بدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سلسلة لقاءات تشاورية مع قيادات وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية، لبحث نتائج اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من خارج لبنان والسبل الكفيلة للخروج من الازمة المتأتية عن هذه الاستقالة.
الجميل
وفي هذا السياق، التقى الرئيس عون عند العاشرة قبل الظهر في قصر بعبدا، الرئيس امين الجميل، الذي صرح بعد اللقاء، فقال: “لبيت دعوة فخامة الرئيس عون للتشاور حول الازمة المستجدة. نحن نمر في مرحلة صعبة جدا ونعلم تماما أن جذور الازمة الراهنة تعود الى زمن طويل، ولم تأت بشكل مفاجئ وإنما هي ترجمة للمسار الحالي، إنطلاقا من التسوية التي حصلت. وفي الواقع لقد تبين أن كل تسوية لها أجل وربما البعض اعتبر أن أجل التسوية الحالية قد حان، ولذلك قدم الرئيس الحريري استقالته”.
اضاف: “أنا لا أحسد فخامة الرئيس على التحديات التي يواجهها، وقد واجهت مثلها، لكن تحت نيران المدفع، على عكس اوضاع اليوم حيث يسود الهدوء ويشعر الجميع بالمسؤولية على الصعيدين الامني والاقتصادي، وآمل أن يستمر الهدوء في هذا الشكل”.
ورأى أنه “علينا جميعا التعاون من اجل إيجاد المخرج لهذه الازمة، فنحن نسمع كلاما في الفترة الاخيرة عبر الاعلام، أن هناك فريقا انتصر في كل المعارك، من المحيط الى الخليج وقد حقق انتصارات، وكأن المطلوب من لبنان أن يدفع ثمن تلك الانتصارات على حساب أمنه واقتصاده ووحدته ودوره وسيادته واستقلاله”.
واشار الى أنه “إذا كان هناك من انتصارات قد تحققت لفريق معين على صعيد المنطقة، هذا لا يعني أن على لبنان أن يدفع الفاتورة. فعلى اللبنانيين أن يفهموا على من انتصرنا. هل على لبنان؟”، وقال: “إن نشيدنا اللبناني يشير الى كلنا للوطن وليس كلنا على الوطن. فوعي الجميع ضروري، وإذا كان هناك من منتصر او من حقق انجازات كبيرة، ومن اي نوع كانت، وبمعزل عن تقييمنا لها، عليها أن تكون لصالح الوطن ولخدمته، وليس ليدفع الوطن فواتير نتيجة معارك لا علاقة لنا بها. فعلى الانتصارات، في حال وجودها، أن تحسب لمصلحة لبنان وسيادته واستقلاله وحياده. هذا هو المطلوب اليوم، وانا أعتقد أن ذلك يكون بداية طريق إذا اردنا أن نصل الى حلول سريعة للأزمة.”
لحود
واستقبل الرئيس عون، الرئيس العماد اميل لحود، الذي غادر من دون الادلاء بأي تصريح.
سليمان
ثم استقبل الرئيس عون، الرئيس العماد ميشال سليمان، الذي قال بعد اللقاء: “نشكر فخامة الرئيس على استدعائه الشخصيات اللبنانية للتشاور في موضوع الازمة التي يمر فيها لبنان. فصحيح هي ازمة، لكنها ستمر بخير وأنا متأكد من ذلك. أما بالنسبة للرأي الذي طلبه فخامة الرئيس، وبعد ان يطلع فخامته على اسباب الاستقالة، وفي حال اصرار الرئيس الحريري على عدم العودة، ارى أن الحكومة الحيادية او التكنوقراط هي افضل حل لإجراء الانتخابات، تتزامن مع تشكيل هيئة الحوار الوطني لإعادة التأكيد على إعلان بعبدا ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية وبحث عودة النازحين السوريين، الذي يعتبر أهم موضوع اليوم يتطلب توافقا وطنيا. ويصار بعد ذلك الى تشكيل حكومة سياسية بعد الانتخابات النيابية التي من الممكن أن تكون مبكرة، ويكون قد نفذ تحييد لبنان وسحب حزب الله عناصره من الخارج، والتزم باستراتيجية دفاعية. هذه هي العناوين الرئيسية التي تداولنا فيها مع فخامة الرئيس وقدمت له ورقة مكتوبة حولها”.
الحسيني
ثم التقى الرئيس عون، الرئيس حسين الحسيني الذي لم يدل بعد اللقاء بأي تصريح.
ميقاتي
واستقبل الرئيس عون، الرئيس نجيب ميقاتي، الذي قال بعد اللقاء: “تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وكان الحديث عن موضوع الازمة الراهنة وكيفية الخروج منها وعن اسباب الاستقالة وكيفية معالجتها في المستقبل، وقد شرح لي فخامة الرئيس اسباب التريث في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء، وقد اقتنعت بهذه الاسباب، وهذا التريث من باب الحكمة عند فخامة الرئيس . اذا كان لا بد من كلمة أقولها لكل لبناني مخلص، فهي أنني خرجت من هذا الاجتماع وانا متفائل وعلى ثقة برؤية فخامة الرئيس، خاصة عندما شرح لي أن هذا الامر وطني يتعلق بجميع اللبنانيين، ومن مسؤولية فخامته المحافظة على الدستور وعلى التوازنات في البلد. اقول بكل صراحة أنني متفائل وان شاء الله نخرج من هذه الازمة لأيام افضل بإذن الله”.
السنيورة
ثم التقى رئيس الجمهورية، الرئيس فؤاد السنيورة، الذي تحدث الى الصحافيين بعد اللقاء، فقال: “كانت مناسبة للتداول مع فخامة الرئيس في صميم المشكلات، وأؤكد أن عودة الرئيس الحريري هي الاولوية على أي أمر آخر، وفي الوقت نفسه يجب العودة الى التبصر والتنبه الى المخاطر التي يعيشها لبنان والمشكلات التي علينا معالجتها. فهناك خلل داخلي في لبنان يتراكم، وحاجة للتنبه الى هذا الامر بشكل كبير، كما هناك خلل متراكم على الصعيد الخارجي. إذ أن لبنان كان حريصا دائما على أن يكون في موقع الوسط وعدم الانحياز. وقد أصبح واضحا انحياز لبنان في سياسته الخارجية الى المحور الذي يخالف مصالحه، وعلينا تصويب البوصلة وإعادة الاعتبار على الصعيد الداخلي عبر احترام اتفاق الطائف والدستور واستعادة الدولة القوية المسؤولة عن كامل أراضيها، وبالتالي إنهاء هذه الحال من التناثر والانحلال للدولة اللبنانية، لأن هذا الامر غير مستقيم ولا نستطيع أن نستمر في هذه الحال التي وصلنا اليها على الصعيد الداخلي”.
اضاف: “أما الامر الثاني، فهو استعادة الاحترام للشرعية العربية القائمة على نظام المصلحة العربية، والثالث إستعادة الاحترام للقرارات الدولية التي يلتزم بها لبنان. ولذلك علينا معالجة ما حصل عبر مزيد من الوحدة الوطنية وإعادة الاعتبار لإعلان بعبدا وإتخاذ الاجراءات الاصلاحية الصحيحة على كل الصعد الداخلية والعربية والدولية”.
وردا السنيورة على سؤال الى ان “الرئيس الحريري عائد، ونحن في “كتلة المستقبل”، نريد عودته وموقفنا دائما هو اننا الى جانبه ونرشحه الى رئاسة الحكومة”.
بهية الحريري
كذلك استقبل رئيس الجمهورية، النائبة بهية الحريري.
العريضي وتيمور جنبلاط
واستقبل الرئيس عون، السيد تيمور وليد جنبلاط والنائب غازي العريضي نيابة عن النائب وليد جنبلاط الذي تعرض لوعكة صحية.
اعتذار الرئيس سلام
وكان الرئيس تمام سلام قد اعتذر عن الحضور بداعي السفر.
هذا، ويواصل رئيس الجمهورية الجولة الثانية من لقاءاته التشاورية عند الثالثة بعد ظهر اليوم، ويستكملها غدا الاربعاء.
سفير لبنان الجديد في النمسا
وكان رئيس الجمهورية، استقبل عند التاسعة والنصف صباحا، السفير ابراهيم عساف لمناسبة تعيينه سفيرا للبنان لدى النمسا، وزوده بالتوجيهات اللازمة قبيل تسلمه منصبه الجديد، وتمنى له التوفيق في مهامه.