لم تنم المدن الإيرانية ليلة الجمعة، فسهرت لتكمل المظاهرات التي بدأتها بالنهار معبرة عن رفضها للفساد والكبت والحرمان، ومطالبة بالتوقف عن التدخل في المنطقة لدعم الإرهاب، بل ودعت المرشد، علي خامنئي، إلى التخلي عن السلطة، كما انعكس ذلك مساء أمس في شعارات المتظاهرين بمدينة قم عاصمة إيران الدينية.
وكانت المظاهرات بدأت يوم الخميس الماضي في مدينة مشهد احتجاجا على الغلاء ولكن سرعان ما اتسعت إلى كافة مدن إيران خاصة المدن الكبرى من قبيل طهران وأصفهان والأهواز ورشت وكرمانشاه وقزوين وتجاوزت شعار المطالبات الاقتصادية فتبنت شعار رحيل المرشد خامنئي عبر شعارات مثل “الموت للديكتاتور” و”الشعب يستجدي والسيد (المرشد) يحكم كالآلهة” و”فليخجل الملالي ويترك الحكم” و”جعلوا الإسلام سلّما فذلوا الشعب”، و”نومت ونسرترجع إيران” و”حقوقنا تحت عباءة الملالي”.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل يخضع المرشد الإيراني لمطالبات شعبه الاقتصادية والتي تستهدف تدخلات إيران في المنطقة كسبب رئيسي وراء الظروف المعيشية الصعبة ويعلن عن استعداده للتراجع عن شعاراته السياسية التي جلبت استعداء العالم لإيران؟
واليوم باتت الكرة في ملعب المرشد الإيراني علي خامنئي بعد أن تجاوزت الشعارات المطالبات الاقتصادية لتستهدفه هو شخصيا كونه الفقيه صاحب السلطات المطلقة والآمر الناهي، الذي يدعم الحرس الثوري للتدخل في المنطقة ويصر على البرنامج الصاروخي والبرامج التسليحية المختلفة على حساب الشعب، الذي يعيش حوالي 40% منه تحت خط الفقر، حسب تقارير رسمية حكومية في بلد يعتبر ثاني مصدر للنفط بعد السعودية وثاني مصدر للغاز بعد روسيا.