يزداد الخوف يوماً بعد يوماً، داخل المؤسسات الإعلامية في السعودية، بعد واقعة الرابع من تشرين الثاني، إذْ تمّ احتجاز أمراء وأصحاب إمبراطوريات إعلامية في السعودية.
وبعيداً عن المنحى السياسي الذي تتخذه كل هذه القضايا، وتهم الفساد داخل تلك المُؤسّسات، أسئلة كثيرة تُطرح اليوم حول مستقبل الإعلام السعودي الترفيهي تحديداً، وإمكانية الصمود ماديًا وإدارياً في مواجهة ما يسمّى آلة الحرب على الفساد. وهل بالإمكان الاستعانة بخطط أخرى، وضعها بعض المسؤولين عن هذه المؤسسات، لكنهم لم يعيروها اهتماماً، حتى وقعت الواقعة بداية الشهر الحالي، وضاعت المسؤولية وبدأت الشائعات تنتشر بشكل هستيري، عن عزل بعض المسؤولين وتردي الوضع المالي، وتوقف الإنتاج. وطاول الكلام عددا من المسؤولين غير السعوديين أيضاً، ويُقالُ بأنّهم شاركوا في الفساد.
قبل عشرة أيام، عُقِد في دبي اجتماع للمسؤولين في شركة “روتانا”، حضره، سالم الهندي، مؤسس ومدير “روتانا” للصوتيات، وحمد الناصر، المسؤول ومدير إذاعات روتانا، وفراس خشمان نائب الهندي. وبحسب مصادر خاصة، فإن هذا الاجتماع جاء نتيجة لقرار التوقيف الذي طاول الأمير الوليد بن طلال مالك “روتانا”. وعمد المجتمعون إلى التباحث بمختلف الخطط المفترض أن تُبقي الشركة، أقله على حالها. علمًا أنَّ “روتانا” هي من أكثر الشركات العربية التي عاشت قضايا ومشاكل فساد منذ عشر سنوات. يومها، وفي قرار ضمني، لم يخرج إلى العلن كل شيء، تولى فارس الهندي قيادة الشركة رغبة في منصب “مدير روتانا للصوتيات” والذي مكث فيه لأكثر من عشرين عاماً، ولا يزال حتى اليوم يشغله
الهندي الذي واجه مشكلة أكبر بين عامي 2008 و2009 وأزمة في 2012. وبعد الأزمتين تحولت “روتانا”، وصارت تجمع قلة قليلة من الموظفين الذين ينفذون أوامر الهندي فقط، وتراجع مجموع إنتاجها الغنائي الصوتي، وكذلك صناعة الـ”فيديو كليب” العربي، والذي كانت من أوائل الشركات الفنية التي تبنت صناعته قبل عشرين عاماً.
الأهم في هذا الاجتماع هو ما صدر عنه، من طمأنة للأفراد العاملين في “روتانا”، وهم قلة قليلة. وكان الاتجاه مجدداً إلى تنظيم الحفلات، والشراكة في بعض الحفلات التي تُقام في السعودية في هذه الفترة، بعد الإعلان عن إنشاء هيئة الترفيه، وتولي تركي آل الشيخ، منصب رئيس هيئة الرياضة في المملكة. ويُقال أنّ صداقة قديمة تربط بين تركي آل الشيخ وسالم الهندي، وهي ما عززت استمرار الهندي حاكماً وحيداً في “روتانا”، بعد تفاقم الأزمة المالية.
ويُحكى عن وجود عقود خاصة يسمح فيها الوليد بن طلال لسالم الهندي بالتصرف واتخاذ القرارات التي يراها مناسبة من دون الرجوع إليه. بل يخضع الهندي لسؤال بعض مستشاري الأمير، بين فترة وأخرى، في وقت كان الوليد بن طلال قرر بيع ما تبقى له داخل “روتانا” من أسهم إلى شركة عالمية، ليصبح لها الحق في التصرف بكل إنتاج “روتانا”. ومن هذه الشركات، شركة “يونيفرسال” العالمية، لكن التوافق لم يتم بين الشركتين لأسباب مجهولة.
(العربي الجديد)