جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / مبادرة فرنسية تفتح ابواب حوار سعودي- ايراني على اراضيهـا
مبادرة سعودية خاص636464408013654662

مبادرة فرنسية تفتح ابواب حوار سعودي- ايراني على اراضيهـا

اذا كان ثنائي واشنطن – موسكو يمسك بزمام الامور في الازمة السورية ويحرّك المشهد على ايقاع اتفاقاته ووفق مخططه المرسوم، مقصياً كل من يحاول الدخول على هذا الخط، وقد رفض سابقاً محاولة فرنسا انشاء مجموعة تواصل لتسريع حل التسوية السياسية، فإن باريس التي تراجعت ولم تنكفئ، تبدو متجهة للعب دور قد يفوق اهمية ذاك الذي كانت ستلعبه في سوريا، بوابته الازمة اللبنانية وهدفه اقليمي كبير يتمثل كما تكشف مصادر عربية في فرنسا لـ”المركزية” بجمع النقيضين المتخاصمين الرياض وطهران حول طاولة مستديرة تعقد في باريس التي تملك اكثر من ورقة ضغط يمكن ان تستخدمها لاصابة عصفوري الازمتين الاقليمية واللبنانية بحجر مبادرتها الحوارية.

وتقول المصادر ان المبادرة تنطوي على خريطة طريق ثنائية الهدف لانقاذ لبنان والمحافظة على استقراره عبر اعادة تفعيل المؤسسات لاسيما مجلس الوزراء من جهة واطلاق حوار بين المملكة العربية السعودية وايران يلجم التوتر ويفرمل الانزلاق نحو تدهور كبير قد يصيب المنطقة برمتها. وفيما تشير الى ان وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الموجود في الرياض طرح المبادرة على المسؤولين السعوديين، منطلقا من وجوب تسهيل عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان ليتمكن من سلوك الطرق الدستورية لتقديم استقالته، وتاليا فتح نقاش مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اقتراحات الحلول الممكنة لانهاء الازمة، وضرورة مساعدة السعودية لفرنسا في المبادرة لتتمكن من توفير ظروف عقد طاولة حوار سعودية- ايرانية على اراضيها بعد ترطيب العلاقات واعادتها الى لحظة ما قبل التصعيد الكبير. وفي الموازة سيطلب لودريان من المسؤولين الايرانيين سحب مقاتلي حزب الله من اليمن كخطوة اساسية تساعد على انطلاق الحوار، بحيث تعمل فرنسا في حال نجحت في اقناع ايران بالخطوة، على توجيه الدعوة لعقد طاولة الحوار، خصوصا ان لديها ورقة قوية يمكن ان تستخدمها لحمل طهران على التجاوب، تتمثل بموقفها من الاتفاق النووي المخالف للاميركي الذي يدفع الرئيس دونالد ترامب في اتجاهه لالغاء الاتفاق النووي، وهو ما تعارضه الدول الاوروبية المعنية به وخصوصا فرنسا، بحيث توظف موقفها هذا لتضغط على ايران للقبول بالطرح، بدءا من سحب اذرعها العسكرية من اليمن كخطوة اولى على درب بدء الحوار باعتباره شرطا سعوديا لا رجوع عنه، وتاليا تخفيف التوتر في المنطقة والدفع نحو تسريع خطوات الحل بدءا من الازمة السورية، بحيث يتم التعاون الدولي الاقليمي لانجازه برعاية روسية اميركية ودور فرنسي ومشاركة اقليمية.

وتراهن فرنسا في هذا المجال، بحسب المصادر، على موقفها من ايران لجهة ضرورة الاعتراف بوجودها ودورها في المنطقة، المفترض ان يتم التشاور في شأنه مع الدول العربية بعد تبديل سياستها التوسعية وتصدير الثورة في اتجاه هذه الدول عبر الحرس الثوري وغيره من التنظيمات التي تحركها. فهل تبدل طهران من نهجها وسياستها فتتمكن من ضبط اداء الحرس الثوري، ولجم موجة استفزاز العرب فتدخل الى حوار بناء قد يعطيها في السياسة ما لم تتمكن من حصده عسكريا وأمنيا خصوصا في التسويات الدولية الكبرى الجاري نسجها، ام تمضي في نهجها الاستقوائي الذي يدفع المنطقة نحو الانفجار؟

 

 

المركزية