أكد رئيس الحكومة سعد الحريري، خلال مشاركته في انتخاب رئيس وهيئة مكتب المجلس الاقتصادي في مقر المجلس، انه “انجاز اضافي لحكومة استعادة الثقة”، مشيرا الى ان “أمامنا ورشة عمل كبيرة ومهمة والمرحلة تتطلب تعاون الجميع للنهوض بالاقتصاد اللبناني وتحقيق التنمية الاقتصادية”، معتبرا ان “مؤتمر باريس كان بمثابة خارطة طريق لكي يكون هناك دعم سياسي وامني واقتصادي”.
وقال الحريري: “انا سعيد جدا ان اكون معكم اليوم لاشارك في جلسة انتخاب هيئة مكتب المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعد طول انتظار. وهذا إنجاز إضافي يسجل لحكومة استعادة الثقة. الثقة التي نعمل على استعادتها بالفعل وليس بالأقوال”.
اضاف: “لقد وضعت حكومتنا في سلم أولوياتها اعادة تفعيل عمل الدولة بمؤسساتها كافة، فمبروك للجميع ومبروك للبنان انطلاقة جديدة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. لقد لحظ اتفاق الطائف في بنوده الاصلاحية انشاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وذلك لم يكن صدفة ولم يأت من العدم. بل انطلق من وعي جدي لاهمية ان يواكب مجلس يتمثل فيه المجتمع المنتج من جمعيات ونقابات ومهن حرة ومغتربين ومجتمع مدني عمل وإصلاحات الحكومات المتعاقبة”.
وتابع: “أنا مقتنع تماما ان المجلس الاقتصادي والاجتماعي هو ركن من اركان الدولة الحديثة والعصرية. فالحوار الاقتصادي والاجتماعي البناء بين الدولة وكافة أعضاء المجتمع المنتج هو من سمات المجتمعات الديموقراطية المصممة على النهوض والتقدم والازدهار”.
وأشار الى ان “أمامنا ورشة عمل كبيرة ومهمة”. وقال: “انها مرحلة تتطلب تعاون الجميع للنهوض بالاقتصاد اللبناني وتحقيق التنمية الاقتصادية. وانا أتمنى ان تواكبونا في المرحلة المقبلة، نحن بحاجة لخبراتكم جميعا ونتطلع الى الحوار والتشاور معكم في الخطوات المستقبلية”.
اضاف: “أود التطرق ايضا الى المؤتمر الذي عقد في باريس وكان بهدف دعم استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي. ما حصل في باريس هو الدعم السياسي، والدعم الامني سيكون من خلال السعي لعقد مؤتمر روما-2 لدعم الجيش اللبناني وكل القوى العسكرية، كما سيعقد ايضا مؤتمر اقتصادي لدعم الاقتصاد اللبناني. ولذلك امامنا عمل كبير، ومؤتمر باريس كان بمثابة خارطة طريق لكي يكون هناك دعم سياسي وامني واقتصادي”.
وأكد ان “امامنا وامامكم عمل كبير جدا وستكون الحكومة متعاونة جدا، اكان رئيسها او جميع الوزراء، وهنا اود ان اشكر فخامة الرئيس ميشال عون الذي كان المحرك الاساس لاطلاق المجلس الاقتصادي والاجتماعي وأود ان اشكر دولة الرئيس نبيه بري على كونه داعما اساسيا لتحقيق هذا الانجاز”.
وختم: “مبروك لكم جميعا، واليوم يشكل بداية، هناك عمل كثير وتحديات كبيرة امامنا، ونحن بلد يواجه مشاكل اقتصادية كبيرة ويجب ان نتعاون جميعا لنجد الحلول المطلوبة.
في بعض الاحيان سيكون الوضع صعبا لاتخاذ القرارات المناسبة، ولكن امامنا مستقبل افضل باذن الله”.
اسئلة واجوبة
ولدى مغادرته مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي رد الرئيس الحريري على اسئلة الصحافيين كالآتي:
سئل: هل هناك جلسة لمجلس الوزراء الخميس؟
اجاب: “ان شاء الله”.
سئل: كيف هي العلاقة مع القوات اللبنانية؟
اجاب: “العلاقة جيدة، ونحن نريد ان نجمع اللبنانيين وهمنا الاساسي هو ان تنظر كل القوى السياسية لمصلحة لبنان اولا وهذا شعاري. نمر اليوم في مرحلة تحتم على كل القوى الموجودة في الحكومة ان تنأى بنفسها في ما يخص الاقتصاد او مصالح لبنان مع كل محيطه والدول العريية والخليج. يجب ان نعمل بشكل ايجابي، واذا كانت هناك بعض الامور التي يوجد حولها خلافات نضعها جانبا، لانه في النهاية خلافاتنا هي التي تؤثر في الاقتصاد والسياسة وعدة امور. الاساس هو ان نبني على الايجابيات والامور التي بحاجة الى حلحلة نعمل على حلحلتها سويا”.
سئل: ما رأيك بما حصل في عوكر بالامس وظهور عناصر مسلحة على الحدود؟
اجاب: برأيي ان ظهور عناصر مسلحة امر مسيء للدولة ويجب على القوى الامنية ان تتصرف بشكل حازم في هذا الموضوع، وعلى اي شخص يرفع سلاحه ان يدفع الثمن. فنحن لسنا في “جمهورية الموز”، نحن دولة ومن يخرق فيها القانون يدفع ثمن ذلك، وهذا موضوع حاسم بالنسبة لي. من يريد ان يتظاهر بشكل سلمي من حقه ان يفعل ذلك ويجب ان تدافع القوى الامنية عن هذا الحق وعن التظاهر السلمي، وما حصل بالامس لو انه كان تظاهرة سلمية مئة بالمئة لاستطاع المتظاهرون ايصال رسالتهم الى العالم اجمع بطريقة افضل بكثير، وهي الرسالة التي نريد ايصالها نحن وهي اننا نرفض القرار الاميركي بان القدس هي عاصمة لاسرائيل، بل العكس فالقدس هي عاصمة لفلسطين ونقطة على السطر”.