كتبت صحيفة “الحياة”: حمل العام 2017 العديد من الصدمات السياسية للبنانيين مردها تصميم مكونات داخلية وأخرى خارجية على “الإخلال” بتسوية استعادت الدولة على أساسها مؤسساتها الدستورية. وارتبطت هشاشة الوضع اللبناني مع انخراط “حزب الله” في حروب تشهدها المنطقة، ما أنتج خللاً إضافياً أصاب لبنان بعلاقته مع دول عربية شقيقة. ولولا الإجماع الدولي على وجوب استقرار لبنان وحفظ أمنه لانزلق البلد إلى الهاوية التي يحاول جاهداً الرقص متوازناً على حافتها. وكانت التسوية السياسية التي أتت بميشال عون رئيساً للجمهورية قبل شهرين من بداية العام 2017، دفعته إلى اختيار المملكة العربية السعودية محطة أولى في زياراته الخارجية في محاولة لتبريد الأزمة التي كان فجرها موقف وزير الخارجية في حكومة الرئيس تمام سلام السابقة جبران باسيل حين امتنع عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب بإدانة اعتداءات طهران على البعثات السعودية.
وشهدت بداية كانون الثاني قمة في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعون الذي حرص على تأكيد أنه جاء إلى المملكة ليبدد “الالتباسات حاملاً المودة والصداقة للشعب السعودي”، وسمع حرصاً مقابلاً على لبنان، الذي ينظر إليه السعوديون “نظرة خاصة”.
واستبشر اللبنانيون خيراً بزيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان لبنان بعد أقل من شهر على قمة الرياض، والذي آبلغ عون تعيين سفير جديد للمملكة لدى لبنان وزيادة رحلات شركة الطيران السعودية إلى بيروت وعودة السعوديين لزيارة لبنان.
إلا أن عون وعشية زيارته مصر في 12 شباط شكك في قدرة الجيش اللبناني على مواجهة إسرائيل، وأشاد بـ “حزب الله”، وقال لمحطة مصرية إن “سلاح الحزب ضروري لأنه يكمل عمل الجيش ولا يتعارض مع مشروع الدولة”. وأكد من القاهرة ” أن حل الأزمة السورية لن ينجح من دون الأسد”. وطلب خلال محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان “إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
وحمل النصف الثاني من العام أحداثاً دراماتيكية. فتركت المواقف التي أطلقها “حزب الله” خلال إبرامه صفقة التبادل مع تنظيم “داعش” وقبله مع “جبهة النصرة” الإرهابيين في جرود عرسال انطباعاً بأن “حزب الله” بات يسيطر على لبنان. وسبق ذلك وتبعه زيارات لمسؤولين إيرانيين للبنان، وترافقت مع زيادة العقوبات الأميركية على الحزب. وحرص رئيس الحكومة سعد الحريري على “استمرار التوافق الداخلي في انتظار التطورات المتسارعة في المنطقة” بعد كل موقف تصعيدي من الطرف الآخر، إلا أن ذلك لم يقابل بحرص مماثل من جانب “حزب الله”، الذي مضى في انتقاده العنيف السعودية والحريري، وتولى السبهان الرد على “حزب الشيطان”.
وطاولت الأزمة السياسية مسألة النازحين السوريين، وظهر التباين مجدداً بين حلف يريد إعادة اللاجئين إلى سورية من خلال الإصرار على دعوة الحكومة إلى التنسيق مع النظام السوري، وبين حلف يعتبر أن العودة يجب أن تكون “طوعية وآمنة”.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا
(الحياة)