جاء بيان وزراء الخارجية العرب ليكشف أنّ منطقة الشرق الأوسط قادمة على مرحلة جديدة من التعاطي العربي مع إيران و”حزب الله” في لبنان.
وبات جليا ان لهجة البيان المختلفة عن البيانات السابقة، والتي تضمت اتهاما مباشرا لحزب الله بالإرهاب وتسليح الجماعات الإرهابية، تؤكد ان قرار المواجهة مع الحزب وايران قد إتخذ.
صدى البيان كان له وقع كبير في الولايات المتحدة الأميركية التي يذكر رئيسها، دونالد ترمب كل يوم بخطر ايران وضرورة مواجهتها، وفي هذا الاطار اعتبر، د.وليد فارس، الخبير السياسي في شؤون الشرق الأوسط، ومستشار ترامب خلال حملته الانتخابية، “إن البيان الذي اطلقه وزراء الخارجية يعد حلقة جديدة من حلقات تطور السياسة العربية الجديد منذ قمة الرياض”.
استراتيجية عربية موحدة
ورأى فارس أن “القرارات تجاه ايران وحزب الله تعد تطورا مهما في إيجاد استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الانفلاش الإيراني وتهديد حزب الله الإرهابي، كما أن الموقف العربي يتلاقى مع موقف الإدارة الأميركية والكونغرس، وبالتالي يمكن الكلام عن وجود تحالف عربي-اميركي استراتيجي لم تشهد المنطقة مثيلا له منذ الحرب الباردة”.
التحالف اصبح اقوى
الحديث عن عدم دخول العرب في حرب مع ايران بالوقت الراهن هل يعد مؤشرا على ان احتمالات الحرب ستكون مفتوحة في الفترة القادمة، سؤال يرد عليه فارس قائلا، “رفض الهيمنة الإيرانية واعتبار حزب الله إرهابي لا يعني الذهاب نحو الحرب بل يؤكد وجود تحالف عربي عريض موحد مدعوم اميركيا. اليوم هناك استراتيجية عربية مختلفة لردع ايران وتمددها في العراق سوريا اليمن ولبنان، والامر الأهم ان دولا عربية لم تكن منخرطة الى جانب دول الخليج في مواجهة حزب الله كمصر والأردن وتونس والمغرب صوتت لصالح القرار، وهذا يعني ان التحالف اصبح اكبر مما كان عليه منذ بضعة سنوات”، وتابع، “اما الحرب فهي مسألة تتعلق بردة فعل على الاعمال الإيرانية العدوانية، فاذا استمرت طهران باطلاق صواريخ عبر ميليشياتها فلا شك سيكون هناك قرار عربي رسمي سيتخذ وستدرس الدول العربية خطواتها مع حلفائها الاميركيين، والغربيين.”
وأضاف، “الموقف العربي الجديد يتكامل مع الموقف الأميركي حيال مواجهة الميليشيات الإيرانية، والدعم الاميركي سيكون واضح اما في كيفية تنفيذ الدعم فيتوقف عند الحالات الموجودة، وهناك تشاور مستمر بين القيادتين العربية والأميركية”.
نهاية الستاتيكو في لبنان
أما فيما يتعلق بالداخل اللبناني، أشار فارس “إلى ان هذا الموقف سيكون له تأثير على الساحة اللبنانية فالستاتيكو القديم الذي كان ثابتا منذ أيار 2008 والذي اعطى الحزب السيطرة على مقاليد البلاد انتهى إقليميا وبالتالي الدول العربية سوف تعمل على عزل حزب الله وفك ارتباطه بالشعب اللبناني، وهناك كلام جدي عن رعاية عربية أميركية للمعارضة في لبنان”.
ولفت، “إلى ان حزب الله وصل الى اعلى درجات نفوذه في الداخل بفضل بعض السياسيين اللبنانيين، ولكن الموقف العربي الجديد سيضع رجال السياسة في لبنان بين خيارين، ٍفاما ان يكونوا الى جانب حزب الله اأو في الموقع المعارض له.”
(جواد الصايغ – إيلاف)