نجَحت الديبلوماسية الفرنسية بعد دخولها بقوّة على خط معالجة الأزمة الناشئة من استقالة الرئيس سعد الحريري، فأثمرَت وساطتها مع المسؤولين السعوديين «اتفاقاً» على انتقال الحريري الى باريس في الساعات المقبلة، في وقت أعلنَ قصر الإيليزيه أنّ الرئيس الفرنسي سيستقبله غداً السبت. علماً أنّ الرئيس ماكرون الذي كان قد دعا الحريري وأسرتَه إلى زيارة فرنسا أكّد أنّ هذه الدعوة «ليست عرضاً لمنفى سياسي وإنّما بدافع الصداقة».
وبَرز هذا التطوّر بعد محادثات أجراها ماكرون في الرياض في التاسع من الجاري مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأعقبَتها مفاوضات خاضَها أمس وزير خارجيته جان – إيف لودريان مع وليّ العهد السعودي.
وقالت مصادر عاملة على خط الاتصالات القائمة لـ«الجمهورية» إنّ موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والموقف الدولي معطوفين على المسعى الفرنسي أدّت إلى اتفاق بين ماكرون وولي العهد السعودي على خروج الحريري وعائلته من السعودية غداً السبت إلى باريس لينتقلَ منها لاحقاً إلى بيروت قبل عيد الاستقلال الذي يصادف الأربعاء المقبل.
وكشَفت هذه المصادر أنّ الفرنسيين بَعثوا عبر القنوات السرّية برسالة إلى الرياض تشرَح موقفَ المجتمع الدولي المشدِّد على وجوب عودة الحريري إلى لبنان. وأشارت المصادر إلى أنّ الجميع في لبنان ينتظرون ما سيقوله الحريري، والأمر يعود له في ما سيقول وما سيَفعل، وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه».
وأكّدت المصادر «أنّ لبنان أبلغَ إلى المملكة العربية السعودية وأيضاً عبر القنوات نفسِها أنّه حريص على أحسنِ العلاقات بينه وبينها، وليس في وارد أيّ مواجهة معها، وإنّ ما يريده هو عودة الحريري فقط والخروج من حالة الغموض المرافِقة لظروف استقالته».
(الجمهورية)