أكد الرئيس نجيب ميقاتي ضرورة “أن تكون العودة الى التسوية السياسية التي بدأت قبل عام تقريبا عاملا مفيدة لصون الاستقرار والأمن في الوطن، وأن يتم الالتزام قولا وفعلا بمضمون الورقة التي اقرتها الحكومة خصوصا لجهة التشديد على النأي بالنفس وحماية علاقات لبنان والتزام قرارات الشرعية الدولية”.
ولفت الى “اننا واجهنا خلال السنة الفائتة احباطا قويا نتيجة خرق الدستور والاداء الذي كان حاصلا، ونتمنى أن يكون الأداء اليوم قويا، وان لا نقول بعد مرور الأزمة الراهنة أن هناك إحباطا آخر”.
وشدد على أنه “حين تحدثنا عن أن حماية لبنان من النزاعات الاقليمية ليست ترفا أو وجهة نظر بل واجب وطني، كانوا يقولون أن لا نأي بلبنان لأنه على خط النار، فاذا بالنأي بالنفس يصبح اليوم المطلب الأوحد، ولا ضرر في ذلك بل تأكيد على صوابية قرارنا ونهجنا”. واعتبر “أن قرار الادارة الأميركية الأخير مدان بكل المقاييس لأنها تجاهلت التاريخ والحق الأزلي بالقدس التي كانت وستبقى حاضنة كنيسة القيامة وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.
موقف ميقاتي جاء في حفل تكريم الخريجين من “شباب العزم” في معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس، في حضور حشد شعبي وشخصيات سياسية وروحية وعسكرية شمالية.
وقال في كلمته: “إن لبنان هو بلد التوازنات فاذا اختلت التوازنات فيه اختل استقراره وأمنه ومزاج الناس فيه، من هنا نندفع دائما للدفاع عن كل المقامات والطوائف كافة، ولذلك انبرينا منذ بداية الازمة الحكومية الأخيرة للمطالبة بصيانة وحفظ مقام رئيس حكومة لبنان، الذي يمثل مَنْ يمثل في التركيبة اللبنانية المتوازنة، ونحن ، سواء كنا في الموالاة او في المعارضة ، نقف الى جانب هيبة وفاعلية وحضور رئيس مجلس الوزراء.إن اتفاق الطائف الذي انهى الحرب اللبنانية وارسى الاستقرار في البلد وحفظ التوازنات اللبنانية بشكل واسع واعطى رئاسة الوزراء دورا محوريا واساسيا بالتعاون والتكامل مع سائر المؤسسات الدستورية، ويجب المضي في تطبيق هذا الاتفاق بنصه وروحه حفظا للاستقرار في البلد”.
اضاف: “إننا نريد ان تكون العودة الى التسوية السياسية التي بدات قبل عام تقريبا عاملا مفيدا لصيانة الاستقرار والأمن في الوطن، وأن يتم الالتزام قولا وفعلا بمضمون الورقة التي اقرتها الحكومة، خصوصا لجهة التشديد على النأي بالنفس وحماية علاقات لبنان والتزام قرارات الشرعية الدولية. كما أن اعادة تفعيل جلسات مجلس الوزراء أمر مطلوب وملح لمتابعة القضايا المطروحة، وعسى ألا تتكرر التجارب التي شعر بها فريق أنه مغلوب على أمره وأن القرارات تتخذ عنه أو تتجاوزه. فالمطلوب التزام الدستور واحترام القواعد الدستورية على أكمل وجه. وكما قلت قبل ايام هنا في طرابلس، فقد واجهنا خلال السنة الفائتة احباطا قويا نتيجة خرق الدستور والاداء الذي كان حاصلا، ونتمنى أن يكون الأداء اليوم قويا، وان لا نقول بعد مرور الأزمة الراهنة إن هناك إحباطا آخر”.
الوسطية
وقال: “في ظل النزاعات التي تحصل سياسيا وعنفيا، يتضح لكم يوما بعد يوم أننا كنا واياكم أصحاب رؤية وتوجه ثابت. فالوسطية حين تبنيناها عن اقتناع وايمان تعرضت لكل أنواع التهجم والتطاول، لكننا تشبثنا بها سبيلا، لأن ديننا دين سمح ودين حق وعدالة ولا يمكن للحق والعدالة، إلا إن يكونا وسطيين، وها هي الوسطية الآن على كل الالسنة وفوق كل المنابر وهي نهجكم ونهجنا. وحين تحدثنا عن أن حماية لبنان من النزاعات الاقليمية ليست ترفا أو وجهة نظر بل واجب وطني، كانوا يقولون أن لا نأي بلبنان لأنه على خط النار، فاذا بالنأي بالنفس يصبح اليوم المطلب الأوحد، ولا ضرر في ذلك بل تأكيد على صوابية قرارنا ونهجنا”.
خيار الدولة
وقال: “إننا نؤمن بأن حماية لبنان ترتكز اولا واخيرا على العمل لإعادة بناء قدرات الدولة وتقوية مؤسساتها وتأمين حقوق المواطنين الاساسية والمعيشية والوظيفية من دون منة من أحد، وتحقيق الانماء المتوازن ووقف الهدر والفساد وتعيين الكفاءات في المراكز الشاغرة، وهذا هو المدخل للامن والامان الاقتصادي والاجتماعي وللاستقرار السياسي. والامر الطارئ والملح الذي ينبغي استنفار كل الطاقات بشأنه هو ايجاد الحل العلمي والصحي لازمة النفايات، ولا سيما أن آخر تقرير عالمي صدر في هذا الصدد كشف أن تلوث الجو في لبنان بسبب النفايات وسوء معالجتها وحرقها أكثر بثلاث مرات من المعدل الآمن ويؤدي الى الف وخمسمئة حالة وفاة سنويا”.
أضاف: “إن لبنان لا يصح إلا في حضن عربي صحيح، فالعروبة ايضا ليست ترفا بل انتماء وهوية، والاشقاء العرب هم العمق الحقيقي للبنان، يجمعنا معهم تاريخ واحد وجغرافيا واحدة ومصالح حتمية مشتركة لا بد من صيانتها والحفاظ عليها. وعلينا جميعا أن نتفق على السبيل الذي يحمي وطننا وحدوده وأمنه من الاختراق الاسرائيلي المتمادي. أما ثابتتنا الدائمة فهي التمسك بأولوية قضية فلسطين ووجوب تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على قاعدة القرارات الدولية وحق العودة، وأي محاولة لفرض أمر واقع مغاير سيكون لها تبعات خطيرة على أمن المنطقة وأستقرارها، وستضرب جهود استئناف عملية السلام. إن قرار الادارة الأميركية مدان بكل المقاييس لأنها تجاهلت التاريخ والحق الأزلي بالقدس التي كانت وستبقى حاضنة كنيسة القيامة وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.
ملف طرابلس
وتطرق الى الوضع في طرابلس، فقال: “أينما ذهبنا وحللنا نعود في النهاية الى القلب الى الفيحاء الغالية التي تحتاج الكثير الكثير، ومهما كنا متضامنين مع اهلنا تبقى المسؤولية الاولى والاخيرة على عاتق الدولة في إعطاء المدينة حقها من المشاريع والانماء المتوازن. ولا بد في هذا الاطار من أن نجدد الدعوة، طالما عادت العجلة الحكومية الى الدوران، الى تنفيذ سلة المشاريع التي اقريناها في حكومتنا ورصدنا لها المبالغ اللازمة. وطبعا نحن نرحب بانعقاد مجلس الوزراء في طرابلس لاقرار ما يلزم من مشاريع تنموية وانتم يا شباب طرابلس والضنية والمنية وعكار وكل الشمال، ولى الزمن الذي كان يتم فيه التعاطي معكم على أنكم مجرد أرقام في صناديق الاقتراع، او أعدادا لملء الساحات لاظهار شعبية هذا وذاك، او وقودا لمعارك الآخرين، فانتم قوة حقيقية للبنان علما وعطاء وثقافة وإبداعا، ولا بد أن تأخذوا دوركم في بناء وطنكم ، لا بل ستأخذونه بقوة العلم والارادة والثبات والايمان، ونحن نفتخر بكم”.
“شباب العزم”
وتوجه الى “شباب العزم”: “لقد استطاع “شباب العزم” بفضل الله تعالى أولا وأخيرا، أن يخرج مئات الطلاب، إن لم نقل آلاف الطلاب الذين دخلوا سوق العمل بجدارتهم وأثبتوا قدرتهم على العطاء والابداع، في لبنان والعالم العربي، وكانوا مثالا يحتذى على المستويين العلمي والاخلاقي. فمبروك لهم ولنا هذا النجاح والتقدير. لقد تبين لكم من خلال ما تقدم أن رؤيتكم تتقدم ومشروعكم هو مشروع كل لبناني يريد وطنا سيدا حرا عربيا عادلا يحفظ ثوابته ويتطلع الى الأمام نظرة تفاؤل بمستقبل انتم اهله وأنتم وصانعوه. لذلك فإنني أتطلع الى وجوهكم فأرى الاشراقة والتفاؤل وصناعة الغد الأفضل. تمسكوا بثوابتنا وقيمنا ومبادئنا جميعا وانطلقوا لتعزيز الدولة في لبنان وموقع لبنان في دنيا العرب والعالم أجمع. إيماننا بكم كأيماننا بوطننا، وطنا نهائيا لجميع أبنائه ومنارة في هذا الشرق”.
وقائع الاحتفال
وكان الاحتفال بتكريم الخريجين من “شباب العزم” أقيم في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، في حضور حشد شعبي غصت به القاعات. وحضر ايضا أمين الفتوى في طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس افرام كرياكوس، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، سامي رضا ممثلا وزير العمل محمد كبارة، العميد سامي منقارة ممثلا الوزير السابق فيصل كرامي، سعد الدين فاخوري ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، توفيق سلطان، ممثل عن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وممثل عن المدير العام لامن الدولة وحشد من الفاعليات السياسية والدينية وممثلي المنظمات الشبابية في الأحزاب والتيارات اللبنانية.
وفي الكلمة التي ألقتها باسم الخريجين، أشادت غزل خالد “بما يمنحه شباب العزم من خبرات وبناء لقدرات الشباب، بما ينعكس إيجابا على مسيرتهم العملية، ودورهم في بناء الوطن”.
وأكدت “استمرار شباب العزم في حمل أمانة العلم والمعرفة في مدينة طرابلس، منطلقين من توجيهات الرئيس ميقاتي”.
ووجهت في بداية الاحتفال تحية خاصة لمدينة القدس.