كتبت صحيفة “الحياة”: غلب الجانب الخارجي من أزمة استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، على الجانب الداخلي أمس الجمعة، إن على صعيد المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون مع سفراء الدول الأعضاء في “مجموعة الدعم الدولية للبنان” والسفراء العرب، مبدياً “قلقه على الظروف التي تحيط بوضع الحريري” كما أعلن مكتبه الإعلامي، أو على صعيد الاتصالات خارج لبنان. وبينما استقبل الحريري في منزله في الرياض أمس السفيرين الإيطالي لوكا فيراري والروسي سيرغي كوزلوف لدى المملكة العربية السعودية، أعلنت الرئاسة الفرنسية إثر لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مطار الرياض، أول من أمس الخميس، أنهما “تناولا مطولاً أهمية حماية استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب والعمل من أجل السلام”.
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، أنهما تناولا “الوضع في لبنان بعد استقالة الرئيس الحريري. وأشار الرئيس ماكرون إلى الأهمية التي توليها فرنسا لاستقرار لبنان وأمنه وسيادته ووحدة أراضيه، كما أنهما أثارا ملفات إقليمية أخرى منها اليمن”.
وقالت مصادر فرنسية مطلعة على اللقاء، إن ماكرون قال لولي العهد إن “ما من شيء يمكن أن يكون خطيراً بمقدار المسّ باستقرار لبنان”. وأثار الرئيس ماكرون موضوع استقالة الحريري في آخر اللقاء، حين كان في خلوة مع ولي العهد. وتناول ولي العهد مع الرئيس الفرنسي “كل ما تقوم به إيران لزعزعة استقرار المنطقة وأعمالها التخريبية حيال السعودية”. وقال ماكرون لولي العهد، إن “السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة شريكتا فرنسا في المنطقة” وإنه سيزور في موعد لاحق إيران “للتحاور مع مسؤوليها حول الخلاف العميق بين فرنسا وشركائها مع سياسات إيران في المنطقة”.
وأوفد ماكرون نائب كبير مستشاريه أورليان شوفالييه إلى بيروت، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع عدد من المسؤولين والقادة السياسيين. وقالت مصادر رسمية إنه نقل إلى الجانب اللبناني أجواء زيارة ماكرون إلى السعودية، فيما غادر السفير الفرنسي برونو فوشيه بيروت إلى باريس بعد جولة لقاءات له. وأصدرت الخارجية الفرنسية بياناً أكدت فيه أن فرنسا “تأمل بأن يكون الحريري قادراً على حرية الحركة بالكامل، وأن يكون قادراً على لعب الدور السياسي العائد إليه في لبنان”.
(الحياة)