائياً ويُترجَم بالملايين، وآخر البراهين انتشار وسم #كلنا_إليسا الذي تصدّر موقع «تويتر» في أكثر من بلد تضامناً مع النجمة المحبوبة.

أما صورها أخيراً مع النجمة المصرية المعروفة بعفويّتها شيرين والتي شاركتها حفل رأس السنة في دبي، بعدما كانت شيرين اعتذرت علناً عن هفوتها بحقّ النجمة اللبنانية، ما هي سوى تأكيد اضافي من إليسا على محبّتها للشخص الآخر ما دام واضحاً وغير مراوغٍ ليبقى بالنسبة لها النفاق أبرز مكوّنات الصورة المرفوضة.

(الجمهورية)