وعلى الرغم من أن اتساع رقعة الاحتجاجات في طهران، لا يعني بالضرورة في أعين المراقبين بداية النهاية للنظام الإيراني، غير أن تمدد التظاهرات قد يربك نظام ولاية الفقيه ويمس صورة القداسة التي لازمته وينزع أي شرعية داخلية وخارجية طالما يدعي اكتسابها من خلال مؤسساته.
ولا شك أن أهمية الحراك السياسي الحاصل في طهران الآن، والذي لم يسبق له شبيه إلا عام 2009 احتجاجا على تزوير الانتخابات في حينه، تكمن في أنه عامل مساعد على التغيير الجزئي أو الكلي لاحقاً وفق مبعض المراقبين.
وفي هذا السياق، تبقى أربعة سيناريوهات مطروحة في ظل الحراك الجاري:
أولها أن ينجح الأمن في قمع المظاهرات، كما فعل قبل نحو 8 سنوات.
والثاني أن يحاول تقديم بعض التغييرات التي من شأنها أن تهدئ غضبة الشوارع المنتفضة كتغيير الحكومة مثلاً، أو غيرها من الخطوات التخفيفية.
الاحتمال الثالث هو أن تستفيد من الأزمة في إيران القوى الداخلية المتصارعة من داخل النظام نفسه، سواء الحرس الثوري أو الجيش، للهيمنة على الحكم.
أما الاحتمال الرابع، والمستبعد حدوثه وفق مراقبين، هو أن ينهار النظام ويصبح الوضع مثل سوريا وليبيا.
لكن في كافة الأحوال، يبقى السيناريو الأفضل للمنطقة بحسب مراقبين محليين أن يغير النظام الإيراني من سياساته الخارجية التخريبية والتحول إلى تحقيق الإصلاح الداخلي لاحتواء دائرة احتجاجات الشارع الإيراني الآخذة في الاتساع.