دشن نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني المركز الجديد لنقابة أطباء الأسنان في طرابلس، بحضور الدكتور سعد الله صابونة ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، سامي رضا ممثلاالوزير محمد عبد اللطيف كبارة، المهندس عامر الرافعي ممثلا النائب سمير الجسر، الدكتور جوزيف يمين ممثلا النائب سليمان فرنجية، الدكتور سمير ناصيف ممثلا النائب فادي كرم، سعد الله فاخوري ممثلا الوزير السابق اشرف ريفي، متروبوليت طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، الشيخ أحمد البستاني ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، الشماس بشارة عطا الله ممثلا متروبوليت طرابلس للروم الأرثوذكس المطران أفرام كرياكوس، مستشار الرئيس الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، مستشار الدكتور سمير جعجع للشؤون الخارجية الدكتور إيلي خوري، مستشار الرئيس نجيب ميقاتي خلدون الشريف، رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي، وعدد من نقباء المهن الحرة وعمداء كليات الطب وطب الأسنان في الجامعة اللبنانية في الشمال وفي الجامعات الخاصة الشمالية، ومنسقي المهن الحرة للأحزاب، نقباء ورؤساء قطاعات وجمعيات وروابط ومدراء مصارف وممثلين عن المجتمع الأهلي والمدني.
حايك
إستهل حفل التدشين بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيب للدكتور جوزيف حايك شكر فيها الرئيس حاصباني على رعايته حفل الإفتتاح وكل من ساهم في إنجاح الحدث، آملا مع إفتتاح المقر ان تكون الظروف أكثر ملائمة لأن بيت طبيب الأسنان إتسع لتتسع معه الأحلام والقلوب وإزداد مساحة لتزداد معه الطموحات من أجل تحقيق ما عجزنا عن تحقيقه سابقا.
وختم:” العمل النقابي نهج مستمر مكمل يحمل مشعله من يصل الى سدة المسؤولية وكلنا على إستعداد للتعاون والمساعدة لأن المسؤولية في نقابتنا تكليف لا تشريف وخدمة لا إستخدام”.
زكريا
وبعد عرض فيلم وثائقي عن تاريخ النقابة والإنجازات التي تحققت، وصولا الى إفتتاح المركز الجديد ألقى النقيب أديب زكريا كلمة قال فيها: “كثيرة هي الأمراض التي تعتري جسد بلدنا الحبيب وإن أتينا على تعدادها فحدث ولا حرج. على الصعيد السياسي لا ضير إن قلنا أن نظام المحاصصة الطائفي وصل بنا لحالة شبه ميؤوس منها. أما على الصعيد التنموي فلا نزال نعاني في العديد من مناطقنا من آفة الحرمان والإنماء غير المتوازن، ولعل مدينتنا هي خير دليل على ذلك”.
واضاف: “أستطيع أن أختصر ثلاث سنوات مضت من عهدي قضيتها مع أحبة لي في مجالس متلاحقة معتمدين فيها على الله أولا وعلى عمل وجهد جبار لا أدعي شرف القيام به وتحقيق كل ما أنجز لوحدي بل جل ذلك هو نتيجة عمل نقابي جماعي ودائم فشكرا لكل من ساهم بوجودنا اليوم في هذا المكان”.
عياش
ثم كلمة نقيب أطباء طرابلس عمر عياش الذي قال: “كان الوعد واليوم الوفاء. إنطلق قطار العزيمة لتأكيد القول بالعمل والإنجاز وأثبتنا مرة جديدة أننا أبناء المجتمع الإنساني والريادة الطبية لخير البشر وإستطعنا بعون الله أن نقلب المعادلة معادلة الحجر الى خير البشر ببناء المستشفيات والجامعات والمؤسسات وصروح النقابات المهنية الحرة مواكبة للمعايير العالمية والجهوزية المدنية وحصر الأنشطة والإجتماعات والندوات ضمن أروقة صممت ونفذت ن أجل اليوم ومن أجل الغد.
واكد عياش ضرورة ثوابت: إعتماد التوقيف الفوري والإحتياطي لكل من يرتكب أي إعتداء على أي طبيب وترك الأمر للقضاء للتحقيق بكل المخالفات. منع التسيب وغض النظر عن التشهير الإعلامي الخالي من أدبيات الإعلام المسؤول والعلمي والذي قد يسول للبعض الإستمرار بمنهج وسياسة العصا ولغة الشتائم. الإسراع بسداد مستحقات الأطباء والمستشفيات من الوزارات والهيئات الضامنة. نتمنى كأطباء أن نساهم بالكثير لمساعدة الفقراء ولكن علينا أيضاً أن نسعى بكل إمكانية المطالبة برفع وتسوية بدل أتعاب الطبيب للحفاظ على عيشه الكريم وليتمكن تاليا من عطاء الكثير والمشاركة المجدية في التنفيذ السليم لبرنامج التغطية الصحية الشاملة. المطالبة المستمرة بأن تكون نقابة الأطباء فاعلة في رسم السياسة الصحية في لبنان والمشاركة الفعالة في إعدادها، تنفيذها وتقييمها. ومن هنا لا يسعنا إلا أن ننوه بجهود دولة نائب الرئيس وزير الصحة الأستاذ غسان حاصباني الذي وعد ووفى بالعمل وفق إستراتيجيات واضحة لا خبط عشواء للعبور نحو دولة القانون والمؤسسات التي تركز على الحوكمة الرشيدة لا الزبائنية والسمسرات وتعمل بآلية مطمئنة وجادة تحمل الأمل بدفع الوطن نحو الإنماء المطلوب والأمن المرتجى.
حاصباني
وقبل إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لتدشين المقر الجديد لنقابة أطباء الأسنان ألقى الوزير حاصباني كلمة أكد فيها أن الدولة لا يمكن أن تحقق إلا بإحترام المؤسسات والقوانين. وأن وزراء القوات بالمثابرة بجدية في العمل الذي يقومون به ومصداقيته يهدف الى صون الدولة وسيادتها ولتفعيل مؤسساتها وقطاعاتها الإنتاجية التي لها وقع كبير على الإنسان.
وقال: “أصحاب المعالي والسعادة والسيادة والسماحة أيها الحضور الكريم، كالعادة يشرفين أن أكون من جديد في طرابلس عاصمة الشمال الحبيب بين أهلي وأحبائي وأصدقائي وأعزائي وكلما اتيت الى طرابلس والى منطقة الشمال أشعر بنشاط وحيوية ليس من قبلي بل من قبلكم انتم أصحاب الهمة والنخوة الذين يناضلون ويكافحون في بناء مسيراتهم المهنية في تطوير منطقتهم وفي الحرص على بناء لبنان الذي كلنا نحلم به.
كلما اتيت الى طرابلس رأيت نموذجا جديدا من الإبداع والعطاء ورأيت نموذجا من التعاضد والأخوة يحتذى فأتمنى لكم التوفيق والنجاح في كل ما تقومون به”.
وأضاف: “أيها الأعزاء الأطباء، تطلقون اليوم وتشيدون مبنى جديدا لنقابتكم في طرابلس ولمست التعاون الوثيق بين النقابتين في طرابلس وهذا شأن يشجعني أكثر فأكثر على المضي قدما بالخطط الجريئة التي من شأنها رفع شأن القطاع الصحي في لبنان الى أرفع المستويات ولتأمين عمل صحي وخدمات صحية مع ديمومة وإستمرارية ليس فقط آنيا وعلى المدى القصير، وعندما اقول ذلك أعني وضع الخطط التي يمكن تنفيذها عمليا ومن ثم البدء فورا بتنفيذها والعمل على تذليل أي عقبات قانونية إدارية أو إجرائية قد تعترضها وذلك ليس بعناد أو تحد لأحد بل بالتعاون الكامل بين كافة المعنيين في القطاع وفي التشريع وفي التنظيم الإداري. ومن هنا إنطلقت فكرة تطوير خطة الرعاية أو التغطية الصحية الشاملة ولهذه الكلمة معان كثيرة، في قاموسنا التغطية الصحية الشاملة هي أن يحصل كل لبناني ولبنانية على الخدمات الصحية التي يحتاج إليها مهما كان عمره بغض النظر عن إنتمائه الديني أو المناطقي أو إذا لم يكن له قدرة على الإستشفاء على نفقته الخاصة. والتغطية الصحية الشاملة تبدأ بدعم مراكز العناية الصحية الأولية بشكل خاص والتي تتضمن إختصاصات أولية تساعد كل من يأتي إليها للفحوصات المبكرة والكشف المبكر والعلاجات الأساسية التي تخفف من الحاجة للذهاب الى المستشفيات ودخولها. ومن ضمنها طب الأسنان بالطبع. إضافة الى ذلك والعنصر المهم للتغطية الصحية الشاملة هي البطاقة الصحية والملف الصحي لكل مواطن وهذا من شأنه أن يخفف العبء الإجتماعي والطبي على المريض والعبء المالي والمادي على الدولة وعلى أيضا جيبة المريض. فيخفف عناء الحاجة لإعادة الفحوصات والتشخيص الجديد ولتأمين حقل التجارب في المرضى في بعض الأحيان. أما الجزء الآخر من التغطية الصحية الشاملة فهو الفحوصات الخارجية والعيادات الخارجية داخل المستشفيات الحكومية وذلك يخفف الحاجة للإستشفاء ودخول المستشفيات. وفي النهاية أيضا وضمن هذه المنظومة هو الإستشفاء في المستشفيات وتقديم أدوية الأمراض المزمنة او المستعصية لكافة المحتاجين إليها مجانا، ومن هنا نكون قد أمنا شريحة من اللبنانين تفوق المليون وأربعمئة ألف مواطن ومواطنة ليس لهم تغطية من أي جهة ضامنة أخرى يعولون على وزارة الصحة للدعم الإستشفائي وللطبابة. ولنجاح هذه الخطة لا بد ان نضع يدنا بيدكم أنتم أصحاب الخبرة والإختصاص لتكونوا أولا المشاركين الأوائل في تحقيق هذه الخطوة بعد ان نستكمل الخطوات التشريعية لإطلاقها وتأمين تمويلها بمساهمة المواطنين والدولة بشكل متكامل لتغطيتها وإستمراريتها وتأمين ديمومتها. ونعول على مهنيتكم العالية في العمل الطبي وعلى أخلاقيات العمل الرفيعة التي يتمتع بها أطباء لبنان والتي نفتخر بها كلبنانيين وعلى الرقابة السليمة ضمن النظام المتكامل للرقابة لنقدم ونستمر في تقديم أفضل الخدمات الصحية للبنانيين وللذين يأتون الى لبنان لهذه الخدمات. وكما تعلمون صنف لبنان في المرتبة الأولى عربيا و32 عالميا من ناحية نوعية الخدمات الصحية فنريد أن نبقي لبنان متقدما في هذه المرتبة الى الأبد إن شاء الله.
وأضاف: لا بد في هذه المناسبة أيضا أن أتطرق للموضوع الذي كلنا نهتم به وهو العمل على بناء هذه الدولة التي نحلم بها الدولة القوية ذات السيادة على أراضيها المستقلة التي تؤمن فرص العمل والعيش المحترم لكل أبنائها الذين يعيشون بشراكة وأخوة على أراضيها وبكرامتهم. هذه الدولة لا يمكن ان تحقق إلا بإحترام المؤسسات والقوانين. وقد نسمع إنتقادا من هنا وتجريحا من هناك ومحاولة للتضليل من هنا ودفعا الى أماكن لا يبتغي الذهاب إليها أحدا في كامل قواه العقلية والأدبية من هناك. لكننا بالمثابرة وبالقناعة بجدية العمل الذي نقوم به ومصداقيته والقناعة بأن ما نقوم به هو لصون الدولة وسيادتها ولتفعيل مؤسساتها ولتفعيل قطاعاتها الإنتاجية وقطاعاتها التي لها وقع كبير على نوعية حياة الإنسان مثل القطاع. الصحي نحن صامدون ومستمرون في العمل الى أن يحقق ما يريده كل لبناني ما يريده كل مواطن حقيقي من دولته التي هو على إستعداد للمشاركة في بنائها والتي له واجبات في بنائها ولديه حقوق مقابل هذه الواجبات”.
وختم: “أنتم في هذه النقابات الكريمة التي نفتخر بها خير مثال على تأدية الواجب تجاه الواطن وتجاه المواطن وليس فقط من خلال صون حقوقكم كنقابيين وأعضاء نقابة بل بالإرتقاء بالقطاع الذي تمثلون الى أعلى المتسويات وبالحرص على تقديم أفضل خدمة في قطاعكم للمواطن اللبناني لأنه هكذا يدا بيد وبإحترام الجميع وتعاون الجميع تبنى الأوطان.
بعدها رد الوزير حاصباني على أسئلة الأطباء حول مجمل القوانين والخطوات التي تعمل على إنجازها الوزارة في سبيل تعزيز وضع الأطباء والقطاع الإستشفائي والصحي في لبنان.