جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / “النأي بالنفس”صيغة وضعتها حكومة ميقاتي وكرّستها تسوية عون-الحريري
ميقاتي

“النأي بالنفس”صيغة وضعتها حكومة ميقاتي وكرّستها تسوية عون-الحريري

كتب جورج شاهين في صحيفة “الجمهورية”: “يكتسب الجدل حول مفهوم “النأي بالنفس” طابع “الجدل البزنطي” فيحاكي التطوّرات السياسية قبل الدستورية. فالمعادلة متقلّبة تَناوَب اللبنانيون على المطالبة بها أو رفضِها منذ أن طرحت مخرجاً لإبعاد لبنان عن نيران المنطقة. فاللبنانيون منخرطون في حلفَين يقودان الحروب فيها ولم يتفوّق أحدهما بعد. وهو ما طرَح أكثر مِن تفسير لهذه المعادلة لفقدانِه في المعاجم العربية واللبنانية حتى اليوم. ليس مستحيلاً على من يفقهون معاني بعض المصطلحات العربية المطاطة تسخيرها لترجمة معادلات سياسية جديدة تحاكي الواقع اللبناني بكل تعقيداته الداخلية الديمغرافية والطائفية. ورغم اعترافهم بأنها تفاهمات مرحلية للعبور من محطة الى أخرى بأقلّ الخسائر، فقد تحوّلت “معادلات سياسية” مؤقّتة تحكّمت بالبلد لفترات متفاوتة.

ووفّرت الحد الأدنى من الاستقرار الهش بعيداً من الاستقرار المستدام الذي يَنشده اللبنانيون ويُبعدهم عن مسلسل المآسي التي زُجَّ بها البلد الصغير بين فترة وأخرى على مدى عقدين ونصف في نهاية القرن الماضي”.

وأضاف: “لقد كان ذلك قائماً، قبل أن يزور ما سُمّي بـ”الربيع العربي” بلدانَ المنطقة فأسقَط عروشاً وأنظمة وألغى حدوداً بين بلدٍ وآخر، وأنهى عقوداً مِن السيطرة لشخصيات وعائلات وأحزاب من دون ان تستقرّ الحياة السياسية في معظمها بعد. ولذلك فقد عاشَ لبنان طوال العقود الماضية مسرحاً لنزاعات الآخرين يَشهد على حروبهم بالإنابة عنهم الى ان تحوّلَ أخيراً منطقةً هادئة يتفرّج ويراقب الانقلابات في دولهم وساحاتهم من دون ان تنعكس على امنِه واستقراره الداخلي.

ومرَدُّ ذلك الى الرعاية الدولية التي حظيَ بها لبنان حتى اليوم على رغم حجمِ الهزّات وتردّداتها. فكلّ المتقاتلين على الساحات العربية من العراق وسوريا الى اليمن والبحرين حرصوا على إبعاد لبنان عن هذه التطوّرات وانعكاساتها السلبية على الاستقرار الداخلي بفِعل المعادلات الداخلية التي ابتدَعها اللبنانيون برعاية إقليمية ودولية، فانتشرت ظاهرة أوراقِ التفاهم والصيغِ التي تنظّم خلافات اللبنانيين من دون أن توفّر الحلَّ النهائي.

ومِن بين تلك الصيغِ التي ابتدِعت كانت صيغة “النأي بالنفس” التي اخرَجتها الى العَلن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 والتي نادى بها على خلفية منطقِ “الوسطية” الذي خبرَته الساحة اللبنانية في الحكومة المؤقّتة التي اعقبَت اغتيالَ الرئيس رفيق الحريري لأشهرٍ عدة وانتهت مهمتُها في انتخابات 2005 والتي وفّرت عبوراً من مرحلة الى اخرى بأقلّ الخسائر رغم ما شهدَته تلك المرحلة من اغتيالات طاوَلت عدداً من الشخصيات.

وعلى هذه الخلفية حاولت الحكومات المتعاقبة تطبيقَ هذا المبدأ الى ان كرّسته التسوية السياسية التي عقِدت على شكل صفقةٍ رئاسية – حكومية جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية قبل عامٍ وشهر وبالرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة على وقع ما سُمّي “ربط النزاع” بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”.

لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.