ملايين المدمنين على الشطرنج، ممن كنت منهم لسنوات طويلة إلى أن جمعت معلومات أكيدة وصحيحة أمس الاثنين عن اللعبة التي تستضيف السعودية بطولتها العالمية من اليوم إلى السبت، لا يعرفون الكثير من قصص غريبة عنها، قد لا تصدقها العقول، مع أن ما فيها من تفاصيل حقيقي وأصيل، يمكن التأكد من صحته عبر البحث في مواقع التصفح بالإنترنت، وأهمها Google الشهير.
الشطرنج، هي معركة على رقعة من 64 مربعاً بين جيشين، مهمة كل جيش – فيه وزير (أو ملكة) وفيلان وبرجان وحصانان و8 جنود (بيادق) – حماية الملك من الموت وقتل ملك الخصم، في مناورات لا صدفة فيها ولا حظ، بل تخطيط، ومن يحاصر ملك سواه، غير المسموح له بالانتقال إلا إلى واحد من 8 مربعات تحيط به على الأكثر، أو 3 على الأقل، يمكنه إبلاغ الخصم بكلمتين، قرأت “العربية.نت” أنهما أسوأ ما يكره اللاعب سماعه أثناء المباراة التي قد تستغرق ساعات، وهما: “كش مات” المشيرتان إلى أن ملكه لم يعد بإمكانه الفرار إلى أي مربع، وإلا سيجد بالمرصاد قطعة للخصم ترديه قتيلاً، كما بالصورتين أعلاه.
من اخترع الشطرنج: هندي أم إيراني؟
من غرائب اللعبة التي يتساءلون عمن اخترعها، ولا يجدون إلا حيرة بين أنه هندي وربما إيراني، أن إمكانيات تحريك القطع بعد أول 4 نقلات بأي مباراة، تبلغ 318 ملياراً و979 مليوناً و564 ألف إمكانية للاعبين معاً، وهو الوارد بموقع الاتحاد الأميركي للشطرنج، كما في كثير غيره، وبعضها يذكر الأغرب أيضاً، منه أن أطول مباراة يمكن لعبها، تحتاج إلى 5949 نقلة طبيعية لتنتهي. أما إمكانيات تحريك القطع بعد النقلة العاشرة لكلا اللاعبين، فتبلغ 170 بجانبه 24 صفراً من الإمكانيات، كما في الصورة أدناه، وهو رقم لا ندري مقداره.
ويجد الباحث في الإنترنت، قصة كتبها مجهول من نسج الخيال، إلا أن الحساب فيها صحيح أصيل، على حد ما تأكدت منه “العربية.نت” عبر مطالعتها لمواقع شطرنجية عدة: قبل مئات السنين طلب ملك هندي من أحد علمائه اختراع لعبة تسليه، فجاءه بما سمّاه Chaturanga التي ابتهج بها الملك سريعاً وقرر مكافأته، وقال: “أطلب لأعطيك”، فانتهزها العالم فرصة ذهبية، وقال للملك المعروف بأنه إذا وعد فعل: “أريد قمحة بأول مربع من الرقعة، و2 بالثاني و4 بالثالث و8 بالرابع، والمضي في مضاعفة الناتج بكل مربع حتى الأخير، ثم جمع الموضوع على كل المربعات ليكون من نصيبي” فاستغرب الملك طلبه الرخيص، وقال له: “أهذا كل ما تطلب” ؟ فهز العالم رأسه بنعم حاسمة.
واحتاج الملك إلى 18,446,744,073,709,551,615 حبة قمح
وكلف الملك أحدهم ليحضر حفنة قمح من مطبخ القصر، ليوزع حباتها على 64 مربعاً، كما طلب المخترع، إلا أنه فوجئ بأن محصول مملكته قد لا يكفي حتى للمربع 30 بالرقعة، فإذا ضاعف مقداره للمربع 31 وجمعه مع الموضوع على المربعات السابقة، فإن محصول العالم كله من القمح لن يكفيه، ولو كانت معه محاصيل كل الحبوب مجتمعة أيضاً، عندها بهت الملك وأدرك للحال تعقيدات فخ شطرنجي الطراز وقع فيه.
وطلب الملك حفنة من القمح ليوزعها على المربعات، لكنه بهت بالفخ الذي وقع فيه
والحسبة بسيطة ومذهلة معاً: الملك احتاج لتلبية ما طلبه المخترع ليملأ به كل المربعات في الرقعة الشطرنجية، إلى 18 كينتيليون و446 كوادريليون و744 تريليون و73 مليار و709 ملايين و551 ألفاً و615 قمحة، فإذا وضعها بواقع مليار حبة في كل كيس بحجم منطاد كبير، فسيحتاج إلى أكثر من 18 مليار منطاد، طبقاً لما قرأت “العربية.نت” مما كتبه ناشر القصة المنتهية بأن كيس القمح الموجود حالياً في متاجر البيع بالجملة يحتوي على 3 ملايين حبة كمعدل، ووزنه 45 كيلوغراماً.
اللاعب الذي فرح بهجمات 11 سبتمبر
الملك الذي ورّط نفسه شطرنجياً مع عالم رياضيات محنك، كان سيحتاج أيضاً إلى 333 مليار و333 مليون كيس من المستخدمة في متاجر الجملة، تزن 150 ألف تريليون كيلوغرام، وبتقسيمها على 1000 تظهر النتيجة بتريليونات الأطنان أيضاً، وإذا سألت “غوغل” عن الإنتاج العالمي من القمح العام الماضي لتقارن، فسيستخرج لك الجواب من “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة” المعروفة بأحرف Fao اختصاراً، وفيه أنه كان 717 مليوناً من أطنان القمح.. فقط لا غير.
من اليمين، غاري كاسباروف، أصغر أبطال العالم بالشطرنج، وبوبي فيشر الموصوف بأغربهم
ومن يتابع فعاليات البطولة العالمية بالشطرنج بدءاً من هذا الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، فقد يلم بالمزيد عن اللعبة ومحترفيها الكبار، كروسي اسمه Gary Kasparov، تمكن بعمر 22 سنة في 1985 من أن يصبح الأصغر حتى الآن بالفوز في بطولة العالم بالشطرنج. أما من يقرأ عن بطل آخر، وهو أميركي شهير، اسمه Bobby Fischer الراحل في 2008 بعمر 65 سنة، فسيجده أغرب لاعب بالعصر الحديث.. فيشر انتشى بفرح عارم حين شن الإرهاب هجمات 11 سبتمبر بواشنطن ونيويورك، ولما راحت أميركا تبكي ضحاياها، راح هو يصرح بأن الخبر رائع، وتمنى لو تتكرر عليها هجمات الإرهاب كل يوم.
(العربية.نت)