على الرغم من الانذارات التي اطلقت من قبل بعض المهتمين والناشطين عن الوضع الاجتماعي في عاصمة لبنان الثانية حذرت خلالها من انزلاق المدينة نحو انفجار اجتماعي، حيث بات اغلبية سكان المدينـة تحـت خط الفـقر نتيجة غياب اهتمـامـات الحكومة بشكل مباشر بحـرمان الطرابلسيين من ادنى مقومات الحياة واذان نواب المدينة قد صمت عن واقع المدينة الاليم.
وحسب نتائج الاستطلاع الاخيرة اشارت الى ان مثلث الفقر في المدينة (التبانة ـ القبة ـ الاسواق الشعبية) يضم ثلث سكان المدينة يعيش معظمهم في منازل غير صحية، ويعاني معظم الاطفال من امراض مزمنة اضافة الى تفشي ظاهرة التسرب المدرسي وانتشار المخدرات وارتفاع مستوى البطالة الامر الذي ينذر بكارثة اجتماعية تهدد بنية المجتمع.
ما يثير الاستغراب هو غياب العدالة الاجتماعية في تحقيق المساواة بين المواطنين، فطرابلس التي كان يطلق عليها قبل عقود «ام الفقير» باتت مدينة الفقراء، معظم شبابها يبحث عن فرصة سفر الى الخارج، و«الفيزا» هي حلم كل شاب طرابلسي، سواء كان جامعيا او عاملا، المهم ترك المدينة وهمومها والبحث عن فرص عيش افضل.
وتقول مصادر طرابلسية ان تسع سنوات مضت على مجلس النواب الممدد لنفسه والحال على ما هو عليه، بل تتساقط الوعود تلو الوعود ومشروع انمائي واحد يخفف من معاناة المواطنين لم يتحقق، حتى مبلغ 100 مليون دولار الذي تم اقراره خلال الحكومة الميقاتية ما زال حبرا على ورق، ورغم مناشدات اهل المدينة للفعاليات السياسية والاجتمـاعية بتفعيل مجلس بلدية طرابلس قبل حـلول فصـل الشتاء لم ينجز فغرقت اول من امس المدينة بمياه الامطار التي تدفقت الى المنـازل خصوصا في الاحياء الشعبية وغرقت معظم المحلات والمؤسسات بمياه الامطار وتدفـقت مياه المجاري الى الشوارع، والطـامـة الكبرى التي حلت بالمدينة مؤخرا هي انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من مكب النفايات الذي يحتـاج الى معالجـة فورية من قبل القيمين قبل وقوع كارثة بيئية وصحية خصوصا ان نسبة الامراض الصدرية والربو زاد من نسـبتها بين الاطفال والمسنين وقد حركت الديار ملف النفايـات ودفـعت به لآن يـطرح في مجـلس الوزراء لاول مرة غـير ان الملـف لم يشـهد اهتمـاما جـديـا من الحكـومة.
واكثر ما يثير القلق هو غياب كافة القوى السياسية عن ايجاد الحلول السريعة بل انشغل معظمهم بتصاريح تتضامن مع شعوب عربية مضطهدة من حكوماتها وسكان المدينة تكاد تختنق من الروائح الكريهة.
وحسب المصادر ان مدينة طرابلس تحتاج اليوم اكثر من اي يوم مضى الاسراع في معالجة موضوع مكب النفايات قبل وقوع الكارثة والسعي لايجاد فرص عمل لالاف الشبان والشابات قبل اللحاق باترابهم الى المهجر، بتشكيل جبهة وطنية طرابلسية تضم كافة القيادات السياسية الطرابلسية والاحزاب والقوى الوطنية واعلان النفير العام والمطالبة بايجاد الحلول في اسرع وقت قبل فوات الاوان. واكدت المصادر انه حري ببعض القوى السياسية متابعة ما يجري في طرابلس قبل غيرها من الدول العربية لان اهل طرابلس هم من صوتوا لايصال النواب الى الندوة البرلمانية.
وكشفت المصادر عن ان حالة الاستياء في المدينة وصلت الى ذروتها وحالة من التململ بين المواطنين كبيرة اضافة الى عملية تحريض كبيرة تجاه النواب حيث تطالب شرائح شعبية في المدينة بعدم التجديد الى النواب الحاليين في الانتخابات المقبلة والسعي الى انتخاب شخصيات سياسية تسعى الى تفعيل العمل الاجتماعي وبدا ذلك من خلال نشاطاتها اليومية وتجري تحضيرات لهيئات مدنية وشعبية بهدف الخروج الى الشارع وتنفيذ اعتصامات لا رجوع عنها الى حين حل القضايا الاجتماعية الملحة وفي الطليعة ملف النفايات وان الناشطين يرفضون مشاركة نواب المدينة وسياسييها كي لا يستغلوا الحراك الشعبي في موسم الانتخابات.
( الديار )