كشف موقع “ميدل إيست أونلاين” أنّ السعودية أبدت استعدادها للعب دور بارز في إعادة إعمار سوريا، ناقلاً عن مصادر ديبلوماسية روسية رفيعة المستوى قولها إنّ موسكو تسلّمت عرضاً مشروطاً من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في هذه الورشة، وذلك خلال زيارته الأخيرة لروسيا.
وقالت المصادر الروسية إنّ الملك سلمان أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الرياض ليست مستعدة للاستثمار في الأموال اللازمة لإعادة إعمار سوريا حالياً وبالتالي خدمة إيران والمقاتلين الذين تدعمهم، مؤكداً أنّ الحديث عن إعادة الإعمار ينبغي أن يتبع حلاً سياسياً يتوصل إليه الشعب السوري من دون تدخل خارجي.
كما شدّدت المصادر على أنّ موسكو تعتمد على دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، نظراً إلى تأثيرها السياسي والاقتصادي، للعب دور بارز في إعادة إعمار سوريا، لافتةً إلى أنّ روسيا تعهدت بإنهاء الوجود الأجنبي في الأراضي السوري ما إن تنتهي الأعمال العسكرية في عدد من المناطق ويتم إبعاد المجموعات الإرهابية.
في السياق نفسه، رأت المصادر أنّ كل اتفاق يتم التوصل إليه قبل تحقيق ذلك يخدم مصالح إيران على حساب دول أخرى في المنطقة، قائلةً إنّ الرد السعودي جاء على الشكل التالي: “سنساهم في إعادة إعمار سوريا عند وصول حكومة ونظام جديديْن إلى الحكم لتحقيق الاستقرار وإنشاء سبل للتفاهم مع كل المكونات في المجتمع السوري وإعادة سوريا إلى حضن العرب”.
من جهته، ذكّر الموقع بتصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أوضح فيه أنّ أن بلاده تعمل بشكل مكثف مع روسيا لتحقيق التسوية في سوريا وتبذل جهوداً لتوحيد المعارضة السورية.
بدوره، رأى الباحث في معهد الشرق الأوسط المستشرق فلاديمير أحمدوف أنّ تركيز سوريا على دور السعودية المستقبلي في سوريا يتعدى حدود التعاون المالي، إذ أكّد أنّ موسكو متحمسة لتلعب الرياض وحلفائها الخليجيين دوراً في سوريا بناء على قدرة هذه البلدان على إعطاء شرعية للحل السوري وعلى رغبة موسكو في أن يكون الحل المقبل دائماً قادراً على إرساء الاستقرار.