أكدت مصادر سياسية بارزة لـ”السياسة”، أن تجديد العقوبات الأميركية ضد “حزب الله” وبالطريقة التي أقرها أخيراً مجلس النواب الأميركي، وتتضمن العمل على تجفيف منابع تمويله، بعد اتهامه بممارسة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وتبييض الأموال، في تمويل الهجمات الإرهابية التي تحدث في بعض دول العالم، إضافة إلى اتهام حكومتي إيران وسورية له، وتمويله وتدريبه وتسليحه من قبل إيران، بما يزيد عن مئتي مليون دولار سنوياً، بنها تشكل تحولاً نوعياً في السياسة الأميركية تجاه إيران و”حزب الله” معاً.
وقالت المصادر إن استهداف “حزب الله” بهذه الطريقة من قبل الإدارة الأميركية، يشير بوضوح إلى أن واشنطن وحلفاءها، وفي مقدمهم إسرائيل مستقبلاً، قد لا يترددون في انتهاج سياسة صارمة وحازمة مع “حزب الله”، وذلك بعد القضاء على تنظيم “داعش” الذي بات لا يملك سوى عشرة في المئة من قوته العسكرية، بعد الهزائم التي مُني بها أخيراً، وبعد محاصرته عسكرياً في منطقة دير الزور ومحيطها، بالإشارة إلى انسحاب مقاتليه من معظم الأراضي العراقية باتجاه المقلب الآخر من الحدود مع سورية.
وأضافت إن هناك مؤشرات كثيرة توحي بتصميم الإدارة الأميركية الجديدة، بأن تكون حربها المقبلة في المنطقة ضد “حزب الله”، وبالتالي فإن سوق الاتهامات الأميركية والإسرائيلية ضده بهذه الطريقة، وتحميله مسؤولية كل ما يحصل في بعض الدول العربية من أعمال شغب وإرهاب، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، مع استمراره بمساندة الحوثيين وتعطيل الحل في اليمن، والعمل على زعزعة استقرار البحرين، ربما يكون مؤشراً لمواجهة قد لا تكون بعيدةً بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل مع “حزب الله”.
وتوقعت أن تكون هذه المواجهة في الربيع أو الصيف المقبلين، وهو الموعد التي اعتادت فيه إسرائيل أن تشن حروبها على لبنان.
وربطت المصادر الأمنية بين تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان المتكررة ضد “حزب الله” من دون أن يسميه، والطريقة التي لجأ إليها إعلام الحزب لتبرير الاتهامات والشتائم التي صدرت من قبل بعض سكان حي السلم ضد “حزب الله” وأمينه العام حسن نصرالله بصفة شخصية، أثناء إقدام القوى الأمنية على إزالة المخالفات غير القانونية في تلك المنطقة، واللجوء إلى تحميل إسرائيل مسؤولية ما حصل، عن طريق استخدامها أجهزة الكترونية تحمل إشعاعات ذرية مؤثرة على عقول الناس، بأنها هي التي دفعت بهؤلاء المواطنين إلى استخدام عبارات غير لائقة بحق نصر الله، لم يدركوا معانيها بسبب سيطرة تلك الذبذبات وإشعاعاتها النووية على عقولهم، ولكنهم بعد أن استفاقوا من غفلتهم واسترجعوا وعيهم، تقدموا بالاعتذار عن كل ما تلفظوا به من كلام نابٍ بحق نصر الله و”حزب الله”.
وأشارت إلى أن ذلك يعني أن قيادة الحزب لم يعد بإمكانها تحمل ردات فعل الناس على تصرفاتهم إلا بهذه الطريقة، وكل ذلك مرده إلى تذمر جمهور الحزب من سياسات “حزب الله”.
(السياسة)