تسود حالة من الهدوء مخيّمَ عين الحلوة في أعقاب جريمةِ اغتيال الفلسطيني محمود أحمد حجير في سوق الخضار، والحادثِ الأمني الذي وقع بين حيَّي الطيرة والرأس الأحمر وتمثّلَ بإطلاق نار وإلقاء قنبلتين، فقد فَتحت المدارس التابعة لوكالة «الأونروا» أبوابَها، فيما فضّلَ الكثير من ذوي الطلّاب عدمَ إرسالِ أبنائهم إليها خشيةً مِن تطوّرِِ أمنيّ مفاجئ، وتمّ تشييع حجير عصر أمس من مسجد «الفاروق» في الشارع الفوقاني، في وقتٍ باشرَت لجنة التحقيق التي شكّلتها «القوّة المشتركة» الفلسطينية عملَها لكشف الجُناة.
وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ اللجنة توصّلت من خلال ذوي القتيل حجير إلى أنّ مَن هدّده واغتاله عنصرٌ ينتمي لجماعة بلال بدر ويُدعى حسن فولز، وهو متوارٍ عن الأنظار، وأنّ رفيقه ومن يملك سرَّه ومعرفة تحرّكاته هو أحمد شرارة المعروف بأحمد عزب.
وأثناء قيام عناصر من القوّة المشتركة الفلسطينية والأمن الوطني الفلسطيني بقيادة قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي بمحاولة اعتقال عزب، ولدى المناداة عليه باسمِه في منزله في حي الطيري، وهو ابنُ عمّ الإرهابي ساري حجير الذي أوقفَه الأمن الفلسطيني وسلّمه لمخابرات الجيش، استطاع عزب الفرارَ مِن المنزل الذي كان يتحصّن فيه، ودارت اشتباكات بين مجموعات العرموشي ومجموعة مقنّعين تابعين لمجموعات إرهابية تابعة لبدر، ممّا أدّى إلى احتراق منزل وتضرّرِ آخر لآل طحيبش وإصابة فلسطيني.
وأعقبَ ذلك حالةٌ من الرعب في صفوف أهالي الحي الذين حوصِروا في منازلهم، في ظلّ إطلاق الرصاص وقنبلتين يدوّيتين، وباشرَت عناصر ودوريات العرموشي بالتفتيش عن أحمد شرارة في محاولةٍ لاعتقاله.
وطرَحت عملية اغتيال حجير على أيدي المطلوبين من جماعة الإرهابي بدر تساؤلاتٍ حول عودة الاغتيالات إلى المخيّم ووقوفِ لجنة ملفّ المطلوبين موقفَ المتفرّج وعدم القيام بعمليات أمنية صادرة عن غرفة العمليات الفلسطينية باستدراجهم واعتقالهم، كما ظهرت تساؤلات أخرى عمّن عاد إلى استخدام عين الحلوة منصّةً لاستهداف القرار الأمني اللبناني، ولمصلحة مَن عدمُ تسليم هؤلاء المطلوبين سلاحَهم وأنفسَهم للدولة لإنهاء ملفّاتهم الأمنية، وهل يبقون ألغاماً تنفجر بالمخيّم يوماً بعد يوم فتودي بحياة سكّانه واستقراره.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الجمهورية» إنّ الهدف من إعادة الاغتيالات إلى المخيّم أوّلاً هروب الجماعات المطلوبة وعدم تسليم نفسها للّجنة المعنية أو الدولة، مشيرةً إلى أنّ تلك الجماعات وإنْ حاولت رفعَ منسوبِ التوتّر في المخيّم فإنّ التصدّي الحاسم والحازم ستلقاه هذه المرّة على أيدي مجموعات العرموشي التي سبق لها أن تمكّنَت من طردِ بدر من حي الطيري وفرَضت الأمنَ والاستقرار في المخيّم، وإنّ هذه المجموعات وقائدها العرموشي لديهما تعليمات من مدير المخابرات الفلسطينية في رام الله اللواء ماجد فرج بالتصدّي لكلّ العابثين بأمن عين الحلوة مهما كانت قوّتهم خشية الإطاحةِ بالمخيّم مِن خلال مخططاتهم وارتباطاتهم الإقليمية المخابراتية، والتعاطي معهم كقتَلةٍ ومجرمين وجبَ استئصالهم من جسدِ المخيّم.
وأمس، سلّم الفلسطيني أحمد عماد ياسين من سكّان حي الطوارئ نفسَه لمخابرات الجيش اللبناني عند حاجز الحكومي لإنهاء ملفّه الأمني، وهو نجلُ أمير «داعش» في المخيّم عماد ياسين الموقوف لدى القضاء اللبناني، بعدما كانت مخابرات الجنوب في الجيش قد استدرَجت نَجله الأوّل منذ أسبوع من داخل المخيّم.
إلى ذلك، استقبل الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد وفداً من الجبهة الشعبية – القيادة العامة. تداوَل المجتمعون بالأوضاع العامة في لبنان، بخاصة وضع المخيّماتِ الفلسطينية. وشدّد سعد على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لاسترداد حقوقِه الوطنية، منَبّهاً من المخططات الاستعمارية والرجعية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكّد سعد أنّ المخيمات الفلسطينية حريصة كلَّ الحرص على الأمن والاستقرار في لبنان، محذِّراً من مساعي البعض لتخريب أوضاع المخيّمات وحرفِها عن مهمّتِها الأساسية وهي النضال من أجل القضية الفلسطينية ولا سيّما حق العودة.
(الجمهورية)