خرجت الهيئة الاستشارية للتخطيط والانماء بالتعاون مع قطاع الشباب في تيار “المستقبل” طرابلس، 50 متدربا خضعوا لدورة “أساسيات التخطيط الاستراتيجي”، برعاية صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبدعم من نقابة المهندسين في طرابلس والشمال، بحضور النائب سمير الجسر، نقيب المهندسين في طرابلس والشمال بسام زيادة، عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” ربى دالاتي، المنسق العام للتيار في طرابلس ناصر عدرة، ممثلين عن الصندوق ورئيس والهيئة الاستشارية.
أرناؤوط
بداية، تحدث منسق قطاع الشباب في تيار “المستقبل” في طرابلس علاء أرناؤوط، فنقل تحيات منسق عام القطاع محمد سعد، وقال: “بعد المؤتمر العام، رأت قيادة قطاع الشباب انه لا بد من ان تكون هذه المرحلة ذات رؤية واهداف واضحة. ومن هذا المنطلق، قمنا بعدة ورشات عمل ولقاءات، واستكمالا لما قمنا به كان علينا تعميم التجربة على شريحة اوسع من الشباب، وحتى يكون عملنا ناجحا قمنا بتلك الدورة كمدخل لمشاريعنا القادمة المبنية على رؤية واضحة الاركان”.
عرابي
والقى محمد عرابي كلمة صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فركز على أهمية “روح التعاون والفريق والعمل الاجتماعي”، موضحا أنه “تم تدريب زهاء 100 ناشط من الحقل العام، كما يتم تدريب شباب من طرابلس من المتسربين مدرسيا وطلاب الشهادات لتطوير قدراتهم في كافة الميادين”، آملا أن تتحول “العاصمة الثانية من أم الفقير الى أم المبادرات والانتاج، وتأمين فرص العمل، والتي لا يمكن توفرها دون بناء القدرات المؤسساتية والمجتمعية وأهمها البلدية وبالشراكة التامة لتشكل رافعة فعلية للاقتصاد الوطني”.
وقال: “إننا امام تحد كبير يتجلى بنقل المكتسبات وتطبيقها، وإن العمل المؤسساتي والجماعي هو ما تحتاجه المؤسسات والجامعات التربوية والشبابية، حيث يشكل التدريب وسيلة لكل طامح الى التغيير”.
علم الدين
أما كلمة الهيئة الاستشارية للتخطيط والانماء، فألقاها محمد علم الدين الذي نوه بالدورة وما تقدمه للشباب، مثنا دور نقابة المهندسين في طرابلس والشمال والتي “أصبحت مهتمة بقضايا التنمية ومشاريعها وتوفير سبل الدعم لها”.
وأكد “حرص قطاع الشباب في تيار المستقبل على تعميم التجربة من خلال اطلاق الدعوة لكل الشباب الجامعي في الشمال للمشاركة في الدورة، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والاجتماعية”، مشددا على أن “هذا النشاط ما هو الا مدماك أولي في مشروع النهوض الذي تتوخاه الهيئة الاستشارية للتخطيط والانماء، ومن ضمن سلة أهداف هي بمثابة خارطة الطريق اللازمة لرفد القطاعين العام والخاص، بالمعلومات والمشورات الضرورية، لوضعها موضوع التنفيذ”.
وأعلن عن “تنظيم دورة لاحقا بمشاركة خبراء من وزارة الدولة لشؤون المرأة ونقابة المحامين والهيئة ذوي الاختصاص”.
زيادة
من جهته، قال زيادة: “هذه الثلة من المتدربين على أساسيات التخطيط الاستراتيجي، تعزز ثقتنا بأن مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخلفه الرئيس سعد الحريري، ما تزال تنبض حياة وشبابا، وبأن دور الشباب في النهضة الاقتصادية والسياسية والعمرانية في بلدنا لها الحيز الكبير”.
أضاف: “يأتي دعمنا في سياق علم المستقبل، فكيف وأن يكون من يقوم به هم شباب مدرسة تيار المستقبل، ورائدها الشهيد الحريري، الذي أسس لقيامة لبنان الجديد، بعد أن كان وطننا على وشك الزوال، كان الحلم الذي وضعه رفيق الحريري، لتحويل لبنان الى منارة في هذا الشرق، لم يتحقق ذلك لكن لم نفقد الحلم بوجود الرئيس سعد الحريري وبوجودكم”.
وتابع: “نحن كنقابة مهندسين في طرابلس والشمال نقول لكم إننا وبكل ثقة سندعم وبقوة كل الشباب الساعي الى تطوير هذا البلد، ولسوف يأتي عليكم الدور يوما في تولي دفة القيادة في المجتمع فلتستعدوا من الآن لهذا اليوم، إنكم ثروتنا ومستقبلنا، ولهذا نحن لا نستخف بقدراتكم. وأهنئكم بهذا اليوم الذي أثبتم فيه نيل شهادات التدريب التي ستتحول مع الأيام مشاريع حقيقة للنهوض، وإن سعيكم لسوف يرى”.
الجسر
بدوره، هنأ الجسر بذكرى المولد النبوي الشريف، وأكد على أهمية دورات التدريب التي “تساعد على استخدام العلم وايصاله الى الآخرين، وكذلك مهارات الاتصال التي لها لزوم في كل ضروب الحياة، وفي مجال العمل أو طلبه”.
ولفت الى أن “دورة التخطيط الاستراتيجي على أيدي مدربين، مهمة على صعيد مراحل الاعداد والتطبيق وصولا الى مرحلة الرقابة والتقييم، والتي تهدف الى التأكد من صحة التفكير ودقة التخطيط وكفاءة التنفيذ وكذلك التقييم الذي لا يقوم بدون قياس”.
وأكد أنه “لم يعد من الممكن التعاطي بكل الامور السياسية وغيرها من الامور الخدماتية والتجارية والصناعية بالعفوية التي كانت تعالج بها في السابق”، مشيرا إلى ان “سر نجاح المؤسسات صغيرة كانت أم كبيرة، يكمن في التخطيط الاستراتيجي، وهذا سر الامم المتقدمة التي تعتمد التخطيط الاستراتيجي في كل شيء، وهو الذي لا بد من اعتماده في الدولة سواء في المسائل السياسية أو غيرها”.
ورأى أن “أحد المناخات الضرورية لأي تخطيط سواء المشاريع العامة أو الخاصة هو الاستقرار السياسي”. وقال: “لقد شعر اللبنانيون خلال الشهرين الماضيين بموجة الخوف التي اجتاحت لبنان، وانتابتهم نتيجة التخوف من جو الشائعات التي أحاطت بالبلد، منذرة بالحرب على لبنان وحرب أهلية وحصار مالي واقتصادي، الامر الذي أوصل الى الازمة السياسية، ما هدد الاستقرار وكاد أن يودي بكل تخطيط بناء”.
أضاف: “كاد عباقرة السياسة، ولاهداف صغرى وأنانية، أن يدفعوا البلد الى جو صدام داخلي ومع المحيط مع عمقه العربي، وخاضوا في الاجتهادات الدستورية بهدف ابعاد الرئيس سعد الحريري عن الحكم، بعد ما كادوا من دسائس وافتراءات، لكن الله حفظ لبنان، والتضامن السياسي الذي أبدته القوى السياسية على مختلف مشاربها وحكمة القيادات السياسية أبعدت الكأس المرة عن لبنان، ومكنت القيادات من استعادة المبادرة وتغليب المصلحة المتمثلة بسياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة”.
وتابع: “لقد كشفت الازمة من خلال الشدة التي أظهرتها العقول السياسية في لبنان، بالتمسك بالرئيس الحريري كعامل استقرار للبنان بل كعنوان للاستقرار فيه، نتيجة نهجه الحكيم بالتعاطي مع الامور بواقعية سياسية تدرك خلل التوازنات السياسية في لبنان، بقدر ما تدرك الخلل الحاصل في التوازنات السياسية في المنطقة وتداعياتها على لبنان، دون ان تفرط بالثوابت الاساسية، واستعاد بالتالي لبنان، بعودة الرئيس الحريري، استقراره بعد أن أبعد شبح المخاوف عن الوطن، وعاد المناخ السياسي صالحا لكل تخطيط ولكل عمل جاد. وهنا أتذكر قول الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يصح الا الصحيح”.
بعد ذلك، تم توزيع الشهادات على المتدربين.