تحلّ ذكرى السنة الأولى من عهد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون على وقع تَعاظُم وهج «التدافُع الخشن» بين الولايات المتحدة وإيران وبين السعودية وإيران وتَحوُّله «كرة ضغط» متدحْرج «تقبض» على الوضع الداخلي، رغم «تمتْرس» الأطراف اللبنانية الوازنة خلف التسوية السياسية التي كانت أنهتْ الفراغ الرئاسي باعتبارها «حبْل نجاة» من السقوط «في الهاوية».
وفيما يسود تَرقُّبٌ لإطلالة الرئيس عون مساء اليوم عبر محطات التلفزيون المحلية مُقلّباً صفحات السنة الأولى من ولايته ومجيباً على أسئلة محورية تتصل بعلاقات لبنان الخارجية ولا سيما مع العالم العربي ودول الخليج كما بأفق ملف النازحين السوريين ومستقبل الواقع اللبناني في ظلّ المشهد الدولي والاقليمي المضطرب، ازدادتْ مَظاهر التوجُّس من المدى الذي قد تبلغه لعبة «قطْع الأذرع» الأميركية مع إيران وإمكانات تحييد لبنان عن أثمانها في ضوء شبه انعدام «خطّ الفصل» بين الدولة اللبنانية و«حزب الله» الذي تدور المعركة الخارجية «على رأسه».
وفيما تستمرّ في الكواليس السياسية تفاعلات كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني حول التأثير «الحاسم» لطهران في قرارات عدد من دول المنطقة وبينها لبنان، «ضرب» وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان مجدداً عبر صفحته على «تويتر» مغرّداً: «ليس غريباً ان يعلن ويشارك حزب المليشيا الإرهابي حربه على المملكة بتوجيهاتٍ من أرباب الإرهاب العالمي. ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب في ذلك!».
وتُعتبر هذه «التغريدة» الثانية المباشرة التي يتوجّه فيها السبهان الى اللبنانيين، بعدما كان دعاهم قبل أسابيع الى الاختيار بين «مَن مع حزب الشيطان ومَن ضدّه»، ليوجّه هذه المرة «رسائله» وبالمباشر الى الحكومة، في ما اعتُبر إشارةً سعودية متقدّمة إلى مَخاطر استمرار «التماهي» شبه الكامل بين لبنان الرسمي و«حزب الله» بعدما شكّلت مواقف روحاني إعلاناً لا لُبس فيه عن حجم التأثير الإيراني في بيروت، ما يضع البلاد تالياً في «مرمى النار» الخارجية التي تستهدف نفوذ طهران و«حزب الله» كذراعها الأبرز في المنطقة.
وكان لافتاً اندفاعة «حزب الله» بوجه مشاريع القوانين الثلاثة التي أُقرت في مجلس النواب الأميركي قبل أيام والتي تشكّل استكمالاً لعملية تطويقه سياسياً ومالياً. وبعدما كان الحزب عبر كتلته البرلمانية اعتبر هذه القوانين «عدواناً أميركياً على لبنان وشعبه وسيادته» منبهاً الى «مخاطر الخنوع» وداعياً الى «رفض الاذعان عملياً لهذا السلوك»، برزتْ سلسلة مواقف أمس لقادة في الحزب وعدد من نوابه حملتْ إشاراتٍ إلى توقُّعه حملة داخلية وخارجية متزامنةً مع رسائل بدت في سياق محاولة طمْأنة بيئته التي قد تجد نفسها أمام مروحة واسعة من العقوبات يصعب حصْر دائرتها متى باتت نافذة.
وفي موازاة هذا العنوان «الساخن»، قفز الى الواجهة مجدداً ملف التطبيع مع النظام السوري في ضوء الكشف عن توقيع الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري مرسوم اعتماد السفير اللبناني الجديد في دمشق سعد زخيا الذي يُرتقب انه سيقدم أوراق اعتماده للسلطات السورية الأسبوع المقبل.
وبعدما برزتْ ملامح حملة على الحريري ربْطاً بتوقيعه المرسوم هو الذي يعلن في شكل متكرّر رفْضه اي شكل من أشكال التطبيع الرسمي مع نظام الرئيس بشار الأسد وحتى لبتّ ملف النازحين عبره، ردّ رئيس الحكومة الذي كان في زيارة رسمية لقبرص عبر «تويتر» قائلاً: «المزايدة على مدى وقوفي ضد نظام الأسد مزايدة رخيصة، أما وجود سفارة لبنانية في سورية فهو تأكيد على استقلالنا وسيادتنا».
(الراي)