باكرا بدأ تيار المستقبل حملته الانتخابية في دوائر الشمال، ولكنه يركز في حملاته على دائرتي الشمال الاولى محافظة عكار، والثانية: طرابلس، المنية، الضنية، لاعتبارات عدة اهمها ان طرابلس وعكار بيئتان محسوبتان على التيار الازرق كونها ذات اغلبية سنية، وثانيا، لأن كلا الدائرتين يعاني فيهما التيار الازرق من انحسار في قواعده الشعبية وفي مواجهة تمدد تيارات اخرى ابرزها تيار الرئيس نجيب ميقاتي، وتيار اللواء اشرف ريفي، عدا عن منافسة جدية لقوى وتيارات سياسية لها حضورها الشعبي وذات تأثير بعد اقرار القانون الانتخابي الجديد والصوت التفضيلي.
حملة التيار الازرق الانتخابية الشمالية يقودها امينه العام احمد الحريري شخصيا وحسب «مستقبلي» سابق متمرد على تياره ان احمد الحريري نزل ميدانيا الى الشارع لسبب رئيسي هو فقدان ثقة الشارع الشمالي بنواب المستقبل الامر الذي ادى الى فقدان ثقة الحريري (الرئيس سعد واحمد) بنواب كتلة المستقبل وقد بدا ذلك من دعوة احمد الحريري اعضاء منسقية الضنية خلال جولته امس الاول الى تنظيم زيارات يومية وجولات لمنازل الناخبين والتواصل المباشر مع القواعد الشعبية، ملمحا بذلك الى الهوة القائمة بين نواب المنطقة والقواعد الشعبية.
تلك الجولة التي قام بها احمد الحريري في الضنية امس الاول ـ والتي اتت ضمن سلسلة زيارات يقوم بها في الشمال وبعد جولة له في طرابلس،لم تكن بمستوى الطموحات، حيث لفت مرجع ضناوي الى انها زيارة باءت بالفشل واصابت الحريري بخيبة لخلوها من الحشد الشعبي الذي كان يحصل في السنوات السابقة.
وسجل المرجع الضناوي اكثر من ملاحظة حول الزيارة الحريرية الى الضنية التي شملت بلدات بخعون، وإيزال، وبقرصونا وابرز هذه الملاحظات:
اولا ـ ان احمد الحريري دخل الضنية وجال فيها دون الزيارة التقليدية لنائبي المنطقة احمد فتفت وقاسم عبد العزيز، ودون زيارة أيا من المسجلين على قائمة المرشحين لدى التيار الازرق الموعودين من الرئيس الحريري او من احمد الحريري منعا للاحراج وما يشبه اعلان الافلاس السياسي لنائبي المنطقة.
ثانيا ـ غياب ملحوظ لرؤساء بلديات ومخاتير باستثناء قلة محسوبين على التيار الازرق.
ثالثا ـ اطلاق رصاص في الهواء لحظة وصول الحريري الى الضنية على مرأى ومسمع منه ومن الجميع دون المبادرة الى وقف ذلك او الاشارة اليه.
رابعا ـ قوبل احمد الحريري بكلمات احرجته خاصة في بلدة ايزال حين بادر احدى الفاعليات الى القول: انك جئت قبل الآن وجاء قبل سنوات الرئيس الحريري الينا بوعود لم ينفذ منها شيئا وها انت اليوم تأتي حاملا الينا وعوداً جديدة، بينما بالامس سبقك النائب السابق جهاد الصمد في زيارة لتدشين طرقات جرى تزفيتها بجهوده وهو نائب سابق وانتم تعلمون ان إيزال هي افقر بلدة في الضنية».
يروي احدى الفاعليات ان احمد الحريري خرج ممتعضا من اجواء الزيارة وبانطباع ان الحضور الشعبي للتيار الازرق في الضنية غير مشجع البتة لخوض الانتخابات النيابية فيها لا سيما في ظل قانون النسبية والصوت التفضيلي حيث من الصعوبة بمكان تحقيق فوز بمقعد واحد وقد برزت ملامح حضور منافسة شديدة للتيار الازرق يقودها تيار الرئيس ميقاتي وتيار الوزير السابق فيصل كرامي وان الصورة في الضنية باتت قاتمة بالنسبة للتيار الازرق الذي كان حتى الامس القريب يعتبر قادته انه التيار الاقوى في الضنية فيما باتت قوى وتيارات عديدة تتقدم عليه كتيار ميقاتي وفيصل كرامي وريفي عدا عن حضور لافت لاحزاب وقوى سياسية كالحزب القومي والجماعة الاسلامية وفي الوسط المسيحي التيار الوطني الحر وغيرهم بمعنى ان الساحة الضناوية لم تعد ساحة يحتكرها التيار الازرق على غرار ما كانت عليه في السابق.
جهاد نافع – الديار