وأظهرت الوثائق السرية، التي حصلت عليها دائرة الاستخبارات ونشرها المركز الإعلامي للجيش، تصدعا كبيرا في صفوف ميليشيات الحوثي، في مختلف الجوانب أهمها العسكرية والأمنية على مختلف الجبهات والمناطق التي لاتزال تسيطر عليها.
وتعتبر الوثائق خلاصة لدراسات ميدانية عسكرية أعدها ما يسمى المكتب الجهادي للميليشيات، بإشراف عدد من الباحثين والخبراء الإيرانيين وخبراء من ميليشيا حزب الله اللبناني برئاسة “المعاون الجهادي” لزعيم جماعة الحوثي المدعو أبو زينب من “حزب الله”.
وأظهرت الدراسة، التي أعدت بتاريخ 22 آب 2017، فقدان الميليشيات الإيرانية لغالبية العناصر القتالية المدربة، إذ قتلوا في الجبهات، مؤكدة حاجتها الشديدة لتدريب عناصر جديدة.
وكشفت الوثائق عن خسائر بشرية كبيرة تتعرض لها الميليشيات في الجبهات، وتتكتم عن نشرها، وهي أرقام بالآلاف في بعض الجبهات منها جبهتي نهم وبيحان.
وكشف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الأسبوع الماضي، عن سقوط 11 ألف قتيل من ميليشيا الحوثي الإيراني خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
الوثائق تؤكد قوة الجيش
وأظهرت الدراسة قوة الجيش الوطني وفاعلية خططه العسكرية وتمكنه من استهداف الميليشيات، مقابل عجز هذه الأخيرة عن استهداف قوات الشرعية ورصد تحركاتها أو معرفة أهدافها العسكرية الميدانية.
في الوقت نفسه، بيّنت الدراسة قدرة الجيش الوطني الحصول على معلومات توضح قدرات المليشيات الإيرانية وتحركاتها وخططها الميدانية.
وتحدثت الدراسة عن وجود خيانات واختراقات داخل صفوف الميليشيات، وتصفيات لقادة ميدانيين وجرحى وسوء إدارة في مختلف الجوانب، وتنصيب قيادات ميدانية لا تمتلك أي مؤهلات علمية وأغلبها تحت المستوى التعليمي الثانوي والإعدادي.
وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج جاءت بسبب العشوائية في إدارة المعارك والتهاون الكبير من قبل القيادات العسكرية، وما أسمته بالـ “الاختراقات والخيانات” لدى البعض من عناصرها، وعدم توفر المعلومات والتحركات عن قوات الشرعية.
وتضمنت الوثائق محاضر اجتماعات للقاءات القيادات الميدانية مع زعيم الميليشيات الإيرانية، وحذرت من التهاون في وضع المعالجات اللازمة والسريعة لتفادي الانهيار الكبير.
وأوصت بالعمل بتوجيهات زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، خلال لقائه بهم، ومنها عسكرة السكان المجاورين للمواقع العسكرية وتحويلهم إلى مقاتلين، حتى يشكلوا خط الدفاع الأول.
وتعاني ميليشيات الحوثي، بحسب الوثائق، من عدم قابلية الأفراد في جبهات القتال، للأفكار الطائفية التي يتم تعبئتهم بها.
فقد كشفت الوثائق عن عدم جدوى المنشورات والكتب وكذلك الدورات العقائدية والتعبوية، التي تقدمها الجماعة للأفراد الذين تجندهم للقتال.
ووفقا لخبراء عسكريين، فإن الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني أخيرا في أكثر من جبهة، أبرزها تحرير بيحان ومناطق مهمة في جبهات نهم والجوف والخوخة، تؤكد تصدع وانهيار كبير في صفوف وجبهات مليشيات الحوثي الانقلابية وحالة انهزامية غير مسبوقة تعيشها قيادتها وعناصرها تحت ضربات الجيش الوطني.