تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دعوة من نظيره رجب طيب اردوغان بصفته رئيسا لمنظمة التعاون الاسلامي، لحضور “القمة الاسلامية الطارئة التي ستعقد في اسطنبول يوم الاربعاء المقبل، للبحث في الاجراءات الواجب اتخاذها، للحفاظ على قدسية مدينة القدس والحرم القدسي الشريف وعلى وضعها التاريخي، وللتعبير عن الدعم لاهالي القدس”.
ووردت دعوة الرئيس اردوغان في رسالة خطية وجهها الى الرئيس عون غداة اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، معتبرا ان “مشاركة الرئيس عون في القمة الاسلامية سيساهم في تعزيز قضية القدس”.
واشار اردوغان في رسالته الى ان “الموقف الاميركي حول القدس، يتعارض مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة، وفي مقدمتها قرار مجلس الامن الدولي رقم 478، وما ورد في هذا التصريح في ما يتعلق بوضع القدس، باطل دون ادنى شك ومرفوض برمته من قبل الامة الاسلامية. ولقد اكدت منظمة التعاون الاسلامي، مرارا وتكرارا، عبر القرارات التي اتخذتها والبيانات التي أصدرتها منذ نشأتها، على عدم قانونية اي خطوة تهدف الى تغيير وضع مدينة القدس، ورفضها لها رفضا تاما. والانهاء الفوري للاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، يعتبر ضرورة تاريخية ووجدانية وانسانية في نفس الوقت. فلا يمكن تحقيق السلام في المنطقة الا عبر اقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وتتمتع بالاستمرارية الجغرافية ضمن حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما توافق حوله المجتمع الدولي ونصت عليه قرارات الامم المتحدة”.
واشار الى ان “القمة سوف تعمل للوصول الى موقف مشترك حيال القرار الاميركي، الذي لن يؤدي الا الى نشوء الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، ونسف اجواء السلام فيها بشكل خطير، وان نعلن بكل وضوح عن عدم قبولنا بأي مبادرة ترمي الى تغيير وضع مدينة القدس. وبصفتي رئيس القمة الحالية لمنظمة التعاون الاسلامي، فقد قمت شخصيا بدعوة العالم بأسره الى رفض واستنكار هذا التصريح اللاقانوني”.
خوري
الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية ودبلوماسية وابداعية.
سياسيا، استقبل الرئيس عون النائب الدكتور وليد خوري، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة في ضوء المستجدات الاخيرة، كما تناول البحث حاجات منطقة جبيل والمشاريع التي يتم تنفيذها في القضاء.
مجلس الكتاب العدل
والتقى الرئيس عون، وفد مجلس الكتاب العدل في لبنان برئاسة جوزف حسيب بشارة، الذي شكر الرئيس عون على “الاهتمام الذي ابداه لمطالب الكتاب العدل في لبنان”، مشيرا الى ان “المجلس انتخب في 8 تشرين الثاني الماضي في انتخابات نموذجية وديموقراطية وروح رياضية”. وتناول “طبيعة عمل الكتاب العدل المنتشرين في كل المناطق اللبنانية والذين بلغ عددهم 220 كاتب عدل”، عارضا لعدد من مطالبهم.
واشار بشارة الى ان “الاتحاد الدولي للكتاب العدل سوف يعقد مؤتمره السنوي في بيروت خلال شهر كانون الثاني المقبل، وان المجلس اللبناني بات عضوا في الهيئة الفرانكوفونية لكتاب العدل”. ونوه ب”الدور الذي لعبه وزير العدل سليم جريصاتي في تعزيز وضع الكتاب العدل وتحقيق مطالبهم”.
رئيس الجمهورية
وهنأ الرئيس عون المجلس الجديد للكتاب العدل في لبنان، متمنيا لرئيسه واعضائه التوفيق في مهامهم، لافتا الى “المسؤولية التي ينتهجها كاتب العدل خلال ادائه عمله ودوره الى جانب القضاء”، مشددا على “اعتماد الشفافية والمناقبية العالية التي تكسب عمل الكاتب العدل قيمة مضافة لجهة المحافظة على حقوق المواطنين ومصالحهم وممتلكاتهم”.
يحيى
واستقبل الرئيس عون السفير اللبناني المعين في اليابان نضال يحيى وزوده بتوجيهاته لمناسبة مغادرته الى مركز عمله.
المخترع فؤاد مقصود
وزار قصر بعبدا ايضا المخترع اللبناني المهندس فؤاد مقصود، الذي فاز بلقب “افضل مخترع عربي” في برنامج “علوم النجوم”، حاصدا اعلى درجة من لجنة التحكيم واعلى نسبة في تصويت المشاهدين في العالم العربي.
وشرح المهندس مقصود للرئيس عون تفاصيل اختراعه، وهو عبارة عن “آلة تعمل على جعل الملابس مضادة للمياه والبكتيريا من الخارج، اما من الداخل فتعمل على ضخ الدواء لجسم المريض لمعالجة ثلاث مشاكل صحية هي: الحروق البالغة من الدرجة الثالثة وتقرحات مرضى السكري والتشنجات العضلية”.
وقد اهدى المهندس مقصود اختراعه للرئيس عون، شاكرا الدعم الذي قدمه له خلال المسابقة.
رئيس الجمهورية
وهنأ الرئيس عون المهندس مقصود على الانجاز الذي حققه، مشيرا الى ان “قدرة اللبنانيين على الابداع والتميز وعلى الطاقات التي يجب ان تتضافر في سبيل تعزيز وتحسين الاوضاع في لبنان على المستويات كافة”. وقال: “انه انجاز شخصي بموارد محدودة تحقَّق نتيجة الارادة والعمل وان شاء الله تحقق المزيد من الانجازات فترفع اسم لبنان عاليا”.
وبعد اللقاء قال المهندس مقصود: “زيارتي هي لشكر فخامة الرئيس وكل لبناني على الدعم الذي تلقيته. ومنذ اليوم الاول، تبنى القصر الجمهوري افكاري واعتبرني بمثابة ابنه، ووضعنا استراتيجية تهدف الى فوز لبنان بالمسابقة، ودفع اللبنانيين الى التضامن من خلال هذا الهدف لتحدي دول اكبر منا. لقد حققنا الفوز الصعب من خلال كل لبناني آمن بلبنان وبالقدرة على الوصول الى العالمية من هذا البلد الصغير بفضل قدرات ابنائه”.