فيما كانت الأنظار مركزة على هذه الزيارة التاريخية التي أنهاها الراعي عصراً متوجهاً إلى روما، بدت بيروت مشدودة إلى ملف استقالة الحريري الذي أعطى أمس إشارة قوية إلى قرب عودته في أول «تغريدة تَواصُل» مع اللبنانيين منذ استقالته كتب فيها: «يا جماعة أنا بألف خير وإن شاء الله أنا راجع هل يومين خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية، مملكة الخير».
وإذ بدت تغريدة الحريري محمّلة بردّ ضمني على مطالباتٍ رسمية في لبنان نُقلتْ إلى الخارج بضرورة عودة عائلته معه إلى بيروت من ضمن علامات الاستفهام التي رُسمت حول ظروف إقامته في المملكة بعد استقالته، فإن أوساطاً لبنانية مطلعة لم تفصلها ايضاً عن المسار الذي انزلقتْ معه مقاربة هذه الاستقالة إلى محاولة اختزالها بعنوان «عودة الرئيس الحريري» من دون النظر إلى مرتكزها السياسي الذي يتمثّل في البُعد الاقليميي لسلاح «حزب الله» وأدواره في أكثر من ساحة عربية.
وترى هذه الأوساط ان الإيحاءاتٍ الرسمية بأن الحريري «محتجز» في المملكة ومقيَّد الحركة، وحصْر الاستقالة بجانبها التقني واختزالها بعنوان «العودة» يشكّل إدارة ظهرٍ لعمق الأزمة في شقّها اللبناني، منبّهة في الوقت نفسه إلى وجوب عدم الإمعان في التنكّر لجوهر أسباب «الغضبة» السعودية على بيروت والتي عبّرت عنها المملكة بوضوح على لسان مسؤولين فيها أو القيام بخطواتٍ من شأنها نسْف أي جسور عودة في العلاقة مع الرياض.
(الراي الكويتية)