ورد في صحيفة “الراي” الكويتية: عندما نسأل المسؤولين الأميركيين المتابعين عن مضاعفات كشف إسرائيل هوية القيادي في “حزب الله” أبو علي شعيتو، المعروف بـ “الحاج هاشم”، بصفته قائداً لقوات الحزب في الجولان، وعن إمكانية أن تؤدي خطوة كهذه إلى إشعال حرب بين اسرائيل و”حزب الله”، يُجيب المسؤولون الأميركيون، مشترطين عدم ذكر أسمائهم، ان “إسرائيل وحزب الله منخرطان في الوقت الحالي في حرب، لكنها حرب استخباراتية باردة ذات قواعد شبه معروفة”.
السؤال هو “متى تتحول الحرب الباردة إلى مواجهة عسكرية مباشرة؟”، حسب المسؤولين الذين يقولون في معرض إجابتهم: انه “في المدى المنظور، يتعذر القضاء التام على حزب الله أو حماس. كما أن مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة أمر يتعدى الامكانيات الاسرائيلية، ويتطلب جبهة إقليمية بقيادة الولايات المتحدة”.
وبسبب معرفتها أن “الحلول الجذرية” متعذرة، تلجأ إسرائيل، وفقاً للمسؤولين الأميركيين، إلى مواجهة إيران ومجموعاتها دفاعياً فقط، وهذا النوع من المواجهة يجري في أسلوبين، بارد وساخن، أي أن إسرائيل تواجه حزب الله وتعمد إلى تصفية كوادره واختراقه استخباراتياً وقصف شحنات الأسلحة المتطورة المرسلة إليه، وهذه المرحلة الباردة من المواجهة.
وتتابع إسرائيل حربها الباردة “لتأجيل المواجهة الساخنة، وفي الوقت نفسه للحفاظ على تفوقها في الجولة الساخنة المقبلة”.
متى ستندلع “الحرب الساخنة” بين الطرفين؟ يقول المسؤولون الأميركيون ان “الحرب المباشرة بين اسرائيل وحزب الله قد تندلع في أي لحظة، والأسباب قد لا تكون دائماً عسكرية”. ويعتقد المسؤولون الأميركيون ان جزءاً لا بأس به من قرار الحزب إشعال “حرب لبنان الثانية”، في تموز 2006، كان بسبب حسابات داخلية للحزب مع حلفائه في سوريا وإيران.
إذاً، سوء التقدير من أي من الطرفين وارد، وهو ما ينذر بفتح جبهة بينهما في أي لحظة، مع الاشارة إلى ان “حزب الله” قد يفعل أقصى ما بوسعه لتفادي الحرب، على الأقل لمدة سنة حتى يكون استتب الوضع لمصلحته في سوريا، ويكون قد أقام بنية تحتية تسمح له بفتح جبهة الجولان السوري.