أما مرد الجدل فاتهامات بالخيانة أطلقت من قبل أوساط الحريري، وأصابت سهامها صفوف حلفاء الأمس، وشخصيات في تيار المستقبل أيضاً.
فقد بدأ الاثنين مع تغريدة أطلقها الحريري بأنه “سيبق البحصة” في مقابلة مع الإعلامي مارسيل غانم، ثم عاد وحذفها.
وكان الحريري قد قال خلال استقباله الاثنين وفوداً وأعضاء من حزبه “حزب المستقبل”، بحسب موقع “المستقبل”، إنه سيكشف الكثير من الأمور عن أزمته الأخيرة التي مر بها، منوهاً بأن أحزاباً سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من “خلال الطعن بالظهر”، “على كل حال سأسمي الأشياء بأسمائها في برنامج (كلام الناس) مع مرسال غانم وسأبق البحصة، وهي بحصة كبيرة بالطبع”.
ليعود غانم ويوضح الثلاثاء أن مقابلته مع الحريري أجلت إلى وقت لاحق لم يحدده، وإنما قال إنها ستبث في وقت قريب جداً.
إلا أن هذا الغموض سرعان ما تكشف أكثر حول أولئك المتهمين الذين كانوا بالأمس القريب أقرب الحلفاء. إذ قال أحمد الحريري، أمين عام تيار المستقبل، الأربعاء، في مقابلة تلفزيونية إن “الرئيس الحريري يملك اليوم كل المعطيات لما حصل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وبالنسبة لنا اتخذنا قراراً منذ التسوية التي حصلت وهو وضع استقرار لبنان وسلامته حيز التنفيذ قدر الإمكان”. كما أكد أن أية ضغوط لم تمارس على الرئيس الحريري لإلغاء مقابلته التلفزيونية.
وفي معرض كشفه لمن قصدهم الحريري بـ”بق البحصة”، أشار بوضوح إلى أن هناك علامات استفهام كبيرة مع القوات اللبنانية (التي يرأسها سمير جعجع حليف الحريري المسيحي الأبرز) بشأن الأداء الحكومي ونحن بحاجة للأجوبة، كما طالت سهام أحمد الحريري الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، معتبراً أنه خدم بمواقفه خلال الأزمة “حزب الله”، والبعض مثل ريفي وغيره كانت “زوادتن” من سعد الحريري باعوها واشتروا فيها خناجر لطعن سعد الحريري”، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، تشهد العلاقة مع النائب خالد الضاهر الذي يعتبر حليفاً بارزاً للحريري في شمال لبنان توتراً غير مسبوق، لاسيما بعد قول النائب الشمالي إن رئيس الحكومة مختطف من حزب الله.
يذكر أن الحريري كان أعلن استقالته في الرابع من نوفمبر الماضي، ومن ثم تراجع عنها نزولاً عند رغبة رئيس الجمهورية ميشال عون، بحسب ما أعلنه في خطاب التعليق قبل أسبوعين.