في إطار الشائعات والأخبار المتناقضة المتعلقة بعودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، وفي ظل الانقسام الحاد بين من يعتبر أن استقالة الحكومة أتت بضغط سعودي وأن الحريري أجبر على ذلك، وبين من يعتبر أن تجاوزات “حزب الله” ومحاولاته زعزعة الأمن والاستقرار في أكثر من دولة عربية، كانت الدافع إلى هذه الاستقالة توقيتاً ومضموناً، قطع رئيس “لقاء سيدة الجبل” فارس سعيد في اتصال مع “السياسة”، الشك باليقين، قائلا “إن رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله يريدان إقناعنا أن الاستقالة حصلت بالإكراه، وإن الرئيس الحريري معتقل، أو موضوع في الإقامة الجبرية”.
وأضاف “نحن كفريق سياسي كبير، نعتبر أن الاستقالة لها علاقة بالوضع السياسي القائم حالياً، بمعنى أنه لا يمكن لحزب الله أن يستمر بهذا السلوك تجاه العالم العربي، وبالتالي لا يمكن المساكنة معه، بغض النظر إذا ما قبلت الاستقالة أم لا، لأن السبب المباشر لهذه الاستقالة أولاً وأخيراً، هو سلاح حزب الله وهو مطروح حالياً في دول القرار العربي والدولي”، مشدداً على أنه “على الرئيس عون الصديق الأول لحزب الله والمدافع عن سلاحه، ألا يحول موضوع الاستقالة وعلاقتها بحزب الله، إلى موضوع إجرائي له علاقة بوجود الحريري في بيروت أو عدم وجوده”.
ورأى سعيد إن سلاح “حزب الله” يبقى هو الموضوع الأساسي، ولا يمكن للحريري أن يستمر على رأس حكومة أحد مكوناتها متهم بزعزعة أمن واستقرار الدول العربية، متمنياً على كل القامات الوطنية تحت عنوان شراء الوقت، ألا تنزلق لتصديق نظرية “حزب الله” والقول بأن الاستقالة إجرائية، بل هي سياسية مئة بالمئة، والسبب المباشر الذي أدى إليها هو “حزب الله” وسلاحه.
وعن الأسباب التي أخرت عودة الحريري إلى بيروت، أشار سعيد إلى أن لا أحد يملك الإجابة على هذا السؤال غير الحريري نفسه، محملاً “حزب الله” المسؤولية عن أي مخاطر أمنية تتهدده وأفراد عائلته.
(السياسة)