استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الرئيس تمام سلام، يرافقه الوزراء السابقون: رشيد درباس، محمد المشنوق، رمزي جريج وسجعان قزي. وجرى خلال اللقاء البحث في التطورات الراهنة.
بعد الزيارة، قال الرئيس سلام: “زيارتي اليوم لهذه الدار الكريمة برفقة الوزراء هي للتعبير عن العلاقة العريقة والوثيقة التي تم بناؤها عبر سنوات طويلة في إطار ما نحرص عليه جميعا من مصلحة عامة، وبالذات مصلحة بيروتية، لأن هذه الدار هي من دور بيروت التي تحملت لزمن طويل كل هموم وكل قضايا هذه المدينة. سيدنا الياس عودة من الأشخاص الذين لم يتأخروا لحظة في مواكبة الكثير من القضايا العامة، بداية ما يهم بيروت ويختص ببيروت ولكن أيضا على مستوى الوطن، كل الوطن. والكل دائما ينتظر ويستمع إلى ما لدى المطران عودة من موقف ومن رأي في المجال العام، بما يساعد ويساهم في تصويب المسيرة ومساعدة كل المسؤولين والقيمين على مصلحة هذا البلد لنتمكن جميعا، وبجهود مشتركة، من خدمة اللبنانيين ولبنان”.
سئل: هل تطرقتم إلى الأوضاع السياسية السائدة في لبنان؟
أجاب: “لا تخلو الجلسة من التداول في الشأن العام. وطبعا، الوضع السياسي هو في صلب ذلك، وما يمكنني قوله هو أنه تم استعراض الوضع والمرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن وضرورة مواكبة مستلزمات ما يتم التداول فيه كثيرا اليوم، وهو الاستقرار الذي يجب أن يشكل المدخل لتمتين وتعزيز الساحة الداخلية، وما يهمني أنا ويهم المواطن بشكل أساسي هو ما له علاقة بحياة هذا المواطن وبالبعد الاجتماعي، وبالتالي الحرص على اعتماد سياسة تعزز وضعنا الاقتصادي الداخلي لأن كما يعلم الجميع، المواقف والإجراءات السياسية من وقت إلى آخر وما يتخللها من مماحكات ومواجهات وتنافس ليست دائما ما يصب في خانة دعم المواطن ودعم الوطن. مع الأسف، يدفع الوطن ويدفع المواطن فيها أثمانا عالية جدا فيه أذى وضرر. ونتمنى على الجميع وعلى المسؤولين في الدرجة الأولى أن يبتعدوا عن التشفي والحقد والضغينة بين بعضهم البعض أو بين القوى السياسية عامة ويصب الجميع في اتجاه بناء وإيجابي يساعد من فعلا لديه نية لإنقاذ الوطن اليوم ولتدعيم مسيرتنا الوطنية”.
وزار الرئيس سلام يرافقه قزي والمشنوق، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر. وجرى خلال اللقاء البحث في مواضيع الساعة على الساحة المحلية والأوضاع في المنطقة وانعكاساتها على لبنان.
بعد اللقاء، قال سلام: “إن زيارتنا لهذه الدار الكريمة في بيروت وبرعاية وعناية سيدنا المطران بولس مطر الذي تربطنا به علاقة قديمة وعريقة وعميقة، لما فيه مصلحة بيروت والمصلحة الوطنية الكبرى. نزور سيادة المطران مطر، كما دائما، للتشاور معه حول ما يمكننا فعله، وهذا الصرح وهذا الدور الذي يحرص عليه المطران مطر لجمع الصف وتوحيد الكلمة بين كل اللبنانيين، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، لا بل المنطقة. وكما هي العادة في لقاءاتنا مع المطران مطر، فالآراء متطابقة حول حرصنا على بيروت وأبناء هذه المدينة بمباركة الأعياد الكريمة التي عسى أن تحل على الجميع بالخير والسلام. وكانت مناسبة قدمنا فيها تهانينا إلى المطران مطر وأبناء أبرشيته بأحر التهاني”.
وردا على سؤال حول الأوضاع التي تلت عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته وتريثه، قال سلام: “لا شك في أن الأزمة استفحلت، ولكن ولله الحمد، تم تجاوزها. ونتمنى أن نحصن وندعم الإستقرار القائم اليوم في البلاد، وليس لا سمح الله، لتعريضه إلى إهتزاز أو إلى مخاطر من هنا أو هناك. والرئيس الحريري يبذل قصارى جهوده ليقوم بالدور الذي يصون الإستقرار، ونتمنى من الأفرقاء الآخرين أن يقوموا بهذا الدور أيضا، ويستدركوا أهمية الدور الذي يقوم به الرئيس الحريري، وأن يتفاعلوا ويتكاملوا معه من أجل المحافظة على الاستقرار الذي نعيشه بحمد الله، وإلا إذا خضع البلد لحسابات وموازين ومؤثرات لهذا الفريق أو ذاك أو لمكاسب لهذا الفريق أو ذاك سنعود، مع الأسف، إلى الأوضاع التي نرفضها ولا نريدها”.
أضاف: “لبنان بحاجة اليوم إلى أن يتقدم، خصوصا أن أمامنا استحقاقات إقتصادية ووطنية كبيرة في خضم الصراع القائم في المنطقة. ومن هنا، ضرورة النأي بالنفس وضرورة إبعاد لبنان عن سياسة المحاور، وعما تتخبط به المنطقة. هذا أمر يتمسك به الرئيس الحريري، ونتمنى على الجميع أن يسعوا فعلا وجديا إلى تعزيز الإستقرار وتدعيمه في سبيل عبور هذه المرحلة الصعبة”.