لأن العاصفة التي تلبدت غيومها فوق المنطقة أصبحت داهمة وخطيرة على الداخل اللبناني بعد كل المغالطات التي نبه العقلاء منها والتي لم يسمع احد النصائح بها لتفادي تداعياتها عندما كانت الامور لا تزال قيد المعالجة، معتبرا بالتالي ان لبنان يدفع فاتورة خروج البعض عن اتفاق الطائف والدستور وحتى عن التعديلات الصغيرة التي ادخلت بعد ذلك لتضميد الجراح كتسوية الدوحة واعلان بعبدا، مع العلم ان اللبنانيين ينتظرون منذ العام 2006 ان تتطرق طاولة حوار لبنانية او حكومة لبنانية او مجلس عقلاء لبناني الى البند الذي يتم اخفاؤه دائما عن جداول الاعمال ألا وهو الخطة الدفاعية وسلاح الميليشيات.
وتعليقا على التحليلات التي تؤكد ان لبنان دخل فعليا في ازمة تكليف وتأليف طويلة جدا ومفتوحة على كل الاحتمالات، اكد حمادة في تصريح لـ «الأنباء» ان كل المعطيات تشير الى انه ليس هناك في المستقبل المنظور حكومة في لبنان، لا تكنوقراط ولا سياسية جامعة ولا سياسية من لون واحد قبل ان تعالج الامور التي فجرت هذه الازمة الوطنية،
اي قبل ان يتوافق اللبنانيون على العودة الى سياسة الحياد والنأي بالنفس والخروج من سورية عسكريا والتسليم بأن الجيش اللبناني هو الوحيد المخول دستوريا حمل السلاح والدفاع عن لبنان واللبنانيين.
وردا على سؤال حول الخشية من انزلاق الازمة الى خربطة امنية لبنان واللبنانيين بالغنى عنها، اكد حمادة ان المهم هو ان نضع لبنان في منأى عن اي عدوان اسرائيلي، فاللبنانيون لن يتقاتلوا بين بعضهم بعضا،
خصوصا ان حزب الله لن يستطيع في ظل الظروف والمعطيات المحلية والاقليمية الراهنة ان يغامر مجددا بيوم مجيد آخر، لا بل على العكس المطلوب من حزب الله ان يحتاط ويحمي نفسه ولبنان من كارثة قد تكون آتية.
وعن احتمال ان تكون الانتخابات النيابية اولى اكبر ضحايا الاستقالة، ختم حمادة قائلا: حتى الآن كانت الانتخابات النيابية ضحية اللجان الوزارية والخلافات على آلية التطبيق، وأخشى ما أخشاه ان تصبح الانتخابات ضحية الوضع العام المحيط بالبلاد،
فالصورة غير واضحة وليس باستطاعة احد ان يجزم سواء في حصولها او في تأجيلها، حمى الله لبنان واللبنانيين.
(الانباء الكويتية)