دانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان، إرسال السلطات الإيرانية أطفالا للقتال بصفوف قوات الحرس الثوري الإيراني في #سوريا، وذلك عقب نشر التلفزيون الإيراني مقطع مقابلة مع طفل مجند في الثالثة عشرة من عمره، وقال إنه جاء إلى سوريا تحت تأثير قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، المصنف على قائمة الإرهاب.
وذكرت المنظمة في بيان، أمس الجمعة، أن إرسال #الحرس_الثوري الإيراني أطفالا إيرانيين وأفغانا للقتال في سوريا يعتبر “جريمة حرب”، مشيرة أن الطفل الإيراني كان يكرر بفخر أثناء المقابلة بأن عمره 13 عاما، بينما تنتقل عدسة الكاميرا صعودا إلى وجوه رجال ملتحين ومبتسمين يرتدون بزات عسكرية، يبدو أنهم جنود إيرانيون وهم يربّتون على ظهر مجندهم اليافع”.
صبي في البوكمال السورية
ونُشر الفيديو في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، ويحمل شعار “وكالة إذاعة جمهورية إيران الإسلامية” على مواقع إلكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي الإيرانية، يُظهر الصبي في مدينة البوكمال الحدودية السورية. قال إنه “مدافع عن الحرم”، وهو التعبير الذي تستخدمه الحكومة الإيرانية لوصف المقاتلين الذين ترسلهم إلى سوريا والعراق.
يتحدث الصبي الذي يقول إنه من مقاطعة مازنداران الإيرانية، باللغة الفارسية عن دوافعه للانضمام إلى القوات في سوريا ويوجه رسالة إلى الإيرانيين، وبهذا تنتهك إيران قوانين الحرب بتجنيد حكومتها الأطفال، بحسب “هيومن رايتس ووتش” التي وثقت مثل هذه الانتهاكات سابقا، إذ جُنّد أطفال أفغان لم تتعد أعمارهم 15 عاما من قبل قوات “لواء فاطميون” المدعومة من إيران في سوريا.
كما أنه خلال الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينات، استخدمت إيران آلاف الجنود الأطفال ضمن قوات المتطوعين في القتال في أخطر مواقع القتال بتدريب محدود.
وتقول المنظمة إنه “بموجب القانون الدولي العرفي، يُعتبر تجنيد الأطفال دون سن الـ 15 جريمة حرب، حيث يحدد “البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل” 18 عاما كحد أدنى لسن التجنيد أو المشاركة في الأعمال الحربية”.
رفض توقيع على اتفاقية حقوق الطفل
وفي نوفمبر من العام الماضي، رفض اللواء محمد رضا نقدي، القائد السابق لميليشيات الباسيج (التعبئة الشعبية) التابعة للحرس الثوري الإيراني، توقيع بلاده على اتفاقية حقوق الطفل الدولية تحت ذريعة أنه “خلاف للشرع” و”غير عقلانية تماما”، على حد تعبيره.
وتجند ميليشيات الباسيج والحرس الثوري الأطفال في صفوفها لإعدادهم في المشاركة في الحروب حيث قتل العديد منهم في سوريا تحت مسمى “الدفاع عن مقامات أهل البيت” و”الدفاع عن الأمن القومي الإيراني” خلال ست سنوات من تدخل إيران العسكري في سوريا.
ويخشى مسؤولو الباسيج والحرس الثوري والتيار المتشدد في إيران أن يؤدي التوقيع على الاتفاقية إلى حظر مراكز الباسيج في المدارس، حيث تتضمن الاتفاقية بندا لمنع تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة.
وهاجم قائد الباسيج نية الحكومة والبرلمان لللتوقيع على هذه الاتفاقية الدولية قائلا إن “هذا الأمر لن يتحقق إطلاقا”، مضيفا: “من المستحيل أن نطلب من ملايين من الشباب أن يسلموا أسلحتهم ويذهبوا إلى بيوتهم.. هذا تراجع كبيرا والباسيج لا يتراجع أبدا”.
العربية.نت