رأى النائب والوزير السابق د.محمد عبدالحميد بيضون أن استقالة الرئيس الحريري لم تقف عند حدود نزع الشرعية عن حزب الله، إنما فتحت أيضا الأبواب واسعة أمام الأوروبيين والأميركيين للبحث جديا بانغماس هذا الحزب عضويا وبتكليف وتمويل إيراني في نشاطات إرهابية في سورية والبحرين واليمن والكويت، علما أن إحدى النقاط الأساسية والإيجابية التي أظهرها مدار البحث القائم بين السعودية ودول الغرب، ترتكز على توصية دول الخليج العربي بعدم اتخاذ إجراءات تجعل من الاقتصاد اللبناني ضحية المواجهة العربية للغزو الإيراني للمنطقة العربية.
ولفت بيضون في تصريح لـ «الأنباء» الى أن تباكي قوى 8 آذار على استقالة الرئيس سعد الحريري، ليس تضامنا مع الأخير أو حزنا عليه، إنما هو انتحاب على الغطاء الشرعي الذي ألقته التسوية الرئاسية على سلاح حزب الله وعلى تدخله إرهابيا بدول الخليج العربي، بدليل ان الاتحاد الأوروبي أدرج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب الدولي دون الجناح السياسي بسبب مشاركته في الحكومة اللبنانية، مع العلم أن سلاح حزب الله يفرض قيوده وشروطه وهيمنته على مقررات الحكومة، وعلي السياستين الداخـلية والخارجية للبنان، ويضع قرار الحرب والسلم في تصرف طهران.
بمعنى آخر، يؤكد بيضون أن كل الإشاعات التي تطلقها 8 آذار وكل البكاء على الرئيس الحريري، هو فقط لإبعاد الأنظار عن جوهر الأزمة، ألا وهو وجود تخريب إيراني في المنطقة العربية تطور مؤخرا إلى حد قصف المدن السعودية من اليمن بصواريخ باليستية، خصوصا أن هذا التخريب يعتمد على حزب الله كرأس حربة في سورية واليمن والبحرين والكويت، ناهيك عن أن هذا التخريب المنغمس فيه حزب الله يحمل لبنان، رئاسة وحكومة وشعبا ومؤسسات، مسؤوليات جسام لا قدرة له على تحملها.
وردا على سؤال، أكد بيضون أنه لا حكومة جديدة في لبنان دون سعد الحريري، ولا عودة للانتظام السياسي العام دون وجود سعد الحريري في المعادلة السياسية، لكن المؤسف في مشهد ما بعد الاستقالة، هو انشغال السلطة بالإشاعات حول ظروف إقامة الرئيس الحريري في السعودية، بدلا من أن تبادر بشخص رئيس الدولة ورئيس مجلس النواب إلى تقديم عرض تفاوضي يعطي السعودية ضمانات وتطمينات بأن لبنان لن يكون منبرا لتوجيه الشتائم للقادة والملوك العرب ولا منصة لإطلاق الإرهاب الإيراني التخريبي في الخليج العربي.
وعليه يؤكد بيضون أن تعاطي السلطة مع استقالة الحريري يؤكد عدم وجود جدية لديها بتحمل مسؤولياتها لإخراج لبنان من الأزمة، بل تعمد إلى شراء الوقت وإلى رمي قنابل دخانية للتغطية على حقيقة وأسباب وخلفيات الاستقالة، معتبرا بالتالي أن هذا التعاطي غير المسؤول مع خطورة الموقف، إن أكد على شيء، فهو يؤكد أولا على عدم قيام حكومة جديدة على المدى المنظور، وعدم اكتراث السلطة لما سيتخذ من إجراءات كبيرة ضد لبنان بوجه إرهاب إيران ومن خلفها حزب الله.
وختم بيضون مشيرا إلى أن استقالة الرئيس الحريري أسقطت التسوية الرئاسية بكل مندرجاتها ومفاعيلها، موضحا أن التسوية كانت قائمة على ركيزتين أساسيتين الأولى ترئيس العماد عون للجمهورية على قاعدة خلق ديناميكية سياسية لاستعادة الثقة بلبنان، والثانية تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، إلا أن ما حصل هو اكتفاء عون بانتخابه رئيسا للدولة وتنصله من إقناع حزب الله بتحييد لبنان عن الصراع الإقليمي.
(الانباء الكويتية)