في 8 أيار 2008، قال رئيس الحكومة سعد الحريري للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله رداً على وصفه 7 أيار يوماً مجيداً، “سمعنا بالأمس كلاما في شأن موضوع لن ننسى، ماذا سننسى؟ هل سننسى اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ كلا لن ننسى. هل سننسى شهداء ثورة الارز؟ كلا لن ننسى. هل سننسى مشروع الدولة؟ كلا لن ننسى. هل سننسى ماذا حصل في بيروت وينسى اهل بيروت ماذا حصل لمدينتهم؟ كلا لن ننسى. لن ننسى والسما زرقا”.
في حزيران 2011، قال الحريري لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بعد تشكيله الحكومة “ليتك أثلجت صدورنا ورفضت حكومة القمصان السود”.
منذ يومين، قال الحريري بعد العودة عن استقالته، “هناك أحزاب سياسية حاولت أن تجد مكانا لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كل حالة على حدى، وسأسمي الأشياء بأسمائها وسأبق البحصة، وهي بحصة كبيرة بالطبع”.
تخلل هذه التصريحات أخرى غيرها خصوصاً بين 2005 و2013، يتّهم بها الحريري عناصر من حزب الله بقتل والده، وبتحكُّم الحزب بزمام الأمور في البلد، وتأسيس دويلة داخل الدولة، و”لن ينسى”.
بعد أزمة استقالة الرياض، نسي الحريري هوية قاتل والده، وأحداث 7 أيار، والقمصان السود، وانغماس الحزب في حروب المنطقة بالوكالة، وتوجّه نحو مَن قدّم تقارير للسعودية عن عجزه في قيادة البلاد، متوعّداً ببق البحصة.
حبذا لو خرجت هذه البحصة ونُفذت التهديدات في تلك التواريخ، ولو أنّ قراراً واحداً تم تطبيقه وهو 1559، الذي حاول البعض الطعن به، وتم تسليم سلاح حزب الله إلى الدولة، مقابل تقوية الجيش معنوياً وتسلحاً، لما وصل البلد إلى ما هو عليه اليوم. الطعن بالظهر في اغتيال والد بحجم بلد، واغتيال كرامة منازل اقتُحمت في 7 أيار، واغتيال حكومة أثناء زيارة رئيس وزرائها إلى واشنطن. أما الطعن الأكبر حين تحوّل حزب الله إلى شريك “لا يستخدم السلاح في الداخل”.
12 عاماً ومقولة “المحافظة على استقرار البلد” تؤرق راحة فئة كبيرة من هذا البلد، في حين أنّ كرسي الرئاسة هي البحصة التي يجب بقّها. القول إن هناك تهديدات أمنيّة لاغتيال شخص الحريري، وهو كلام ترنّح بين الحقيقة والتخويف، لم يعد ذات أهمية أمام اغتيالين سياسي وشعبي.
غير صحيح أنّ الطعن الذي تلقاه الحريري هو الدافع إلى تشكيل تحالف مع فريق اتهمه طيلة هذه الفترة بصفات تبدأ بالقتلة ولا تنتهي بالدويلة. فالواقع يشير إلى أنّ رئيس الحكومة بات حاجة ملحّة لدى ذلك الفريق للإطباق على البلد. ولو أراد محور 8 آذار أن يغيّر الحريري لفعل، وبسهولة، لكنه بحاجة إلى رجل يتمتّع بصفات الضعف أكثر من القوة. في المقابل، يحتاج رئيس الحكومة إلى فريق يتحكّم بقرارات الدولة ويسيطر على مؤسساتها، ورصاصات سلاحه جاهزة، إذ في لبنان يليق مثل “المال والسلاح يتكلمان”.
نقلا عن موقع “ليبانون ديبايت”