استهل مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط- الإدارة العامة، نشاطه الأول اليوم، بمؤتمر مشترك عقدته جمعية مدراء المعلوماتية في لبنان بالتعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط بعنوان “الإتجاهات والإبتكارات في عالم التكنولوجيا”، وذلك برعاية وزير الإتصالات جمال الجراح وحضوره، الى جانب المدير العام رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، المدير العام لشركة اوجيرو عماد كريدية، رئيس جمعية مدراء المعلوماتية في لبنان الدكتور نظاريت نيكوليان وممثلي شركات تكنولوجية وخبراء وأكاديميين في مجالي الإتصالات والتكنولوجيا.
استهل الإفتتاح بالنشيد الوطني، ثم عرض لفيلم وثائقي عن المركز، فكلمة لرئيس دائرة المعلوماتية في شركة طيران الشرق الأوسط أديب شريف قال فيها: “إن هذا الإنجاز هو نتتيجة إيمان محمد الحوت بأن بناء المؤسسات المتطورة والمواكبة للتقدم العالمي تساهم في بناء اقتصاد وطني متقدم. ان هذا الإنجاز هو مؤشر على الجهد الكبير والتفاني لجعل شركة طيران الشرق الأوسط رائدة في الإبتكار، التكنولوجيا والتدريب، شاكرين له تشجيعه وتقديمه لهذا المركز المتميز لإقامة مؤتمرنا اليوم”.
أضاف: “تماشيا مع استراتيجيتها الأصلية، أصبحت جمعية CIOLEB معروفة باعتبارها الحاملة لشعلة العلوم والتكنولوجيا والإبتكار في لبنان لتعزيز القيمة الاستراتيجية التي تضيفها تكنولوجيا المعلومات الى المؤسسات والشركات والتي تساهم في تنمية الإقتصاد الوطني. تركز CIOLEB باستمرار على الإتجاهات الرئيسية في تطور التكنولوجيا ونشرها، وتسعى جاهدة لسد الفجوة بين الإتجاهات العالمية والتقدم التكنولوجي وتطبيقاته في مختلف المجالات في لبنان. ان الCIOLEB تضم نخبة من رؤساء تقنية المعلومات البارزين في CIOS والذين يتمتعون بخبرات عالية وتجارب طويلة في حقل المعلوماتية حيث أصبحوا سفراء لتنفيذ هذه الرؤية وتحديد مواضيع البحث في هذا المؤتمر. ان مهمة الCIOS بغض النظر عن القطاعات التي ينتمون اليها، سواء القطاع المصرفي أو الصحي أو الطيران أو البناء او أي قطاع آخر حيث التكنولوجيا موجودة في صميم مهتمهم، هي اقتراح الخطوات المناسبة لتعزيز بيئة أكثر شمولا لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات”.
وتابع: “ان مواكبة التغيير والتطور التكنولوجي يواكبه مخاطر جمة وإدارة هذه المخاطر يتطلب تعاون رؤساء وأصحاب الشركات. هذه هي الحكمة التي أعلم ان الكثير منا يدركها جيدا، نحن المجتمع اللبناني، لدينا أكثر من ألف سبب وسبب لكي نخاف ومن أشياء كثيرة، ولكن بغض النظر عن وضعنا السياسي والتحديات الإقتصادية، التغيير هو أكبر المخاوف التي تراود الكثير من مدرائنا اليوم ومواجهة هذا الخوف هو بتبني بناء التغير وليس تجاهله، من اجل مجتمع أفضل وبناء اقتصاد رقمي متقدم”.
الجراح
ثم كانت كلمة للجراح استهلها بتوجيه التهنئة الى الحوت على “الإنجاز الحضاري الذي يبعث رسالة الى كل العالم وكل اللبنانيين باننا قادرون على الإنجاز”. وأشار الى ان “اطلاق اسم حاكم مصرف لبنان على قاعة المؤتمرات دليل على اننا نقدر الأشخاص الذين يعملون ويعطون بلدهم ويحققون قصص نجاح”.
وقال الجراح: “التقي اليوم بمجموعة خبراء ومدراء أخذوا على عاتقهم وضع البلد حيث يستحق، وطبعا عندما تتوفر الظروف المناسبة يستيطعون الإنجاز نحو الأفضل كما هو الحال مع رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط”.
وأمل “أن تتوفر الظروف المناسبة لتحقيق كل ما هو خير لمصلحة البلد وخاصة في مجال الإتصالات.
أضاف: “نحن في الوزارة أخذنا على عاتقنا ان نعطي للبنان أيضا قصة نجاح، فوزارة الإتصالات هي شريك أساسي معكم حتى تستطيعوا تحقيق النجاح من أجل البلد، وقد وضعت خطة عمل وخارطة طريق لأن لها مهاما رئيسية، وكما هو معروف فإن لبنان تراجع مع الأسف خلال السنوات ال10 الأخيرة في مجال الإتصالات بعد ان كنا الاول في المنطقة، فأصبحنا آخر بلد لدرجة ان المواطن الذي يصله ميغاوات واحد من سرعة الأنترنت يعتبر بأن وضعه جيد، والذي يستطيع أن يحصل على خط تلفون خلال شهرين أو ثلاثة يكون عنده واسطة كبيرة”.
وقال ان أول ما اكتشفه في الوزارة “وجود مئة الف طلب خط أرضي، ولا نستطيع تلبية طلبات المواطنين لأن السنترالات قد وضعت منذ أيام الشهيد رفيق الحريري عام 1994 ومنذ ذلك الوقت حتى عام 2017 لم يزد أحد أي برغي، أي منذ 23 عاما، البلد تتطور ومؤسسات جديدة تنشأ وسنترالاتنا منذ العام 1994. لذلك فان أول ما قمنا به في الوزارة هو تغيير السنترالات التي أصبحت اليوم جديدة والأسبوع المقبل سيكون First-call للسنترالات الجديدة، وسنباشر بتلبية طلبات المواطنين تبعا للتكنولوجيا الجديدة، وبأسرع وقت. ونأمل أن تؤدي السنترالات الجديدة هدفها الى 10 أو 12 سنة مقبلة”.
ولفت الى ان “تكلفة كل السنترالات الجديدة بلغت 12 مليون دولار اميركي، بينما الخط الأرضي يعطي الدولة 50 دولارا شهريا، وبالتالي فإن مئة الف خط تغطي تكلفة السنترالات الجديدة، ومع ذلك منذ 23 عاما لم ننشئ سنترالات”. وقال: “الحاجة ملحة لصيانة الشبكات. ان شركة اوجيرو تباشر عملها في الصيانة حتى نستطيع تقطيع المرحلة الإنتقالية بين النحاس والألياف الضوئية حتى نستطيع تقديم الخدمات للمواطنين، وقد استطعنا من خلال هذه الصيانة الوصول الى 8 و12 وفي أماكن 23 ميغا. بجهد معقول ولكن بإرادة صادقة اننا نريد الإنتقال بهذا البلد من مكان الى آخر”.
أضاف: “ايضا وجدنا أسعار الانترنت عالية ومرهقة للمستهلك فتوجهنا الى مجلس الوزراء وخفضناها بشكل كبير وبشكل يتحمله المواطن والشركات، واكتشفنا ايضا وجود خطوط انترنت دولية، لدينا 750 ألف خط مدفوع ثمنها ولكنها غير متاحة لسبب لا نعرفه حتى الآن. وفي 8 أشهر مرت بعنا 60GK مع العلم انه خلال 10 سنوات مرت تم بيع 80 جغا فقط”.
وتحدث عن “التسهيلات التي قدمتها وزارة الاتصالات الى تلاميذ الجامعات وذلك بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تشجيعا لهم لانهم مستقبل لبنان”.
واعتبر ان “التحدي الأساسي لنا هو إيصال الألياف الصوتية الى كل لبنان وفي كل الأقضية على الاراضي اللبنانية فيستطيع المواطن اللبناني الحصول على 50 ميغا”.
كما تحدث عن “الأهمية الاقتصادية لهذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 300 مليون دولار كحد أقصى على أربع سنوات، لكنه في السنة الثانية او نصف السنة الثالثة يرجع الكلفة وفي نهاية السنة الرابعة يكون قد دخل الى البلد مليار دولار. ويكون المساهمة بنسبة واحد ونصف بالمئة من عملية النمو في البلد. وفي هذا القطاع فقط نستيطع زيادة النمو في الناتج القومي”.
واعتبر الجراح “اننا نقوم بكل ذلك في ظروف صعبة، والكل يعرف حجم الهجوم علينا وعلى أوجيرو، وبمعنى انه يوجد ناس في البلد تقول لنا ممنوع العمل ولكننا سنقدم لهذا البلد كل ما يمكن بالرغم من كل الظروف”.
واذ لفت الجراح الى ان “العديد من المؤسسات الكبيرة تترك لبنان بسبب موضوع الانترنت”، وقال انه يعمل “مع فريق عمل مؤمن بهذا البلد”.
كريدية
بعد ذلك كانت مداخلة لكريدية تحدث فيها عن التحديات التي تواجه الشركة وعن رؤية الشركة للاعوام المقبلة، وقال: “ان الشركة قادرة على التغيير نحو الأفضل ومستعدة لذلك، ومع نهاية العام 2018 فان ما نسبته 85% من مستخدمي الانترنت سيحصلون على 50 Mbps على الاقل”.
كما تحدث عن “تحديات واجهت الشركة ومنها غياب الصيانة الدورية وضعف البنى التحتية وغياب الخطط والدوافع الذاتية”.
ثم كانت مداخلات لمدراء وخبراء في مجال الاتصالات، وقد تخلل المؤتمر تسليم دروع تكريمية للجراح والحوت وكريدية والعديد من المشاركين.