«نغمة الحياد» التي تتحدث فيها بعض الشخصيات السياسية والدينية، ومحاولة» تقويل» رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما لم يقله في هذا الموضوع، وكلام وزير الخارجية عادل الجبير في هذا الشان.
فجاء موقف الرئيس نبيه بري حول رفضه المشاركة، في مؤتمر لا تحضره سوريا، ليؤكد للبعض من في الداخل والخارج، ان سوريا خط احمر، عندما يجري تجاوزها، فاذا كان نبيه بري هادئاً على المستوى الداخلي، بما يتعلق بالحرب والعدوان على سوريا لاسباب لبنانية وتدوير الزوايا في وضع حساس وملتهب حول لبنان، لكن ان يصار الى الذهاب بالبعض الى فكرة الحياد مجدداً في لبنان، وهي الفكرة التي جعلت منه، بلداً لا طعم له ولا لون، ودرّت عليه كوارث، فهي فكرة لن تمر.كما محاولة الايحاء واللف من وراء موقف بري، من قبل جهات داخلية او عربية فهو امر مرفوض.
من هنا تقول مصادر زوّار عين التينة:
– لا حياد في العدوان على سوريا الاسد قلعة العروبة.
– لا حياد في ان اسرائيل شرّ مطلق.
– لا حياد في قضية المقاومة وسلاحها وهي واحدة من استراتيجية لبنان الدفاعية.
– لا حياد في ان القدس عاصمة لفلسطين، كل فلسطين.
– ولا حياد في اي عدوان يفكر فيه البعض على الجمهورية الاسلامية الايرانية التي دعمت لبنان وفلسطين في شتى المجالات.
ولا احد ينسى ان نبيه بري اولاً واخيراً رئيس حركة امل – التي هي افواج المقاومة اللبنانية امل-، التي حازت شرف القتال بوجه العدو الاسرائيلي منذ عام 1975 الى الامس القريب.
لا حياد في مواجهة اي مشروع لتوطين اللاجئين الفلسطينين والنازحين السوريين او اللعب بالديموغرافيا.
من هنا تؤكد المصادر المشار اليها، ان البعض ربما اراد اللعب على اوتار المواقف، مع الرئيس بري، لذلك اي محاولة لتفسير موقفه هي مشبوهه، فالنأي بالنفس عن الصراعات العربية متفق عليه وكذلك التدخل في الشؤون العربية، كما على الآخرين النأي بنفسهم عن لبنان، وعدم الضغط عليه سياسياً ومالياً، وفي شتى الملفات.
الاشكالية تمكن تضيف المصادر ان البعض يريد اخذ توافق النأي بالنفس الى امكنة اخرى « كالحياد» ويعمل في اندية سياسية داخلية واقليمية ودولية، لحمل لبنان على فكرة الحياد، مهما كان اسمه وشكله ومضمونه، ويبدو ان هذا البعض ينقل الصورة لبعض العواصم على غير حقيقتها حول بعض الامور،ومنها موقف رئيس مجلس النواب،وكذلك في محاولة ايجاد مخارج لنفسه، وايهام نفسه انه يستطيع استغلال توافق النأي بالنفس، ليذهب بعيدا، او الانتقال الى مرحلة ثانية.
واكدت مصادر في 8 اذار ان قضية السلام العادل والشامل، تؤكد ان هذه النظرية سقطت مع موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ولا يجوز اطلاق المواقف الاستراتيجية في هذه المرحلة، لارضاء هنا او توجيه رسائل الى هناك، بل على الاقل مواكبة الموقف الفلسطيني، الذي عبر رئاسة السلطة الفلسطينية اليوم، يكشف كل يوم ما هو الجديد في خبايا وخفايا، ما جرى من حديث مع الرئيس ابو مازن، حول القدس والتبرع المالي الذي تقدم به بعض الامراء وهو عشرة مليارات دولار للسلطة الفلسطينية اذا ارتضت بالتنازل عن القدس ومواصلة التفاوض حول الجزء الفلسطيني من القدس، وكذلك التفاوض على المراحل التي كانت اتفاقات مع الاميركيين، وهذا ما رفضته السلطة الفلسطينية المتهمة بالتنازل.
لذلك تؤكد المصادر نفسها، ان هناك احاديث مطولة جانبية تجري مع شخصيات رئاسية ووزارية وحزبية، كي ينضبط التصريح اللبناني، في الموضوع الفلسطيني، وموضوع السلام العادل والشامل مع اسرائيل، فيما الانتفاضة الفلسطينية انطلقت، ومحاولة القول ان لبنان حيادي عبر بعض المواقف، تشكل خلافاً سياسياً لبنانياً كبيراً خصوصاً بما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، وعلى حد قول المصادر، اننا في لبنان لسنا في حالة اضطرارية لاصدار مواقف مجانية كرمى لعيون احد عن عن حسن نية، ونريدها عن حسن نية الى الآن.
(الديار)