نسمع في الفترة الأخيرة كثيراً عبارة تقنية الشحن السريع في مواصفات الهواتف الذكية الحديثة، بحيث أصبحت من العناصر الأساسية التي تؤثر في قرار شراء الهاتف.تسعى الشركات المصنعة للهواتف الذكية الى زيادة فترة عمل الجهاز. وللحصول على ذلك عمدت الى زيادة سِعة البطارية. لكنّ هذه الزيادة في السِعة قابلتها زيادة في فترة الشحن، ما أزعجَ الكثير من المستخدمين أيضاً. ولحل هذه المشكلة ظهرت تقنيات الشحن السريع للهواتف التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة ولاقت استحساناً كبيراً عند المستخدمين حول العالم.
طريقة العمل
تسمح تقنية الشحن السريع “Quick Charge” بتدفّق مستويات عالية من التيار على البطارية، سعياً لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في الشحن. وتميل هذه التقنية أيضاً الى شحن البطاريات بقوة تتعدى الخمسة فولت المعتمدة في عملية الشحن التقليدية، لتصل الى 12 فولت في بعض الحالات. وتعدّ تقنية “Quick Charge” الأشهر والأوسع استخداماً في الوقت الحالي، وهي الآن في جيلها الثالث وتوفّر سرعة شحن من 0 في المئة إلى 80 في المئة في 35 دقيقة فقط، بينما كان الجيل الثاني منها يوفّر شحناً إلى 60 في المئة في المدة نفسها.
وتعمل هذه التقنية على تغيير قوة الفولت وليس الأمبير. فالشواحن التقليدية تشحن قدرة 5 فولت وتغيّر الأمبير. لكن في تقنية الشحن السريع، يتمّ رفع الفولت إلى 9 وحتى 12 فولت في بعض الأحيان، مع الاعتماد على الأمبير المرتفع أيضاً.
وبذلك يشترك الفولت والأمبير معاً في عملية شحن بطارية الجهاز بطريقة سريعة. وهنا تجدر الإشارة الى أنّ معدل نقل الطاقة في المراحل الأخيرة من شحن البطارية أقل بكثير من المراحل الأولى بغَضّ النظر عن التقنيات المستخدمة في الشحن، ﻷنه كلما تقدمت عملية شحن البطارية لتقترب من نهايتها يتباطأ سَحبها للتيار، وهذا ما يفسر لماذا تتمكن تقنية الشحن السريع من شحن البطارية لنسبة 80 في المئة بسرعة في وقت قصير، ولماذا لا تزال تأخذ أكثر من ساعة لتكمل شحن البطارية تماماً لنسبة 100 في المئة.
تجدر الإشارة الى أنه للقيام بعملية الشحن السريع يجب أن يدعم الجهاز نفسه الفولتاج والأمبير المرتفع وكذلك الشاحن، ولن تعمل هذه الميزة على الأجهزة التي لا تدعم الشحن السريع ووضعت قيوداً كهربائية لحماية البطارية والجهاز.
(شادي عواد – الجمهورية)