بعد مرور حوالى 9 أشهر على دخوله المكتب البيضاوي، يتحضّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجولة في آسيا الشهر المقبل، والتي تعدّ أهم جولة أجنبية له.
الصحافي ديفيد إغناتيوس في صحيفة “واشنطن بوست” نشر تقريرًا، نقل فيه عن خبراء ومحلّلين وأجهزة استخبارات أجنبية، أبرز الملاحظات عن ترامب، عبر جمع ملامحه الشخصية بهدف تقديم هذا الرئيس غير الاعتيادي، المُخاطر والمُسيطر، للقادة الذين سيلتقيهم.
ويقول الصحافي في شرحه عن ترامب أنّه يحبّ خلق الفوضى، ليس من خلال حادث أو مشكلة ما، أو تغريدة تويترية، فالرجل يحبّ التشويش والإذلال وأحيانًا يستجدي الإهانة من الآخرين، ويعتقد أنّه بهذه الطريقة يضع خصومه خارج التوازن ويفتح المجال للتفاوض. ومن الأمثلة على ذلك ما كتبه الصحافي دان بالز في إحدى الصحف، بعنوان “ترامب يزيد الدوائر عبر الحكم باضطراب”، وناقش في المقال أعمال ترامب “المدمّرة” في ما خصّ الإتفاق النووي الإيراني ووقف تمويل نظام “أوباماكير”. إلا أنّ المفاجأة من داخل إدارة ترامب أنّ البيت الأبيض أحبّ ذلك المقال، ما يؤشّر الى أنّ هذه هي الصورة التي يرغب ترامب بإظهارها.
وأشار الى أنّ ترامب يسمع الملاحظات المقلقة عن سياسته المتهورة، لكنّه يسعد من النفوذ الذي يحصل عليه من جراء ذلك. وقال إنّ ترامب يعمل على قاعدة “إذا أردت أن تربح عليك أن تتحضّر للخسارة”.
كما أشار الى أنّ ترامب لديه حسابات مختلفة عن الإتفاق النووي، أكثر من أي رئيس أميركي سابق، ويعتقد أنّ الرؤساء السابقين كانوا يخشون خطر الحرب النووية، أمّا ترامب فلديه جنوح صوب الخطر، وهو لديه 3 جنرالات يوجّهون النصائح له ويشرحون أبعاد الحرب إذا ما وقعت، ولكن اصبع ترامب هي التي تضغط على الزر، كإشارة الى أنّ القرار بيده.
وأوضح الكاتب أنّ ترامب يوظّف إسمه بدلاً من وضع ماله الخاص، وإذا كان بمواجهة أحد منفردًا، فيكون حذرًا جدًا ويجعل منافسه يرتكب الأخطاء ليسقط من جراء فعله، أمّا إذا كان محاطًا فيجنح نحو المواجهات غير المحسوبة.
وبالنسبة إلى ترامب فكلّ الأمور شخصيّة، هو شخص مغرور، يحب الإطراء، يحب النجاح ويريد الحصول على تقدير على ذلك.
ولفت الكاتب الى أنّ أفضل علاقاته هي مع السعوديين والصينيين واليابانيين، وأنّ ترامب يعتبر العلاقة مع الصين مهمة جدًا، وأوضح أنّ المستضيفين الآسيويين يفكّرون الآن بكيفية تقديم الملفات الجيدة في التجارة.
(واشنطن بوست – لبنان 24)