أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أننا “قادرون على إحداث التغيير المطلوب في ظل الديمقراطيّة الفعليّة في لبنان وعلينا جميعاً أن نتجند من أجل أن نستفيد منها”، مشيراً إلى ان “الخيار متاح أمام اللبنانيين الذين يتذمرون من الواقع الراهن فنحن كقوّات لبنانيّة سيكون لدينا لوائح إنتخابيّة في جميع المناطق اللبنانيّة”. وأضاف: “قوموا بالإقتراع لهذه اللوائح لأن القوّات تجسد ما تتوقون له من تغيير فاستمراركم بالإقتراع لما تتذمرون منه أمر غير منطقي”.
هذه المواقف أطلقها جعجع في كلمة ألقاها خلال العشاء الميلادي الذي أقامته مصلحة المهندسين في “القوّات اللبنانيّة” في معراب بحضور عضو تكتل “القوّات اللبنانيّة” النائب جوزيف المعلوف، الأمين المساعد لشؤون الإدارة المحامي فادي ظريفة، الأمين المساعد لشؤون المصالح د. غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المناطق المهندس جوزيف أبو جودة والأمين المساعد لشؤون الإغتراب مارون سويدي.
وشدد جعجع على أن وقت العمل قد حان لمن لديهم النيّة الفعليّة بالتغيير حيث أن ترجمة نيتهم هذه لا تكون فقط بمجرّد قيامهم بالإقتراع بالإتجاه الصحيح وإنما عبر السعي للتأثير بمحيطهم، وقال: “اختاروا بناءً على ما تشاهدونه اليوم على مستوى العمل الحكومي والنيابي لا تبعاً للتصاريح السياسيّة التي تسمعون”.
وقال جعجع: “الكثير من الناس لا يعون مدى أهميّة الإنتخابات النيابيّة ويتذمرون من السلطة السياسيّة التي هم شاركوا في صناعتها وأوصلوا أربابها إلى سدّة الحكم، فمن يقترعون لهم يألفون مجلس النواب الذي ينتخب رئيس الجمهوريّة ويسمي رئيس الحكومة وهو من يعطي ويحجب الثقة عن الحكومة”.
وتابع رئيس “القوّات”: “عندما كنا نقول هذا الكلام كان يأتينا الرد بشعار “كلن يعني كلن” والإدعاء بأن لا إمكان للتغير لأن جميع القوى السياسيّة متشابهة، إلا أن هذا الأمر غير صحيح وقد ثبت ذلك بالواقع الملموس جراء العمل الذي يقوم به وزراء “القوّات” في الحكومة ونوابها في البرلمان، حيث أنه لم يستطع أي فرد منذ 12 عاماً حتى اليوم أن ينسب لأي وزير أو نائب قواتي أي شائبة، جنحة أو نقطة سوداء”.
أما في ما يتعلّق بالتحالفات الإنتخابيّة، فقد أوضح جعجع أن “القوّات” تقوم بدراسة الأوضاع لترى ما هو مناسب لها إلا أن المؤكد هو أننا مستمرون في هذه المعركة الإنتخابيّة انطلاقاّ من قواعدنا الشعبيّة”، لافتاً إلى أن “الإنتخابات المقبلة محطة مفصليّة مهمة ويجب أن نضع جميعاً كل جهد ممكن من أجل إنجاحها لأن النجاح مقرون فقط بالتحضير الجيّد”.
ودعا جعجع المهندسين الحاضرين كي “يتحضروا للعب أدوار فاعلة جداً حيث هم موجودون وذلك من أجل إحداث التغيير، خصوصاً أنه تبعاً لقانون الإنتخابات الجديد فقد أصبح من غير الممكن قيام أي طرف بإلغاء أي طرف آخر”.
وختم جعجع: “وجودنا هنا اليوم يؤكد مرّة من جديد أن هناك نواة في هذا المجتمع قرّرت الإستمرار في العمل من أجل حماية هذا البلد ولتكون في أيام السلم اليد التي تعمّر وتقف بوجه السرقات ووقت الخطر “قوّات”.
أما رئيس مصلحة المهندسين نزيه متى فقال في كلمته: “من دير مار عبدا في دير القمر ودير القطارة في ميفوق، مروراً بغدراس، الى الأرز فبزمّار وصولاً الى معراب، هكذا عرفناك حكيم، تحسن اختيار الأماكن الإستراتيجية كي تستطيع أن تنظر من فوق حيث الرؤية أوضح والنظرة أشمل”، لافتاً إلى أننا “جئنا اليك في زمن الميلاد، زمن الأمل، زمن الرجاء نعايدك ونشاركك فرحة العيد حيث الإنتماء والثبات في المواقف حيث الإلتزام بالوعود والوفاء للعهود”.
وتابع متى: “جئنا اليك كي نرى من موقعك ونراقب من منظارك. جئنا الى الهدوء والسكينة بعيدين عن الضجيج والضغينة. جئنا الى عرين النقاء والبياض تاركين العتمة وحلكة السواد. جئنا الى الطبيعة الملونة، والصخور الصلبة غير مكترثين لألوان التسويات الداكنة وصفقات النفط الفاسدة. جئنا اليك مهندسون مغتربون منتشرون لم ولن ننسى يوماً تراب هذا الوطن. جئنا اليك مهندسون مقيمون صامدون متشبّثون بأرض هذا الوطن”.
واستطرد متى: “عرفناك قائداً للقوات اللبنانية قبل ان تكون لها رئيساً. عرفناك قائداً لا يساوم، لا ينكسر، لا يلين. جئنا اليك داعمين لمواقفك الثابتة ولقراراتك الصائبة ولنقول لك أن المرحلة بحاجة الى القائد الحكيم، المرحلة بحاجة الى “القوات اللبنانية”. فـ”القوات” أثبتت أنها حاجة في هذا الوطن وفي أزمته الوجودية، فلولا وجودها لتغيّر وجه الوطن والتاريخ شاهد على ذلك بدءاً من مقاومتنا الصلبة القوية لكل من اعتقد أن لبنان يمكن أن يكون الوطن البديل، ولجميع داعميهم إبان الحرب الأهلية، مروراً بقناعاتنا التامة بوجوب إنطلاق عجلة الشرعية حيث عمدنا الى تسليم السلاح الى الدولة اللبنانية”.
وشدد متى على أن “القوات أثبتت أنها حاجة في هذا الوطن وفي مسيرته السلمية حيث تعرضنا لشتى أنواع التعذيب والإضطهاد والإعتقال، لكننا لم نخف، لم نجزع، لم نتراجع، لا بل بقينا حيث نحن في صلب الجسم المقاوم المناهض للأجهزة الأمنية الحاقدة والنظام الذي لا يرحم ناضلنا بمظاهرات سلمية بالكلمة الحرة والرأي الحر”، لافتاً إلى أننا “واجهنا بصدور عارية وكنّا العين التي قاومت المخرز”. وأضاف: “هدفنا كان، الإستقلال والحرية لهذا الوطن. وهدفهم كان، أن يبقى المواطن مرتهنًا، مقيَدًا، غريبًا عن هذا الوطن. فأضطهد الرفاق، وأعتقل الحكيم، وأسقط لنا الشهداء ومن بينهم رفيقنا رمزي الشهيد الأول لثورة الأرز”.
وقال متى: “لقد أثبتت “القوات اللبنانية” أنها حاجة في هذا الوطن وفي مسيرته السيادية. أثبتت أنها حاجة منذ الشرارة الأولى لإنطلاق” ثورة الأرز” حيث كانت الداعمة الدائمة لحركة “14 آذار” خاصةً في محطاتها المهمة حيث تخاذل واستقال بعض من قيادييها من مهامهم السيادية الوطنية. لقد أثبتت “القوات اللبنانية” أنها حاجة في هذا الوطن وفي مسيرته البنيوية حين سعت لتكريس المصالحة المسيحية المسيحية، المصالحة التي بادرت اليها حكيم، وأنت المرشّح الأقوى لرئاسة الجمهورية، فأحدثت الخرق في جدار التعطيل الذي دام لأكثر من سنتين، فعبّدت الطريق وقدمت الدعم المطلق لخصم الأمس بهدف ملء الفراغ في سدّة الرئاسة حرصا” منك على أن يبقى قرار الرئاسة الأولى في أيدي المسيحيين. إضافةً الى ذلك وبعد المحاولات المستمرّة التي قام بها مختلف الأفرقاء لإقرار قانونٍ إنتخابيّ جديد والتي أدّت الى تمديدين لمجلس النواب استطاعت “القوات اللبنانية” كسر حلقة التمديد والتوصل الى تغيير قانون دام لحوالي 57 سنة وبجهودها المتواصلة استطاعت القوات نسج شبكة اتصالات مع مختلف الأحزاب اللبنانية وتوصلت لقانون إنتخابي عادل وافق عليه الجميع”.
وأوضح متى أن “القوات اللبنانية” أثبتت أنها حاجة في هذا الوطن بالوضوح والشفافية، عندما أفصحت عن الرؤية الواضحة التي تطمح اليها في مجلسي النواب والوزراء، فتقدّمت بنموذج من خلال نوابها ووزرائها الذين أعترف الأخصام قبل الحلفاء بمناقبيّتهم ونظافة كفّهم وشفافيّتهم واحترافهم في إدارة الملفات”، وقال: “أثبتت “القوات اللبنانية” أنها حاجة في هذا الوطن في الحرب كما في السلم، في الجهد كما في العلم. وبعد قراءتنا لهذا التاريخ الحافل، وبعد تقييمنا لهذا الإرث النضالي الطويل، أتوجه اليكم أيها المهندسون المقيمون لأقول: نحن جزء من تاريخ هذا الحزب، نحن جزء من حاضره وما سنورثه من أعمال ونضال وتضحيات سيكون جزءًا من مستقبله. وبما أن حزب “القوات اللبنانية” قد كرّس امكاناته للدفاع عن سيادة وحرية وطننا لبنان، فهذا يعني أن طاقاتنا وإمكانيّاتنا وأعمالنا وتضحياتنا لها دور فاعل، إمّا بقيام هذا الوطن، وإما بسقوطه. من هنا إن مسؤوليتنا كبيرة، وعلينا مواصلة النضال وبذل الجهود بهدف استكمال مسيرة بناء الوطن فلو تلكّأنا واستقلنا من مهامنا، لخسرنا الأرض وخسرنا الوطن”.
وختم متى: “أما لمهندسي الإغتراب والإنتشار أتوجه بالقول: جميل أن نلتقي في أرض الوطن وفي معراب بالذات هذا إصرار منكم على مواطنيّتكم وإنتمائكم وإرتباطكم الوثيق بالدولة اللبنانية هذا تأكيد منكم على التزامكم وإيمانكم القوي بمبادئ حزب القوات اللبنانية فلهذا الإرتباط ولهذا الإيمان إنعكاسات كبيرة تبدي للعالم أجمع أن تضحيات الشهداء لم ولن تذهب سدىً فالأرض أرضنا والأرز أرزنا والقوات ضمانتنا”.
من جهة أخرى، قامت مصلحة المهندسين بتكريم كل من المهندس الدكتور انطوني الهاشم، الرائد في مجال الإستشارة، والمهندس الراحل مارون كميل كساب لإبداعاته وتبوئه أعلى المناصب في شركة IBM. وقد قام شقيق الراحل بيار، رئيس دائرة المغتربين في وزارة الداخليّة، باستلام الدرع التكرميّة.